يسعدني أن أكتب لسيادتكم بخصوص رسالة( حب التوحد), لعلمي بكم المعاناة التي تعانيها أسر الأطفال التوحديين. فالتوحد يعد من أكثر الإعاقات التطورية صعوبة بالنسبة للطفل, ويعاني الوالدان من انطواء الطفل وتقوقعه داخل ذاته, والعديد من المشكلات السلوكية, ويتشوقان لسماع كلماته وحواراته وتعبيراته عن مشاعره, ولعلاقات تفاعلية معه, وهما قلقان علي مستقبله, يتخبطان بين العديد من الآراء والطرق المختلفة في العلاج أملا في خروج طفلهما من تلك العزلة, البعض يصدمهم أنه لا أمل في الشفاء, يدفعون وينفقون والتقدم بطيء بطيء!. وقد تعددت الاجتهادات والدراسات في مجال علاج هؤلاء الأطفال بقدر تعدد الاحتمالات المتعلقة بأسباب هذا الاضطراب الذي يسحب الطفل من عالمنا الي عالم يعيش فيه وحده مع ذاته بعيدا عن كل مصادر التعلم, وتتفاوت الأعراض من طفل لآخر من حيث الكم والكيف والدرجة, الأمر الذي يجعل وضع برنامج محدد أمرا بالغ الصعوبة, ويترك أيضا فرصة للاجتهادات والادعاءات, والي أن يصل العلم والعلماء الي اتفاق محدد عن الأسباب التي تؤدي الي تلك العزلة التي يعيشها الطفل التوحدي ستظل هناك أكثر من طريقة للعلاج, ولكل طريقة هناك مدافعون عنها مؤمنون بها, إلا أنني علي قناعة تامة بأنه علينا بذل جهد مخلص سواء من المعالجين أو الوالدين وسوف يبارك الله جهدنا مادمنا أخلصنا ولم نقنط من رحمة الله وتوفيقه وكرمه, علي أن نتحلي بالصبر والمثابرة وأن نركز علي ما يحدث من تحسن حتي وان كان صغيرا فهو تقدم ونعمة, علينا أن نسعد بها ونشكر الله( ولئن شكرتم لأزيدنكم), هناك العديد من الأطفال الذين تحسنت حالتهم فأصبحوا أفضل تفاعلا, وأفضل تعبيرا عن مشاعرهم وانفعالاتهم, وهناك من انخرط في التعليم وحقق نجاحا وتقدما يعطي الأمل لكل من لديه طفل توحدي, ألا ييأس. ودون الدخول في تفاصيل البرامج العديدة التي حققت نجاحا مع هؤلاء الأطفال, أو عرض لنماذج حققت تحسنا ملحوظا, أود أن أضع خبراتي ومؤهلاتي العلمية( ماجستير, ودكتوراه في مجال الاضطراب التوحدي) في خدمة هذين الطفلين وأي من الحالات الأخري ل بريد الجمعة, كما أود أن أؤكد أن الأمل لم ولن ينقطع في خروج الطفل التوحدي من عزلته, شريطة أن نبدأ العلاج والتدريب في مرحلة مبكرة من الإصابة, وأن نرضي بالقضاء ونخلص الجهد ونصبر وندعو الله أن يبارك جهودنا. مع تحياتي ودعواتي أن يوفقك الله لكل ما فيه الخير د. نادية أبوالسعود استشاري علاج سلوكي وتنمية مهارات [email protected]