تقدم الدكتور إبراهيم البيومي بدراسة إلي المركز القومي للبحوث حول مستجدات العنف الاجتماعي في مصر وكشفت الدراسة عن أن30 % من طلاب المدارس مارسوا أشد أنواع العنف في صوره المختلفة مثل الضرب والركل والقذف بالطوب والشتائم والإستهزاء بالزملاء!! كما كشفت الدراسة أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعدا ملحوظا وخيرا في حجم ونوعية أعمال العنف المدرسي واستخدام أعمال البلطجة علي النحو الذي يقوم به الخارجون علي القانون! وأضافت الدراسة أن ظاهرة البلطجة في المدارس لم تعد فردية وإنما تحولت إلي سلوك معتاد من بعض الفئات وفي بعض أنواع التعليم خاصة في مدارس التعليم الفني والصناعي!!.. وأرجعت الدراسة الأسباب الرئيسية لظاهرة البلطجة المدرسية إلي إنعدام الحزم وغياب القدوة في المدارس وانحسار دور الإخصائي الاجتماعي فضلا عن ضعف الرقابة الحكومية علي التعليم الذي سمح بالغش الجماعي وتسريب الامتحانات إلي جانب الكثافة العالية للفصول وتقلص المساحة الزمنية المخصصة لمممارسة الأنشطة المدرسية! وتعليقا علي ذلك ومع تقديري للدكتور إبراهيم البيومي فإنني أري أن هناك سببا جوهريا لتصاعد أعمال العنف والبلطجة بالمدارس لم تتناوله الدراسة المشار إليها وهو إنحساردور الأسرة في متابعة ومراقبة وتقويم سلوك الأبناء وغرس بذور الإلتزام والانضباط والاستقامة وحسن الآداء في نفوسهم!! ذلك أن الغالبية العظمي من الآباء مشغولون عن الأبناء مع الأسف الشديد بمباشرة أعمالهم الخاصة صباحا ومتابعة مباريات كرة القدم أو إرتياد الأندية أو المقاهي مساء وفي نهاية المطاف نراهم يعودون في لهفة بالغة وشوق جارف إلي الفراش للخلود الي النوم مع إرجاء الحديث مع الأم أو الأبناء في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إلي الغد الذي لايأتي أبدا!! والأم مشغولة أيضا بأداء المهام المنوطة بها من جهة العمل إن كانت عاملة أو بالتسوق وإعداد الطعام ان كانت ربة منزل وفي المساء تقع أسيرة التليفزيون لمتابعة المسلسلات والبرامج الفنية المختلفة أو زيارة الجارة العزيزة!! مما يجعلني اتساءل: كيف السبيل الي تفعيل دور الأسرة الخلية الأولي في المجتمع تقويم ما أعوج من سلوكياتنا والإرتقاء بأخلاقيات الفرد من أجل حياة أفضل ننعم خلالها بالأمن والأمان وراحة البال؟!! ولمن تدق أجراس الخطر إذن إذا لم يتنبه الأباء لما يقوم به الأبناء من ممارسات غير سوية تنذربعواقب وخيمة؟!!وكيف السبيل إلي رأب الصدع وتنقية الأجواء بين إدارة المدرسة وأولياء أمور الطلاب لبلوغ الهدف المشترك؟!! وهل من بارقة أمل في تفعيل دور الرقابة علي المصنفات الفنية من أجل عرض أفلام ومسلسلات خالية من أعمال العنف والبلطجة والتي أصبحت سمة مميزة لأفلام ومسلسلات العصر ويقتدي بها البعض مع الأسف في سلوكياته مع الآخرين؟!! تلقيت هذه الرسالة المهمة من المهندس هاني صيام بقطاع البترول وهي تطرق أزمة خطيرة تكاد تعصف بكل البيوت المصرية وإنني أطرح ظاهرة العنف الاجتماعي وغياب دورة الأسرة للمناقشة فأهلا بأرائكم وتعليقاتكم.