زادت في السنوات الأخيرة نسبة الأطفال المصابين ب التوحد حتي أن أحدث الدراسات أشارت إلي أنها وصلت إلي طفل من كل ألف يولدون في الدول المتقدمة. بالأضافة إلي زيادتها في الدول النامية.. كما زادت أيضا حيرة أوليا الأمور في كيفية تعاملهم مع الطفل التوحدي أو الذاتوي, لذلك ألتقت صفحة صناع التحدي بالدكتور عبدالحليم محمد مدير مركز القاهرة للتدخل المبكر- لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلي التوحد والأنطواء عند الأطفال وكيفية التعامل معها. في البداية يقول الدكتور عبدالحليم: التوحد أو الذاتوية أو الأحادية كلها كلمات تعني أو تترجم علي أنهاAutism ومازال العالم العربي حتي الآن لم يتفق علي ترجمة موحدة لكلمة أوتيزم, ولقد تم الكشف عن هذا الاضطراب منذ حوالي70 عاما عن طريق طبيب ألماني الأصل أمريكي الجنسية حيث لاحظ مجموعة من الأطفال يتسمون بصفات معينة وبسلوك غريب ومميز شد إنتباهه. والسمة الأساسية في التوحد أو الذاتوية هي نقص إستجابة الطفل للأشخاص الآخرين وعدم التفاعل معهم بالاضافة إلي وجود ضعف شديد في مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي ويظهر كل ذلك خلال الثلاث سنوات الأولي من العمر. ويضيف الدكتور عبدالحليم: هناك عدد من السمات التي يتسم بها سلوك الطفل الذاتوي أو التوحدي وهي: أولا: عدم الوعي بوجود الآخرين أو الإحساس بمشاعرهم المختلفة والتعامل معهم كقطع الأثاث, ثانيا: لايسعي أو يبحث في طلب المساعدة من الآخرين عند شعوره بالخطر, ثالثا: غياب أو ضعف في مهارة التقليد, رابعا: مشاكل تؤثر علي اللغة والتواصل كمشاكل في فهم الكلام أو عيوب في إستخدام الكلام أو غياب الكلام أو الترديد المباشر أو المتأخر في الأطفال الذين يتكلمون وكذلك الخلط في إستخدام الضمائر والتركيبات اللغوية وتحكم ضعيف في طبقة الصوت ودرجته وإرتفاعه أو إنخفاضه, كما نجد أيضا أن هناك تواصل غير لفظي مضطرب كالفهم الضعيف للمعلومات التي توصل بالاشارات أو الحركة أو تعبير الوجه أو حركة الجسم أو طبقة الصوت, وكذلك نقص في إستخدام الإشارة, الحركة, وتعبيرات الوجه في توصيل مايريد, خامسا: تفضيل اللعب بمفرده عن اللعب مع الآخرين, سادسا:الحركات التكرارية بالجسم كحركات اليدين, الاهتزاز, الدوران حول الشيء, وغيرها من الصفات الأخري. ويختتم الدكتور عبدالحليم حديثة قائلا: إن بعض هؤلاء الأطفال الذاتويين أو التوحديين يكون قادرين علي الحياة بإستقلالية مع معالم بسيطة للغاية للأعراض الأساسية لهذا الاضطراب وبعضهم يكمل دراسته الجامعية بل إن بعض الحالات ممن لديهم هذا الاضطراب حصلوا علي درجة الدكتوراة وعلي رأسهم الدكتورة تامبل جراندين التي كانت تعاني من الذاتوية منذ صغرها بالرغم من أن أحد الأطباء قال أنها لن تتكلم مدي الحياة ورغم ذلك أصبحت محاضرة وأستاذة وحاصلة علي شهادة الدكتوراة في علم الحيوان. وهذا يؤكد أن البرامج التدريبية والتعليمية التي توضع لهؤلاء الأطفال تحدث الكثير من التقدم والتحسن وتقلل كثيرا من أعراض الذاتوية أو التوحد وتزيد من قدرة هؤلاء الأطفال علي التفاعل والتشارك والتواصل مع الآخرين.