بعد تكرار التجاوزات خلال الأيام الماضية خاصة في برامج الهواء بالتليفزيون المصري وخروج البعض علي تقاليد ومعايير الأداء المهني كان لابد من وقفة للتعرف علي وجهات النظر المختلفة حول هذه القضية سواء من جانب خبراء الإعلام أو بعض الإعلاميين أنفسهم الذين يعملون في ماسبيرو وأصبحوا لا يطيقون التحامل عليهم والدعاوي بعدم المهنية بسبب تصرفات فردية من جانب آخرين يسيئون لهم بسبب الفهم الخاطئ الذي ينسب للجميع خاصة وكان قد تم من قبل إحالة عدة حالات للإدارة المركزية للشئون القانونية للوقوف علي الأخطاء ومنهم هالة فهمي وبثينة كامل وسارة حنفي وريمون فؤاد وإيمان عزت وعزة زكي وأجري التحقيقات تامر عبد الحميد مدير إدارة التحقيقات برئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتم إعطاء الجزاء الطبيعي لهم في الوقائع ما بين3 و5 أيام خصما والتنبيه علي رؤساء القطاعات بالتنبيه علي المخالفين بعدم تكرار تلك المخالفات المهنية والتي تكررت من البعض وتأتي هذا المخالفات المهنية من البعض في الوقت الذي يشهد التزام نماذج كثيرة من المذيعين في ماسبيرو بالقطاعات المختلفة كقطاع الأخبار وتحديدا راديو مصر والذي يناقش فيه العاملون كل القضايا بكل حرية وحيادية وهو ما يمثل إشادة من المستمعين بشكل دائم ومن الأمثلة علي ذلك برنامج( إصحي للدنيا) تقديم محمود الفقي ونيرمين البنبي والتي تقول: لم يتم إعطاء أي توجيهات لنا في العمل بمنع الحديث في أي موضوعات او اللقاء بضيوف ولكن الضمير المهني هو الذي يحركنا لدي تقديم حلقات البرنامج حتي لم تم تخويننا في بعض الاتصالات فإنني أؤكد للمشاهدين دائما اننا نعمل بحيادية وشفافية تامة ولم نتخذ موقفا ضد آخر فموقفي الشخصي ورأيي الخاص أنساه تماما بمجرد تواجدي علي الهواء لأنني أعتبر الكلمة التي تخرج للمشاهد أمانة ومسئولية لابد أن نكون علي قدرها فحتي لو لي رأي مخالف فإنني لا أبوح به ولا أعبر عنه والحمد لله هذا هو ما يجعل لنا مصداقية لدي المستمعين. وتري هالة أبو علم نائب رئيس قناة النيل الدولية إن الأساس في الخروج من المخالفات المهنية في برامج الهواء يكون بالإلتزام بالضوابط والمعايير المهنية كما كنا نفعل منذ بداية عملنا في التليفزيون فقد كان هناك احترام للتقاليد وللأستاذية وأخلاق المهنة وتفعيل لمبدأ الثواب والعقاب فالحزم مطلوب خاصة في ظل الفوضي التي نعيشها فيجب ان ينسي المذيع انتماءاته ووجهة نظره ورأيه الشخصي طالما أنه يخاطب المشاهد علي الشاشة وله حريته كما يشاء في أي وقت آخر بعيدا عن الشاشة فهناك فرق كبير بين الشطط والحرية الإعلامية و لذا لابد من تفعيل ورش العمل والتدريب للمذيعين. ومن المذيعات اللاتي يقدمن برامج الهواء أيضا غادة عبد السلام التي تعرضت لموقف أمس الأول في برنامج يسعد صباحك علي الهواء حيث فوجئت بضيف الحلقة د.محمود حسين أستاذ العلوم السياسية متحدثا عن دستور ويقول أدعو شعب مصر لقول نعم للدستور فردت قائلة علينا أن نشرح الإيجابيات والسلبيات ولتطرح أنت كضيف رأيك دون دعوة المشاهدين وتوجيههم مما أغضب الضيف وقال ان من يقول لا للدستور فهو آثم فعارضته المذيعة فما كان عليه إلا أن قال لها وآنت آثمة وترك البرنامج وخرج وعن رد فعلها قالت: لم يتم توجيه أي لوم لي من قبل طوال عملي وتقديمي لبرامج الهواء لأنني أعرف واجبي علي المشاهد والضيف وأيضا حقوقي ومسئوليتي في برامج الهواء فهو ليس ملكا لي ولكنه ملك للمشاهد وله قدسية خاصة ولابد الا نخرج عن آداب الحوار امام المشاهد وقد تعرضت لمواقف كثيرة علي الهواء ولكنها تنتهي دون أي أزمات فمذيع الهواء يكون هو قائد السفينة الذي يقود دفة الحوار لمصلحة المشاهد وليس طبقا لوجهة نظري الشخصية فالكلمة أمانة ونحن حاليا في أحوج الظروف لتقديم كل ما هو حيادي وصادق والحمد لله قد اكتسبنا في التليفزيون المصري في الفترة الأخيرة المصداقية وأتمني ألا يشوهها البعض, خاصة أنني لم يتم توجيهي قط في أي برنامج علي الهواء او غيره ولكنني ألتزم من داخلي بعدم التدخل برأيي الشخصي. ومن المذيعات اللاتي يحرصن علي التواجد ببرامج ذات موضوعات تهم المشاهدين بمختلف فئاتهم مها عثمان بالقناة الأولي وتقول: لابد أن يكون النقد بناء ومحترما ويليق بالعلاقة بين المشاهد والمذيع فلا يصح الخروج علي اللياقة في الحديث سواء في برامج الهواء أو المسجلة وقد اعتدت علي النقد وبيان الإيجابيات والسلبيات ومناقشتها فيما أقدمه من برامج علي الأولي ولم يتم توجيه ملحوظات حول أي منها لأن الأساس هو الإلتزام بمعايير المهنة وعدم الخروج عنها واحترام المشاهد وعدم فرض رأي عليه سواء من جانبي أو من جانب الضيوف فدوري كمذيعة استعراض واستنباط حوار الضيوف وليس استعراض رأيي. ويري د.عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام والرأي العام بجامعة القاهرة ان إعلامي ماسبيرو أصبحوا ينقسمون الي3 مجموعات المجموعة الأولي فهمت الحرية علي أنها فوضي وانفلات فتقول ما تشاء وقتما تشاء, والثانية تأثرت بعملها في ماسبيرو وتمارس نفس الممارسات كعهد النظام السابق بنوع من الرقابة الذاتية, والثالثة تتصرف بمسئولية ومهنية ورشد وانضباط مهني وهو ما نحتاج لتفعيله ولذلك فالحل هو عمل دورات مكثفة للإعلاميين وورش عمل لبيان كيفية استخدام الحرية وما هي آفاقها ووضع منظومة موضوعية ومحايدة لتقييم ومتابعة البرامج والأخذ بالتوصيات واحترامها وتنفيذها ولا أعتقد أن الحل القانوني هو البديل الوحيد للخروج من مأزق وأزمات برامج الهواء.