اعتبر ما لا يقل عن خمسين مهاجرا تونسيا في عداد المفقودين اثر غرق مركب قرب جزيرة لامبيدوزا الايطالية وتم انتشال جثة احد المهاجرين غير الشرعيين وانقاذ 56 آخرين. وقال الناطق باسم خفر السواحل الايطالية الكومندان فيليبو ماريني لوكالة فرانس برس "انتشلنا 56 مهاجرا بينهم امرأة، كانوا في اليم قرب جزيرة لامبيوني الصغيرة او على هذه الصخرة الكبيرة" القريبة من لامبيدوزا. واضاف ان بعض الناجين "يعانون من البرد" بعد ساعات امضوها في المياه. ونقل الناجون الى مركز للاستقبال في لامبيدوزا. وبين الناجين هناك خمسة قصر على الاقل، بحسب منظمة انقذوا الطفولة "سايف ذي تشلدرن". وتم انتشال جثة رجل صباح الجمعة وعمليات البحث مستمرة للعثور على المفقودين. واعربت رئيسة بلدية لامبيدوزا غويسي نيكوليني (يسار بيئي) عن عميق "المها لضحايا هذه الماساة". وبحسب شهادات ناجين جمعها خفر السواحل فان 136 مهاجرا غير شرعي بينهم عشر نساء وستة اطفال، انطلقوا من تونس على متن سفينة صيد. وتشارك في عمليات البحث عن المفقودين زوارق حرس السواحل ومروحيات وقطع بحرية تابعة للحلف الاطلسي (ايطالية والمانية وتركية). وقال الحلف الاطلسي في بيان ان القيادة الجنوبية للحلف في نابولي تحركت استجابة ل "طلب مساعدة قدمته السلطات الايطالية". وجاء في بيان للحلف في مقره ببروكسل "ان ثلاثة بوارج تابعة للحلف الاطلسي ومروحياتها نجحت في تحديد مكان شخصين تم انتشالهما ومعالجتهما" مشيرا الى ان الحلف ساهم في العثور على الناجين الذين لجأوا الى جزرة لامبيوني. واستدعيت مراكب خاصة وغطاسون في هذه المنطقة السياحية للمشاركة غي عمليات الاغاثة. وكان احد الركاب ابلغ السلطات بان السفينة بصدد الغرق من هاتفه النقال في الساعة 16,00 بتوقيت غرينتش من الخميس. وغرقت سفينة الصيد الكبيرة التي يبلغ طولها حوالى عشرة امتار، على بعد نحو 12 ميلا بحريا (22 كلم) عن لامبيدوزا الجزيرة الايطالية القريبة من السواحل الافريقية والتي ينزل فيها سنويا آلاف المهاجرين بطريقة غير مشروعة. وتمت اغاثة اول الغارقين قرابة الساعة 2,30 (00,30 تغ). وتمكن معظم الناجين من الوصول سباحة الى جزيرة لامبيوني. وتولى خفر السواحل نقلهم من هناك. والغريب انه لم يعثر على السفينة الغارقة. وهذا يعني انها غرقت بسرعة كبيرة او انها عادت بمهربيها الى تونس وهي فرضية اقل احتمالا. وفتحت نيابة اغريجنتي تحقيقا بتهمة "القتل والتحريض على الهجرة غير المشروعة" وتحاول معرفة ما اذا كان بين الناجين مهربون. الا ان الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في ايطاليا لورا بولدريني قالت ان "فكرة وجود مهرب بين الناجين قديمة" ولم تعد واقعية. واوضحت "المهاجرون يقودون بانفسهم المركب ويتناوبون على ذلك وهم في معظم الاحيان لا معرفة لديهم بالابحار". وتشكل لامبيدوزا التي تبلغ مساحتها 20 كلم مربعا وتبعد اقل من مئة كيلومتر عن سواحل شمال افريقيا، البوابة الاساسية لدخول اوروبا بالنسبة للمهاجرين القادمين من تونس وليبيا وحتى مصر. وفي 2011 وصل الى هذه الجزيرة نحو خمسين الف مهاجر تونسي ومن بلدان جنوب الصحراء الافريقية في خضم ثورات الربيع العربي. ومنذ بداية 2012 شهد قدوم المهاجرين من شمال افريقيا "تراجعا حادا" بحسب بولدريني حتى وان وصل اكثر من سبعة آلاف شخص الى الجزيرة قادمين خصوصا من ليبيا وتونس ومصر. وقالت بولدريني "الامر كله يتوقف على ما يحدث في الضفة الاخرى للمتوسط، يجب مساعدة البلدان المعنية لتفادي ارتفاع اعداد المهاجرين". ولقي 280 شخصا مصرعهم لدى محاولة عبور المتوسط هذا العام بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.