كان ظلاما حالكا.. يخيم علي مدينة داود التي تدعي بيت لحم والكورة المحيطة بها. لم يكن هذا الظلام ظلاما بسبب الليل فقط.. وانما كان ظلاما روحيا وظلاما اجتماعيا.. ظلاما روحيا لان الله توقف عن ارسال الانبياء لشعب إسرائيل لفترة تفوق الاربعمائة عام.. فخطايا الشعب وتمرده وعناده احزنت قلب الله فصمت عن الحديث مع شعبه من خلال الانبياء, لذلك عاش الشعب في ظلام الخطية والبعد عن الله.. ولم يجد من يخلصه من خطاياه.. وكان ظلاما اجتماعيا لان شعب إسرائيل كان مقهورا ومستعبدا تحت الاستعمار الروماني الذي استنزف ثرواته وخبراته, وابكم كل صوت ينادي بالحرية. وفي احضان هذا الظلام.. تجمعت الخراف في حراسة الرعاة الفقراء واذا بنور يسطع في السماء وجمهور من الملائكة يسبحون الله قائلين: المجد لله في الاعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة وتقدم ملاك الرب من الرعاة وقال لهم: ها أنا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب واليوم ونحن نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح أود ان اتوقف واتأمل في رسالة الملاك هذه للرعاة لانني أري انها أيضا رسالة لنا اليوم. هناك اسباب عديدة تجعلنا نفرح لكن افراح العالم عادة ما تكون وقتية مثل الفرح بالنجاح في دراسة أو العمل أو الخطوبة أو الزواج لكن الفرح العظيم هو الفرح الذي يدوم الفرح بالحياة الابدية. بملكوت الله التي تصبح لنا عندما نقبل المسيح يسوع مخلصا وربا لحياتنا. لذلك ترنمت القديسة العذراء مريم عندما بشرها الملاك وقال لها: وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود ابيه ويملك علي بيت يعقوب الي الابد ولايكون لملكه نهاية.( لوقا1:13:33) وكانت كلمات ترنيمة العذارء عندما سمعت هذه البشارة تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي( لوقا1:63:73) هذا هو الفرح العظيم الذي ابهج روح العذراء فترنمت هذا الفرح العظيم ملأ قلب سمعان الشيخ عندما رأي الطفل يسوع فقال: الآن تطلق عبدك ياسيد حسب قولك بسلام لان عيني ابصرتا خلاصك وعندما انطلق الرعاة ليروا مولود بيت لحم عادوا وقلوبهم ملآنة بالفرح حتي انهم كانوا يمجدون الله ويسبحونه علي كل ما سمعوه وراوه.