من يضع حدا لبرامج الهواء التي تميزت بالخروج عن المهنية خلال الفترة الماضية؟ سؤال يطرح نفسه بعد ظهور بعض المذيعين والمذيعات في برامج الهواء وهم يديرون( مكلمة) تبتعد كل البعد عن ما يسمي بالبرنامج التليفزيوني أو يقحمون أهواءهم الشخصية ومصالحهم الخاصة فيما يقدمونه علي الشاشة علي حساب وقت المشاهد وثقته, ولذلك فلابد من وقفة لتحديد المعايير التي يسير عليها المذيعون خاصة في برامج الهواء التي ينسي البعض فيها عمله ودوره كمذيع ليجسد أدوار أخري ليست من شأنه وبالفعل هناك ضوابط مهمة تحكم العمل الإعلامي يلتزم بها البعض ولا يلتزم بها البعض الآخر وعن تلك المعايير كانت لنا لقاءات مع خبراء الإعلام حول الأداء المهني علي الشاشة خاصة في برامج الهواء علي الفضائيات. ويقول د.سامي الشريف أستاذ الإعلام: هناك معايير لأداء المذيع أو المذيعة وعليه الالتزام بها ومراعاة أنه ضيف غير مدعو علي المشاهدين بل يقتحم البيوت ولذلك فلابد أن يلتزم بآداب الضيافة في سلوكه وطريقة أدائه وحواره واحترامه للمشاهد ولذلك فالمذيع مطالب بأن يراعي كل هذه الأشياء بدرجة أكبر وفي ظل الإنفلات الذي نشهده الآن فهو يؤثر أيضا علي العمل الإعلامي ليشهد انفلاتا لدي بعض مقدمي البرامج الذين يتصورون أن البرنامج الذي يقدمونه مصطبة خاصة بهم يعبرون فيها عن آرائهم وهناك فارق بين المذيع الذي يطالع المشاهدين علي الشاشة وبين أي عمل آخر فلابد من الالتزام بآداب الحوار في كل كلمة يقولها وألا يتدخل في سير الحوار بما يعبر عن رأيه الشخصي بل يعرض وجهات نظر المشاهدين والضيوف بأمانة فهو مصدر القوة بما معه من ميكروفون ولذلك فعليه ألا يصادر آراء الآخرين بما لديه من قوة. وطالب الخبير الإعلامي د.سامي الشريف بضرورة تنظيم دورات تدريبية لمذيعي ومقدمي البرامج فليس كل مذيعة ذات وجه مقبول وكل مذيع ذي صوت جميل يصلحان للعمل الإعلامي ولكن هناك أدبيات تلزم هذا العمل خاصة أنه انتشرت التجاوزات في بعض برامج التوك شو خلال الفترة الأخيرة حيث يتصور البعض أنه من حقه لأن يقول آراءه ويسعي لتحقيق أجندته الخاصة ولكن تلك البرامج لابد أن تظل منبرا لكل الرؤي وتعمل بشفافية من أجل مصلحة الوطن ويكون المذيع منسقا بين الآراء المختلفة. وقال د. عبد الله زلطة أستاذ الإعلام: بالنماذج الآساسية في العمل الإعلامي أن يلتزم مقدموا البرامج بالحياد والموضوعية في عرض كافة, جهات النظر المؤيدة والمعارضة أمام المشاهدين وليس معني ذلك أن يكون المذيع سلبيا في معالجة القضية التي يناقشها ولكن عليه أن يتدخل فقط لتصحيحالمفاهيم المغلوطة دون أن يفرض رأيه في الحوار علي المشاهدين والضيوف, كما أنه من المؤسف أن يستهل بعض مقدمي البرامج برامجهم الصباحية بمقدمة افتتاحية طويلة تزيد عن01 دقائق يظل متحدثا فيها مع نفسه بلا معني فعلي المذيع ألا يتدخل بأهوائه الشخصية وإراءه بل يصحح مسار الحوار إذا انحرف وأضاف: ولذلك أناشد أصحاب القنوات الفضائية بالاهتمام بإعداد دورات تدريبية لمقدمي البرامج حتي لو كانت مدد عملهم مدد طويلة ويعملون منذ فترة إلا أنه لابد من التأهيل فالبعض يحتاج إلي تأهيل مناسب لإدارة الحوار واحترام آداب المهنة والمشاهدين وتهيئة الضيوف والسير علي مبدإ المهنية والموضوعية في الأداء وعدم تدخل الأهواء الشخصية. وأشارت الإعلامية سهير الأتربي رئيس التليفزيون الأسبق إلي أنه هناك غياب للمهنية في العديد من البرامج ومن جانب بعض المذيعين وأنادي الجميع بالحرص علي مصلحة البلد وتفادي التشكيك في كل شيء وأقول لهم دعونا ندعو للعمل وللإنتاج وكفانا تهييجا وإثارة فإنني أتعجب من كل شخص تنتقده فيققول لك مقولة: إنني أكشف الفساد طبقا لرؤاه وأهوائه وبالطبع لانستطيع أن ننكر أن هناك فسادا ولكن كفانا تشكيكا وتدخل الأهواء الشخصية في العمل الإعلامي ولابد أن ننظر للمستقبل ونلتزم بالمعايير الأخلاقية والحس الإعلامي الذي يجعلنا نتقدم ونسير إلي الأمام وليس إلي الوراء.