في مناخ من الحداد العام, وجهت الحكومة الايطالية نداء الي أوروبا لوقف تدفق المهاجرين عبر البحرالمتوسط, بعد ساعات من وقوع أسوأ حادث غرق سفينة تقل لاجئين و مهاجرين غير شرعيين قبالة سواحلها الجنوبية. وواصلت السلطات الايطالية البحث عن المفقودين في الحادث الذي وقع علي بعد كيلومتر واحد من سواحلها الجنوبية, ويعتقد أن سبب الحادث راجع الي نشوب حريق علي سطح السفينة مما أدي الي حالة من الذعر بين الراكبين, هرعوا علي اثرها الي جانب واحد من السفينة, لتلقي مصيرها غرقا. وقد تم تنكيس الأعلام الايطالية الي المنتصف, في مختلف أنحاء البلاد, كما خصصت مدارس البلاد دقيقة حداد علي أرواح الضحايا. وأدانت الصحف الايطالية أمس مجزرة العار التي حولت جزيرة لامبيدوزا الي مقبرة المهاجرين.. وفي الوقت الذي صار فيه نحو300 مفقود في عداد الموتي, أعلنت هيئة الطوارئ بجزيرة لامبيدوزا جنوب ايطاليا, أنهم تمكنوا من انقاذ155 آخرين, من بين ركاب السفينة البالغ عددهم ما بين450 الي500 شخص وبينهم نساء وأطفال. في حين, صرح وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو لمشرعين في روما إنه ليس باستطاعة أحد أن يحدد علي وجه اليقين عدد من لقوا حتفهم, مشيرا إلي أنه ربما يكون هناك المزيد من الجثث المحاصرة داخل مخزن السفينة. وأكد الفانو ان ربان المركب تم اعتقاله موضحا انه تونسي في ال35 من عمره وقد طرد من ايطاليا في ابريل الماضي. وطالب بالتحرك في اوروبا وفي افريقيا. في اوروبا من خلال تغيير قواعد تلقي عبء الهجرة السرية علي دول الدخول وفي افريقيا من خلال مراقبة افضل للمناطق ولا سيما تونس وليبيا من حيث تنطلق المراكب المحملة بمهاجرين غير شرعيين. ودعت وزيرة الاندماج سيسيل كيينجي وهي اول امرأة سوداء تشارك في حكومة ايطالية, الي اقامة ممرات انسانية لجعل عمليات العبور التي تخضع لمضاربة منظمات اجرامية, اكثر امانا. ومن جهته, قال البابا فرانسيس بابا الفاتيكان, إنه يجب اعتبار يوم أمس( الجمعة) يوما للبكاء علي عالم متوحش تجاهل محنة اللاجئين, في حين ناشد الرئيس الألماني يواكيم جاوك الاتحاد الأوروبي توفير حماية أفضل للاجئين, و أكد أن غض الطرف عنهم وتركهم يبحرون إلي موت محدق يسيء إلي القيم الأوروبية.