منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوباما.. ورابع المستحيلات فى سوريا
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 09 - 2013

لا يكره أوباما الحروب, وإنما يكره الحرب الغبية حسبما قال عندما كان في مقاعد المعارضة في الكونجرس تعليقا علي حرب بوش ضد العراق.
كلمات سيناتور ألينوي في عام2002 التي انتقد فيها التدخل الأمريكي في العراق لا تنسي.. عندما وقف ليعلن أن غزو العراق بدون منطق نوع من التهور. لكن يبدو أن الرئيس نسي ما قاله السيناتور, أو ربما يتوقع أن تكون حربه في سوريا ذكية! ف الحرب استمرارا للدبلوماسية, كما أكد كارل فون كلوزويتز أشهر مفكر استراتيجي في العالم في كتابه من الحرب. وعلي الرغم من أن مبادرة بوتين, إلا أن الرئيس الأمريكي لم يستبعد الخيار العسكري, بل علي العكس مازال يلوح به حتي هذه اللحظة.
1- مطاردة أشباح أفغانستان والعراق علي خطي بوش..تبريرات غير مقنعة
مروي إبراهيم
في خضم الأزمة المالية والاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها الولايات المتحدة, وعلي الرغم من الغضب الشعبي المتزايد من التورط في المستنقع العراقي والأفغاني وغيرهما من الصراعات الخارجية التي تزج الإدارة الأمريكية نفسها فيها يوما بعد الآخر بدعوي حماية مصالحها الخارجية.. نجد الأصوات تتعالي في واشنطن للمطالبة بالتدخل العسكري الأمريكي في سوريا. وعلي الرغم من حالة الجدل الدولي وانقسام العالم بين مؤيد ومعارض لأي قصف أمريكي لنظام الرئيس بشار الأسد, إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أبدي خلال الفترة الماضية تصميما غير مسبوق لمواصلة الحشد- علي الصعيدين الدولي والمحلي- للوصول إلي هدفه ألا وهو توجيه ضربة قاصمة للنظام السوري. وهو ما يدفعنا للتساؤل حول الأسباب الحقيقية وراء المساعي الأمريكية للتدخل الآن في بلد يعاني من حرب أهلية. بالطبع الذريعة الرئيسية والمعلنة التي تبنتها الإدارة الأمريكية هي استخدام الأسد للسلاح الكيميائي والذي أودي بحياة1429 شخصا, من بينهم400 طفل, ولكن هل حماية حقوق الإنسان والتصدي للظلم والطغيان هم الدافع الحقيقي لضرب سوريا.. أم أن هناك لعبة مصالح خفية في المنطقة؟ ربما لم تفصح عنها واشنطن ولكنها سبب كافي للتحرك وبقوة للسيطرة علي المنطقة..ببساطة لأن سوريا تحولت إلي ميدان حرب بالوكالة بين أطراف النزاع في الغرب والشرق الأوسط
حرب بدون أهداف من الملفت للنظر, أن واشنطن بدت خلال الأسابيع الماضية كما لو كانت في صراع مع الزمن لقصف أهداف سورية لحماية المدنيين, إلا انها لم تتكبد مشقة الإعلان عن أهداف محددة أو حتي مدي زمني للعملية العسكرية التي تدعو جاهدة لشنها.فها هي واشنطن ترفع سوطها لمعاقبة النظام السوري لانتهاكه حقوق شعبه, ولكنها تتحرك بغموض لاستخدام القوة العشوائية مما يهدد بإهدار أرواح الآلاف من الأبرياء قد يفوق عددهم ضحايا الهجوم الكيميائي. لتدحض بذلك أولي ذرائعها لضرب سوريا
وبنظرة سريعة للمنطقة والتحالفات السياسية التي تسيطرعليها, نجد أن النظام السوري الحالي هو أهم حليف لطهران في المنطقة ولذلك فإن توجيه ضربة لدمشق يعتبر اعتداء غير مباشر علي إيران. وهو الأمر الذي سيسهم في إرضاء إسرائيل وتأمينها إلي حد كبير من خلال تقليم أظافر العدو الإيراني. وهو ما يحظي بدعم قوي من اللوبي اليهودي في واشنطن.
فقد أكد مايكل ماكوفسكي مدير المعهد اليهودي لشئون الأمن القومي علي ضرورة فهم القضية السورية من منظور الأزمة الإيرانية, وذلك في تقريره الذي حمل عنوان استراتيجية منع إيران نووية, حيث اعتبر أن السماح لسوريا يتجاوز الخط الأحمر الذي وضعته أمريكا بالنسبة لاستخدام السلاح الكيميائي, سيؤكد لإيران أن الولايات المتحدة عندما تضع خطوطا حمراء فإنها لا تلتزم بالتصدي لأي دولة أو جهة تتجاوزها, علي حد قوله. واعتبر أن الفشل في عقاب سوريا علي هذا التجاوز سيؤكد أن التحذيرات الأمريكية لإيران ما هي إلا تهديدات وهمية لا تحمل أي قدر من الواقعية. وشدد علي أن ضرب سوريا كفيل بتلقين الجانب الإيراني درسا هاما ورادعا في المستقبل.
ومن وجهة النظر الأمريكية, فيبدو أن أهم ما يميز قصف سوريا أنه يوجه لكمات متعددة لأعدائها في المنطقة. فهذه الضربة ستلقن درسا تاريخيا للغريم الروسي اللدود. فعلي خلفية تصاعد طبول الحرب الباردة بين الغريمين التاريخيين, أصبح من المنطقي أن تسعي امريكا لاستهداف حلفاء موسكو في المنطقة. لتظهر سوريا كهدف منطقي, خاصة في ظل توافر الذرائع المناسبة لمعاقبة دمشق وبالتالي معاقبة حليفها الجيو-استراتيجي: روسيا
إن لجوء أوباما لضرب سوريا في هذا الوقت بالتحديد يعيد للأذهان ملابسات قصف سلفه الديمقراطي بيل كلينتون للعراق في التسعينيات من القرن الماضي, حيث كان يواجه غضبا شعبيا واسعا بسبب فضيحة علاقته المشينة بالمتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي وكان ضرب العراق السبيل للفت الأنظار بعيدا عن هذه الفضيحة. ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه فها هو أوباما يعاني هو الآخر من إخفاقات متتالية بدءا بفشله في تمرير قانون للحد من انتشار السلاح ومرورا بإخفاقه في تمرير نظامه الجديدة للرعاية الصحية, وأخيرا فشل كل مبادراته لمواجهة التغيرات المناخية. وذلك بالإضافة إلي ارتفاع معدلات البطالة. كما أنه يسير أيضا علي خطي سلفه الجمهوري جورج بوش الذي ورط أمريكا في حروب منهكة في أفغانستان والعراقفبغض النظر عما إذا كانت واشنطن ستلجأ إلي ضرب سوريا أم لا, فإن الأكيد أن الدوافع الحقيقية وراء هذه الضربة لاتتعلق بحماية حقوق الإنسان أو حتي تفاصيل الأزمة السورية في حد ذاتها..ولكنها أسباب أمريكية بحتة لتؤكد للعالم أنها لازلت القوة العظمي الوحيدة في العالم.
.. وإقناع العالم للرأي العام حسابات أخري
مها صلاح الدين
عندما قرعت الولايات المتحدة طبول الحرب في العراق قبل عشرة أعوام, قامت الدنيا ولم تقعد وخرجت آلاف المظاهرات في عواصم العالم ومدنه ولا سيما في العالم العربي والإسلامي للتنديد بقرار الحرب وللضغط علي واشنطن للتراجع,أما الآن وبالرغم من تردد الإدارة الأمريكية في اتخاذ قرارها مرة أخري في سوريا نجد حالة من الصمت الرهيب تطبق علي الرأي العام العالمي وكأن الحديث عن بلد آخر ليس علي كوكبنا الأرضي.. فما الذي اختلف خلال المسافة الزمنية بين إعلان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الحرب علي العراق وصدام حسين وبين إعلان الرئيس باراك أوباما الحرب علي سوريا ؟
في الواقع ربما يكون ذلك أحد الأسباب التي تفسر ما أصبحنا عليه بعد نحو عقد كامل من حرب العراق, فمتابعة أخبار الصراعات والحروب بات جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي لكل مواطني العالم والتي تكون الولايات المتحدة عادة أحد أطرافها بدءا من الحرب الدائر رحاها في أفغانستان منذ12 عاما وحتي الحرب المستمرة ضد الإرهاب إلي الصومال واليمن وباكستان مرورا بحرب ليبيا الخاطفة
كذلك حرب ليبيا الأخيرة وطبيعة الصراع الدائر في سوريا نفسه لا يجعل الكثيرون ينهاضون بقوة الفعل الذي ترغب الولايات المتحدة في الإقدام عليه, فالثورة السورية التي قامت لنفس الأسباب التي قامت من أجلها ثورتا مصر وتونس أثارت التعاطف العالمي بضرورة تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري والإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد ولكن مع تعنت الأخير واستصراخ المعارضة للقوي الغربية للتدخل وقلب موازين الأمور لصالحها, أصبح المجتمع الدولي في موقف لا يحسد عليه انتهي إلي حالة الانسحاب الكامل علي النحو الذي نراه الآن,خاصة في ظل تجربة الحرب الليبية التي تمكنت من الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي ونظامه
سبب آخر, تحدث عنه صراحة عدد من الجماعات المناهضة للحروب في العالم,ولعل أشهرها' كود بينك' الأمريكية, حيث أكدت أن الأزمة المالية الطاحنة وتردي أوضاع الاقتصاد العالمي أضرت بشدة بطبيعة أنشطتها وقدرتها علي الحشد وتنظيم مظاهرات. وفي هذا الإطار,صرحت ميديا بينجامين مؤسسة كود بينك بأن عدد نشطاء جماعتها تراجع بفعل الأوضاع الاقتصادية العالمية إلي بضع عشرات بعدما كانت تدير أكثر من300 جماعة محلية داخل الولايات المتحدة وحدها.
2- مبادرة بوتين.. والكيماوي السوري لعبة الشطرنج الأمريكية...والبوكر الروسية
نهي مجاهد
باقي من الزمن يومان.. مهلة واشنطن لبشار الأسد لتقديم قائمة بما تتضمنه ترسانته من الأسلحة الكيمياوية. الشرط الأول والصعب في المبادرة الدبلوماسية الروسية الأمريكية والتي وصفت بالتاريخية, علي الرغم من تناقضها مع الواقع وما تحمله من تحديات وخلافات تمهد للحرب وليس للسلام. حجم الترسانة النووية السورية غير معروف لكن التقديرات تشير إلي أن سوريا تملك مخزونا يصل إلي ألف طن موزعة بين حوالي42 موقعا.
لكن كيف يمكن للأسد تقديم معلومات صحيحة حول ترسانة الأسلحة الكيميائية ولا يقوم بإخفائها علي خطي القذافي ؟ وكيف يمكن تطبيق بنود المبادرة الأمريكية الروسية في ظل اشتعال الحرب الأهلية في سوريا, فيما يعد سابقة لم تحدث في التاريخ؟ وما هو الضمان الذي لا يجعل أمريكا تضع الاتفاق تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة في حال فشل النظام السوري علي الوفاء بالتزاماته؟ ولماذا أعلنت واشنطن الحرب بعد مجزرة الغوطة تحديدا؟
والإجابة أنه لا توجد ضمانات لأي شيء. فأوباما لم يقصد يوما توريط امريكا في الحرب لكنه أوقع نفسه في الفخ عندما تعهد بالتحرك إذا تجاوزت سوريا الخطوط الحمراء, علي الرغم من أن الخط الأحمر قد تم تجاوزه بالفعل, وأدركت واشنطن فجأة أن عليها واجب التدخل من أجل حفظ الأمن والعمل علي وقف نزيف الدماء في سوريا.
أوباما حاول التملص من' عقدة' الخط الأحمر'- التي وضعها بنيامين نيتانياهو أيضا لإيران عندما لوح بشن عمل عسكري ضد منشآتها النووية وقال إن العالم هو من رسم الخط الاحمر وليس هو. لذا يبدو أن ما قاله جون كيري حول كل ما يدور من احاديث بشأن ضربة أمريكية وشيكة لسوريا إنه ليس' لعبة' ولكنه كانت بالفعل لعبة أبطالها كلا من اوباما وبوتين والأسد. ففي الوقت الذي يتصرف أوباما تجاه تلك اللعبة بروح لاعب الشطرنج, يلعب بوتين البوكر بوجه' خشبي' يخلو من التعبيرات. وعلي الرغم من موافقة النظام السوري الحالي علي مبادرة روسيا الدبلوماسية والتي قد تجنب البلاد طبول الحرب إلا أن جميع المؤشرات تؤكد أنه لا يوجد ضمان لسير الأمور بسلاسة حيث أكد عدد من خبراء التسليح الأمريكيين أن عملية تأمين ترسانة أسلحة سوريا الكيماوية تكاد تكون مستحيلة كما ستكون باهظة التكلفة وستستغرق سنوات, خاصة إذا تمحورت مهمة بعثة الامم المتحدة في سوريا حول مخزون أسلحة الدمار الشامل والذي يقدر بآلاف الرؤوس الحربية والصواريخ, فضلا عن مئات الأطنان من المواد السامة السائلة المخزنة في شتي أنحاء سوريا. واستدل خبراء التسليح علي ذلك بأن واشنطن نفسها التي صنعت31 ألف طن من الأسلحة الكيماوية خلال حقبة الحرب الباردة أطلقت برنامج بمليارات الدولارات للتخلص من مخزونها عام14997 ولم تنته من هذه المهمة حتي الآن. والجدير بالإهتمام ظهور انقسام جديد في الأسابيع القليلة الماضية بين خبراء المخابرات الأمريكية حول مواقع الأسلحة الكيماوية في سوريا, فيري بعض الخبراء أن الإدارة الأمريكية ربما تكون غير قادرة علي تحديد نسبة نصف مواقع الأسلحة الكيماوية السورية بينما يؤكد البعض الآخر علمهم بأغلبية مواقع تخزين هذه الأسلحة ومن أشهرها منطقة الفرقلس وقاعدة تخزين الأسلحة خان ابو الشامات ومركز البحوث العلمية بدمشق بينما تتم عمليات انتاجها في خمسة مواقع واقعة في عدة مدن متفرقة وهي السفيرة( حلب) وحماة وحمص واللاذقية وتضمر علي حد قولهم.
3- حماية إسرائيل وترهيب إيران مكاسب تل أبيب من تردد واشنطن
أكرم ألفي
السياسة ليس بها ثوابت مطلقة فالمصالح تتغير كل لحظة.. هكذا ترسم إسرائيل سياساتها تجاه التطورات في منطقة الشرق الأوسط. وبعد تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ضرب سوريا, خرجت التسريبات صحف لتتحدث عن غضب إسرائيلي عارم من القرار الأمريكي ومنح قبلة حياة جديدة لنظام بشار الأسد. بينما حذر دينيس روس المستشار السابق لأوباما من أن عدم توجيه ضربة عسكرية لسوريا قد يدفع الدولة العبرية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران بعد أن ظهر الحليف الأمريكي مترددا وغير قادر علي اتخاذ خطوة حاسمة في ملفات المنطقة. ولكن الواقع السياسي يدلل علي أن إسرائيل خرجت رابحة من نزع فتيل الحرب الأمريكية في سوريا علي عكس الصورة النمطية التي تجعل الدولة العبرية المستفيد الرئيسي من أي تدخل عسكري أمريكي في المنطقة. فسياسة المصالح تتطلب إعادة رسم الموزاييك الراهن بعيدا عن المواقف الأيديولوجية المسبقة التي لا تخرج من الصراع البسيط حول تحديد من هو العدو والصديق. فوفقا للمنطق فإن ضربة أمريكية لسوريا كانت ستدفع حلفاء نظام الأسد( وخاصة حزب الله) إلي الرد من خلال استهداف النقطة الأقرب وهي إسرائيل ويجبر الدولة الصهيونية علي خوض حرب أو مواجهة عسكرية في وقت' سلام فريد' وهدوء غير معتاد بسبب انشغال دول المنطقة بأزماتها الداخلية والصراعات علي السلطة. ومن ناحية ثانية, فإن الإشراف الدولي علي الأسلحة الكيماوية السورية له أولوية بالنسبة لتل أبيب عن اسقاط الأسد لآن تهديد وجود الكيماوي السوري يمثل أبرز التحديات الأمنية للدولة العبرية خلال العقود الثلاثة الماضية. كما أنه يحول دون تحقيق' السيناريو الكارثي' الذي تحدث عنه الخبراء الإسرائيليون الخاص باحتمال سقوط السلاح الكيماوي في يد مجموعات متشددة من المعارضة السورية. وثالثا, فإن إسرائيل تدرك جيدا أن إسقاط نظام البعث الدموي في دمشق بدون وجود معارضة منظمة وقوية وفي ظل تنامي نفوذ المتشددين داخل المعارضة المسلحة سيقود إلي تحول' الجارة' السورية إلي أرض مفتوحة لتنظيم' القاعدة' والتنظيمات المتشددة التي قد تستهدف إسرائيل. ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أقرب للرؤية الخاصة بأن' الشيطان الذي نعرف حقيقته' بشار الأسد- أفضل من' الشيطان الذي لا نعرفه' في منطقة تبدو فيها الدولة العبرية' مقهي وسط المذبح' ولا يعرف أحد إلي أين تسير المنطقة. ولكن في المقابل, فإن تل أبيب تعتبر أن تردد أوباما الدائم في التعامل مع ملفات الشرق الأوسط وظهوره بمظهر' الفاشل' يهدد مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة وهو ما يؤثر سلبا علي المصالح الاستراتيجية لإسرائيل باعتبارها الحليفة الرئيسية. في الوقت نفسه, فإن تراجع واشنطن عن ضرب سوريا قد يبعث برسالة' سلبية' إلي إيران بأن أمريكا غير جادة في التعامل مع قضايا المنطقة ومن بينها الملف النووي الإيراني.
4- بين الأسد و تنظيم القاعدة وهم الخروج الآمن
هند هاني:
خفتت أبواق الحرب مع إبرام الولايات المتحدة و روسيا اتفاق جنيف, لتفكيك الترسانة الكيميائية لسوريا. ورغم أجواء الارتياح التي جابت العالم بالتوصل لهذا الاتفاق, فان النوايا السيئة المحيطة بالمشهد لا تبشر بخير. وتبدو السيناريوهات التي تروج لها وسائل الإعلام هزلية, عند تناولها خيارات الرئيس الأمريكي باراك أوباما من منطلق الواجب الأخلاقي وتلافي حالة الحرج الدولي بسبب استخدام السلاح الكيميائي.. فالخطط تم وضعها وإحكامها لتحديد لحظة التدخل, و القضاء علي مقومات الدولة السورية.
ومن ينسي أنه منذ لجوء نظام بشار الدموي إلي الحل العسكري للتصدي لثورة شعبه الأعزل, ظل قادة الغرب يرددون أن لحظة التدخل لم تحن بعد! وهنا يطل التاريخ برأسه, مذكرا بما جري قبل نحو عقد من الزمن, مع صدام حسين, و ان كان الاختلاف بين الحالة العراقية آنذاك و الأزمة السورية كبيرا. فقد ضاعفت الولايات المتحدة من ضغوطها ضد بغداد منذ عام2002 في مشهد ابتزاز صريح. وادعت امتلاك صدام لأسلحة دمار شامل, في الوقت الذي بدأت فيه نشر أساطيلها و أسلحتها الثقيلة تمهيدا لاجتياح البلد العربي الشقيق. فما كان من الرئيس الراحل إلا أن فتح أبواب بلاده علي مصراعيها للمفتشين الدوليين. وحينما لم يجدوا أي أثر لاسلحة الدمار الشامل, قاموا بابتزازه لتفكيك صواريخه' صمود2'- غير المحرمة دوليا- بحجة أن مداها يتجاوز المدي المسموح به للعراق بحد أقصي50 كيلومترا. الإصرار نفسه تتبعه واشنطن إزاء سوريا حاليا.. فقد نشرت سفنها الحربية في المتوسط.. في الوقت الذي استخدمت فيه آلتها الاعلامية للترويج لاستخدام الأسد أسلحة كيميائية في ضرب منطقة الغوطة بريف دمشق. واذا كان الأسد ليس أقل اجراما عن هذه الوحشية.. فان الخبراء يؤكدون أنه حتي اللحظة لم يعثر علي الدليل المادي القاطع بتورط الأسد في هذه الجريمة. و يقول راي ماك جفرن, المحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية, أن التقييم الرسمي الذي أصدرته الادارة الأمريكية حول جريمة الغوطة, لم يشر الي أي دليل ملموس يدين الأسد علي المضمار نفسه, يؤكد تقرير للمعهد البحثي العالمي ومقره كندا- أن واشنطن وضعت سيناريو شيطاني لوقوع خسائر بشرية كبيرة مع إلقاء اللوم علي الحكومة السورية وحشد التأييد الشعبي للحرب من أجل أهداف انسانية, ومن ثم إثارة حرب إقليمية واسعة. وبحسب ورقة بحثية للمعهد أعدها البروفيسور مايكل شوسودوفيسكي, فان الهدف النهائي الذي تسعي اليه واشنطن هو تغيير النظام في سوريا بشكل يضمن تفككها بناء علي تقسيمها العرقي, أو اقامة نظام' إسلامي علي النموذج القطري أو السعودي. وربما يحوي سيناريو التقسيم المحتمل, ما يسترضي أطرافا ضالعة في الصراع مثل ايران وروسيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.