القس رفعت فكري سعيد راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف شبرا مصر يحتفل العالم في هذه الأيام بذكري ميلاد السيد المسيح، ولا جدال في أن السيد المسيح شخصية فريدة متميزة، ففي ميلاده من السيدة العذراء مريم دون رجل كان فريداً، وفي معجزاته وآياته البينات من إبراء للأكمه والأبرص وإقامة الموتي كان متميزاً، وفي تعاليمه السامية الداعية لمحبة الأصدقاء والأعداء كان عظيماً. ومن يتأمل في حياة السيد المسيح وتعاليمه يجد أنه كان من دعاة لتفكير وإعمال العقل ورفض الخزعبلات والخرافات، والقديسة العذراء مريم يسجل عنها الكتاب المقدس أنها كانت ترفض إلغاء التفكير فعندما جاءها الملاك تحدث إليها وسمعت صوته ولم يكن مجرد هيكل نوراني، وفي حديثها معه ناقشته وسألته ولم تقبل منه أي مسلمات فيذكر الكتاب المقدس في بشارة لوقا 1: 26 32 "وفي شهرها السادس، أرسل الملاك جبرائيل من قبل الله إلي مدينة بالجليل اسمها الناصرة، 27 إلي عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف، من بيت داود، واسم العذراء مريم، 28 فدخل الملاك وقال لها: "سلام، أيتها المنعم عليها! الرب معك: باركة أنت بين النساء"، 29 فاضطربت لكلام الملاك، وساءلت نفسها: "ما عسي أن تكون هذه التحية!" 30 فقال لها الملاك: "لا تخافي يا مريم، فإنك قد نلت نعمة عند الله!" 31 وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً، وتسمينه يسوع، 32 إنه يكون عظيماً، وابن العلي يدعي، ويمنحه الرب الإله عرش داود ابيه، 33 فيملك علي بيت يعقوب إلي الأبد، ولن يكون لملكه نهاية". 34 فقالت مريم للملاك": "كيف يحدث هذا، وأنا لست أعرف رجلاً؟"، 35 فأجابها الملاك: "الروح القدس يحل عليك، وقدرة العلي تظللك، لذلك أيضا فالقدوس المولود منك يدعي ابن الله". 36 وها هي نسيبتك اليصابات أيضا قد حبلت بابن في سنها المتقدمة، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي كانت تدعي عاقراً، 37 فليس لدي الله وعد يستحيل عليه إتمامه"، 38 فقالت مريم: "ها أنا عبدة الرب، ليكن لي كما تقول" ثم انصرف الملاك من عندها. واضح من هذا الحديث الذي أجرته العذراء مريم مع الملاك أنها رفضت قبول المسلمات وتحدثت معه وناقشته بقوة في الرسالة التي كان يحملها، وكذلك جاء السيد المسيح ودعا إلي إعمال العقل وطالبنا أن نرفض كل الضلالات والخزعبلات فقال في بشارة متي 24: 23 26 فإن قال لكم أحد عندئد: ها أن المسيح هنا، أو هناك، فلا تصدقواً! 24 فسوف يبرز أكثر من مسيح دجال ونبي دجال، ويقدمون آيات عظيمة وأعاجيب، ليضللوا حتي المختارين، لو استطاعوا، 25 ها أنا قد أخبرتكم بالأمر قبل حدوثه، 26 فإذا قال لكم الناس: ها هو المسيح في البرية! فلا تخرجوا إليها، أو: ها هو في الغرف الداخلية! فلا تصدقوا. هذا ما علمنا إياه السيد المسيح ألا نصدق كل أحد وألا نجري وراء كل شائعة وأن نفكر ولا ندع أحدًا أن يعطل عقولنا عن التفكير، ليتنا ونحن نحتفل بذكري مجئ المسيح لأرضنا أن نعود إليه وإلي كلمته المقدسة بدلاً من أن ننصاع وراء كل ريح تعليم.