إن التلاعب بالمصطلحات طريق سلكه المستشرقون والتغريبيون من أجل تشويه الإسلام والتلبيس على المسلمين ومَنْ سولت له نفسه الدخول في هذا الدين العريق، كما فعل أسلافهم من كفار قريش قديمًا عندما كانوا يقفون على أبواب مكة ويحذرون الوافدين إليها من رسول الله صلى الله عليه وسلم واصمين إياه بالسحر والجنون... إلخ. آليات العولمة ونشر المصطلحات لقد استخدم أعداء الإسلام آليات العولمة من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات - التي تمتلكها بلادهم بل وتسيطر عليها وتحتكرها - في نشر الأغاليط المصطلحية من أجل تشويه صورة الإسلام، وكذلك دعوا لنشر الانحدار القيمي، مثل ما خلفته الدول المستعمرة لبلدان الشرق الإسلامي؛ إذ فرضت قيمها وأخلاقياتها بقوة على الشباب المسلم في شتى البقاع، وزرعت بؤرًا للإثارة ونشر الفاحشة وترويج ثقافة الجنس والمخدرات وإباحة الشذوذ هنا وهناك، ففي مؤتمر السكان بمصر وفي مؤتمر بكين بالصين وفي نوادي الروتاري والليونز، حيث الضغط على الحكومات العملية وتمرير الأجندات الغربية لإضعاف دول الشرق الإسلامي، وجعلها ترضخ تحت نيّر الفقر، وتعيش في سراديب الجهل وتلهث وراء الشهوات، وتصدير خطط بالمناهج التعليمية كي تفرض على الشعوب فرضا من أجل أمركة العالم ومسخ هوية تلك الشعوب. فكثيرًا ما يتعرض المسلمون للحملات الإعلامية التي تهدف للحط من قدرهم وتشويه سمعتهم بغية إبعاد الناس عنهم وعن دينهم، فقد صار من المُسلّم به في كثير من بلدان الغرب وصم المسلمين بالإرهابيين، برغم ما قيل عن التعاطي مع الآخر والتواصل معه وما أبداه الدعاة المسلمون من تسامح وإخاء، فقد أصرت هذه النعرة العدائية على البقاء والاستمرار وبلغت أوجها في الاعتداء على الشهيدة مروة الشربيني باعتبارها رمزًا للإرهاب في نظر النازيين الألمان وغيرهم، وبرغم التصريحات الرنانة والوعود البراقة لم تقدم المستشارة ميركل أي اعتذار لمصر حتى الآن؛ وهو ما يؤكد مدى رسوخ العداء والتعالي والتكبر الذي يجري في دم هؤلاء الغربيين؟ واليوم في ظل حالة الانفلات الأمني والإعلامي في مصر هناك أجندات تُمرّر وأفكار تُروَّج وأغاليطُ تُنشَر؛ فلا بد للشباب الواعي من الانتباه وتحري الصدق والصواب وعدم الانسياق وراء هذا أو ذاك، حيث اللعب على كل المستويات، هناك لعب على الفتنة الطائفية، وهناك لعب على الاختلافات الفكرية، وهناك عمالة للشرق وعمالة للغرب، فهناك أجندات هيلاري كلينتون الأمريكية وأجندات الشيخة موزة القطرية من أجل إضعاف مصر، وجعل قطر هي الدولة الأولى في العالم العربي!! وهذا لن يكون بعون الله، فكيف بدولة (أو قل دويلة) تغطي القوات الأمريكية 65% من مساحتها أن يكون لها دور، نقول لأهل قطر وعملائهم اخسئوا وعارٌ عليكم ما أنتم فيه، أزيلوا العار الأمريكي من بلادكم أولا، ثم تحدثوا إن جاز لكم عن مصر ثانيا، وأخيرا نسأل الله تعالى أن يعصم مصر وأهلها من الفتن ما ظهر منها وما بطن. المزيد من مقالات جمال عبد الناصر