في دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، تبين أن 42% من المدرسين يؤمنون بالعنف كوسيلة للتعليم والتحصيل الدراسي، وأن 30 % من طلاب المدارس تعرضوا للعنف، وأن 80 % من صور العنف تقع بين تلميذ وآخر. كما بينت أن 91 % من الطلاب المخالفين يتعرضون لعقاب يتسم بالعنف. حيث ذكرت الدراسة عن طلبة مصر أن 54% منهم قالوا: إن المعلمين عادة ما يقومون بضربهم ويغلب ذكر ذلك بين الذكور أكثر من الإناث 61% في مقابل 46% والنشء الأصغر سناً أكثر من الأكبر سناً 61% في مقابل 39% بينما يجري ضرب الطلاب في الفصل في المناطق الريفية بنسبة 57% أكثر من المناطق الحضرية، 50% وتشيع الظاهرة في أماكن عمل الأطفال، وتتضخم في مؤسسات رعاية الأحداث, بل وتمتد إلي البيوت بالإضافة إلي جميع أشكال إساءة المعاملة والإهانة الأخري التي يتعرض لها الأطفال تحت شعار تحسين تربيتهم أو تقويم سلوكهم أو منعهم من الانحراف ومخالطة أصدقاء السوء أو إجبارهم علي احترام النظام._ كما تتعرض الفتيات أكثر من الفتيان لأنواع مختلفة من إساءة المعاملة والإهانة خاصة عندما يصلن لسن المراهقة بحجة حمايتهن والسيطرة علي سلوكهن نظراً لكون البنات هن الأضعف اجتماعياً في إطار ثقافة سائدة تتسم بالتمييز ضدهن. وبالنسبة للتعليم وممارسة الأنشطة الثقافية في أوقات الفراغ فإن (ربع البنين وثلث البنات ممن تتراوح أعمارهم بين عشرة أعوام وتسعة عشر عاماً غير ملتحقين بالمدارس وأن نسبة غير الملتحقين بالمدارس من النشء في أدني الشرائح الاجتماعية والاقتصادية تبلغ نحو 43% مقارنة ب 17 % من النشء المنتمين للشريحة العليا), وتشير الدراسات العلمية إلي ضعف الأداء الدراسي بوصفه السبب الرئيسي للانقطاع عن الدراسة إضافة إلي نقص الموارد الاقتصادية والذي يعتبر سبباً رئيسياً في حرمان بعض الفئات من التعليم, كما أن ثلث البنات في سن العاشرة في ريف الصعيد و 13 % من البنين والبنات في السن نفسها من المنتمين إلي أسر أدني من شرائح السكان الاجتماعية والاقتصادية وتشكل الدروس الخصوصية أو حتي مجموعات التقوية التي تنظمها وزارة التعليم عبئاً كبيراً يزيد من تكلفة التعليم للأسرة, ما يشكل أحد الأسباب الرئيسية للتسرب, ولا تتوافر أنشطة ذات وزن لشغل أوقات الفراغ للنشء علي الرغم من وجود أكثر من 21 قصراً لثقافة الطفل موزعة علي 16 محافظة تقدم أنشطة موسيقية وفنية مختلفة, إلا أن عدد المستفيدين منها لا يزيد علي 11250 طفلاً في بلد تعداد طلابه في التعليم ما قبل الجامعي 12,128,369 طالباً وذلك غير الأطفال والشباب الآخرين خارج التعليم._ لا يعني ذلك هروباً من مدارسنا فقد ازدادت شكاوي المدارس من انتشار العنف بين الطلبة, وتبين جميع الدراسات المسيحية الحديثة ازدياد التسرب من المدارس بعد المرحلة الإعدادية._ واشارت أن العنف المدرسي في مصر لم يصل بأي حال إلي مستوي الخطورة أو إلي السلوك النمطي المتكرر. ففي كل صور العنف التي تمت دراستها بين تلاميذ المدارس سواء العنف داخل الأسرة أو في طريق التلميذ إلي المدرسة أو في المدرسة.. جاءت النسب مؤكدة أن ممارسة العنف قليلة! وقالت الدراسة التي شملت عينة عشوائية علي (3600) طالب وطالبة من مختلف مراحل التعليم (ابتدائي _ إعدادي _ ثانوي عام وفني) علي مستوي الجمهورية من ريف وحضر وبنين وبنات، إن صور العنف بين الطلاب لم تتحول في المدارس المصرية إلي الصور الأشد قسوة التي توجد في بلدان أخري .. فصور العنف في مدارس مصر لا تزال صورا بسيطة. وأشارت الي أن العنف خارج المدرسة بين الطلاب أكثر تكرارا من العنف داخل المدرسة، وأنه لا يمكن النظر إلي العنف المدرسي علي أساس أنه ذو طبيعة واحدة .. فهذا العنف يتباين بتغيرات كثير.. منها نوعية الوسط، فالطلبة الذكور أكثر من الطالبات الإناث في استخدام الضرب والركل والعنف البدني. كما تختلف شدة العنف باختلاف المراحل الدراسية وأيضا باختلاف نوعية التعليم حيث تتعدد صور العنف وتشتد في المدارس الفنية الثانوية بالمقارنة بالمدارس الإعدادية والتعليم العام. وأظهرت الدراسة نتيجة مهمة وهي أن العقاب البدني وسيلة أساسية لضبط سلوك الأبناء في الأسرة والمدرسة علي حد سواء..كما أن الأسرة والمدرسة تتفقان في تدرج أساليب العقاب وإن كان هناك اتفاق مشترك علي استخدام العقاب البدني في عقاب للابناء داخل الأسرة عنف الزوجات -وفي دراسة اخري للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تبين ان 21% من الأزواج في مصر معرضون للعنف الأسري علي يد زوجاتهم ، وأن النسبة تبين تكون في الأحياء الراقية والطبقات الاجتماعية الأعلي أما في الأحياء الشعبية فالنسبة تصل إلي 18% فقط. وظاهرة ضرب الأزواج لا تقتصر علي الدول العربية فقط ، ولكنها ظاهرة عالمية، ففي أمريكا كانت نسبة الأزواج " المضروبين23% ", وفي بريطانيا 17%, وفي الهند 11%, وفي العالم العربي تراوحت النسبة بين 21% و 28%, لتصبح مصر بذلك الثانية علي العالم في ضرب الأزواج بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد أرجعت الدراسة النفسية التي أعدها د. طريف شوقي -بقسم بحوث المعاملة الجنائية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والتي أثبت من خلالها أن ما يقرب من ربع الأزواج في مصر معرضون للضرب هذا العنف إلي مجموعة من الأسباب منها عمل المرأة الذي زاد بشكل كبير هذه الأيام، بالإضافة إلي الارتفاع النسبي في مستوي التعليم الذي تحظي به وما قد يرتبط به من تغير مفهومها عن ذاتها، وصعوبة تقبل أن تكون في مرتبة أدني من الزوج. كما أكدت دراسة أخري للدكتورة سميحة نصر الباحثة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة أن 40% من الزوجات يستخدمن آلات حادة وأسلحة نارية في الاعتداء علي الزوج، وأن 15% من المعتديات يلجأن إلي دس السم والحبوب المنومة، و 5% يستخدمن العصا.