تحت عنوان في مواجهة العنف كتب الأستاذ ماهر فرج بشاي الدويري في بريد الأهرام يقول: لكي نقضي علي مشاهد العنف يجب أن نقلع جذوره. وفي هذا الصدد يقع علي المؤسسات التعليمية دور كبير في تنشئة الطلاب نشأة وطنية, وعلي المؤسسات الدينية مراجعة الخطاب الديني تقديرا لدور العبادة في نفوس الناس, وعلي الحكومة الحد من العشوائيات التي أصبحت مرتعا للخارجين علي القانون. وتعليقا علي ذلك, أري أن هناك عنصرا جوهريا رابعا يلعب دورا مؤثرا في منظومة تجفيف منابع العنف والبلطجة هو الأسرة, ووجوب تفعيل دورها في متابعة ومراقبة وتقويم سلوك الأبناء وغرس بذور الالتزام والانضباط والاستقامة وحسن الأداء في نفوسهم.. ذلك أن الغالبية العظمي من الآباء مشغولون عن الأبناء مع الأسف الشديد بمباشرة أعمالهم الخاصة صباحا ومتابعة مباريات كرة القدم عبر الفضائيات, أو ارتياد الأندية أو المقاهي مساء, وفي نهاية المطاف نراهم يعودون في لهفة بالغة وشوق جارف إلي الفراش للخلود إلي النوم, مع إرجاء الحديث مع الأم أو الأبناء في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إلي الغد الذي لا يأتي أبدا! والأم مشغولة أيضا بأداء المهام المنوطة بها من جهة العمل إن كانت عاملة أو بالتسوق وإعداد الطعام إن كانت ربة منزل, وفي المساء تقع أسيرة التليفزيون لمتابعة المسلسلات والبرامج الفنية المختلفة أو زيارة الجارة العزيزة. إن تفعيل دور الخلية الأولي في المجتمع سوف يؤتي ثماره المرجوة في تقويم ما أعوج من سلوكياتنا والارتقاء بأخلاقيات الفرد من أجل حياة أفضل ننعم خلالها بالأمن والأمان وراحة البال!! وأتساءل: لمن تدق أجراس الخطر إذن إذا لم يتنبه الأباء لما يقوم به الأبناء من ممارسات غير سوية تنذر بعواقب وخيمة وتلقي بظلالها القاتمة علي الحياة الاجتماعية في بلادنا العزيزة! وكيف السبيل إلي رأب الصدع وتنقية الأجواء بين إدارة المدرسة وأولياء أمور الطلاب لبلوغ الهدف المشترك؟ وهل من بارقة أمل في تفعيل دور الرقابة علي المصنفات الفنية من أجل عرض أفلام ومسلسلات خالية من أعمال العنف والبلطجة التي أصبحت سمة مميزة لأفلام ومسلسلات العصر ويقتدي بها البعض مع الأسف في سلوكياته مع الآخرين؟! مهندس هاني أحمد صيام قطاع البترول