"إبراهيم" يتفقد أعمال امتحانات الفصل الدراسي الأول بجامعة كفر الشيخ الأهلية    رئيس الوزراء يتابع أنشطة ومشروعات الهيئة العربية للتصنيع في مجال الصناعات المدنية والتدريب والتأهيل    جامعة بنها تراجع منظومة الجودة والسلامة والصحة المهنية لضمان بيئة عمل آمنة    سكرتير مساعد الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجي بمدينة دكرنس    تراجع أسواق الخليج وسط تداولات محدودة في موسم العطلات    نائب محافظ الجيزة يتفقد عددا من المشروعات الخدمية بمركز منشأة القناطر    «فتح»: نتنياهو لا يريد الخروج من قطاع غزة ويتذرع بأي ذريعة    الاحتلال الإسرائيلي يغلق بوابة "عطارة" وينصب حاجزا قرب قرية "النبي صالح"    ترامب يعلن توقف القتال الدائر بين تايلاند وكمبوديا مؤقتا: واشنطن أصبحت الأمم المتحدة الحقيقية    إصابة محمود جهاد وإيشو خلال مباراة الزمالك وبلدية المحلة    الانتهاء من تطوير ملعب مركز شباب الأحراز بالقليوبية    حبس مسؤولي مركز إدمان مخالف بالمريوطية بعد واقعة هروب جماعي    «مراكز الموت» في المريوطية.. هروب جماعي يفضح مصحات الإدمان المشبوهة    هذا هو سبب وفاة مطرب المهرجانات دق دق صاحب أغنية إخواتي    الازهر للفتوى: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل من خلال ظواهر الكون جريمة    نجاح أول عملية قلب مفتوح بمستشفى طنطا العام بمحافظة الغربية    ضبط 3 متهمين تعدوا على جيرانهم وجرحوا أحدهم فى خلافات سكنية    سقوط عنصرين جنائيين لغسل 100 مليون جنيه من تجارة المخدرات    ميلان يضرب بقوة ويكتسح فيرونا بثلاثية نظيفة في الكالتشيو    نجوم الفن يشيعون جثمان المخرج داود عبد السيد.. صور    «اليوم السابع» نصيب الأسد.. تغطية خاصة لاحتفالية جوائز الصحافة المصرية 2025    محافظ الجيزة يشارك في الاجتماع الشهري لمجلس جامعة القاهرة    رئيس وزراء بولندا: وجود ضمانات أمنية ملموسة لأوكرانيا تعني بولندا أكثر أمانًا    إسكان الشيوخ توجه اتهامات للوزارة بشأن ملف التصالح في مخالفات البناء    نقابة المهندسين تحتفي بالمهندس طارق النبراوي وسط نخبة من الشخصيات العامة    هيئة سلامة الغذاء: 6425 رسالة غذائية مصدرة خلال الأسبوع الماضي    أكرم القصاص للأحزاب الجديدة: البناء يبدأ من القاعدة ووسائل التواصل نافذة التغيير    وزير الإسكان: مخطط شامل لتطوير وسط القاهرة والمنطقة المحيطة بالأهرامات    انطلاق أعمال لجنة اختيار قيادات الإدارات التعليمية بالقليوبية    من مستشفيات ألمانيا إلى الوفاة، تفاصيل رحلة علاج مطرب المهرجانات "دقدق"    قضية تهز الرأي العام في أمريكا.. أسرة مراهق تتهم الذكاء الاصطناعي بالتورط في وفاته    رسالة من اللواء عادل عزب مسئول ملف الإخوان الأسبق في الأمن الوطني ل عبد الرحيم علي    الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية تحتفل بيوبيلها الفضي.. 25 عامًا من العطاء الثقافي وصون التراث    رحيل أسطورة الشاشة الفرنسية بريجيت باردو عن عمر 91 عامًا    وليد الركراكي: أشرف حكيمي مثل محمد صلاح لا أحد يمكنه الاستغناء عنهما    صاحب الفضيلة الشيخ / سعد الفقي يكتب عن : شخصية العام!    " نحنُ بالانتظار " ..قصيدة لأميرة الشعر العربى أ.د.أحلام الحسن    من مخزن المصادرات إلى قفص الاتهام.. المؤبد لعامل جمارك بقليوب    الزمالك يصل ملعب مباراته أمام بلدية المحلة    قيادات الأزهر يتفقدون انطلاق اختبارات المرحلة الثالثة والأخيرة للابتعاث العام 2026م    لتخفيف التشنج والإجهاد اليومي، وصفات طبيعية لعلاج آلام الرقبة والكتفين    انتظام حركة المرور بدمياط رغم سوء الأحوال الجوية    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة في صورة بطاطين    مي كساب تبدأ تصوير مسلسل «نون النسوة» استعدادًا لرمضان 2026    أبرز مخرجات الابتكار والتطبيقات التكنولوجية خلال عام 2025    أزمة السويحلي الليبي تتصاعد.. ثنائي منتخب مصر للطائرة يلجأ للاتحاد الدولي    بدون حبوب| أطعمة طبيعية تمد جسمك بالمغنيسيوم يوميا    ولادة عسيرة للاستحقاقات الدستورية العراقية قبيل عقد أولى جلسات البرلمان الجديد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    هيئة الرعاية الصحية تستعرض إنجازات التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة    مد غزة ب7400 طن مساعدات و42 ألف بطانية ضمن قافلة زاد العزة ال103    أحمد سامي: تعرضت لضغوطات كبيرة في الاتحاد بسبب الظروف الصعبة    أمم أفريقيا 2025.. تشكيل بوركينا فاسو المتوقع أمام الجزائر    الناخبون يتوافدون للتصويت بجولة الإعادة في 19 دائرة ب7 محافظات    أول تعليق من حمو بيكا بعد انتهاء عقوبته في قضية حيازة سلاح أبيض    الزمالك يخشى مفاجآت كأس مصر في اختبار أمام بلدية المحلة    2025.. عام المشروعات الاستثنائية    لافروف: القوات الأوروبية في أوكرانيا أهداف مشروعة للجيش الروسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوباما.. ورابع المستحيلات فى سوريا
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 09 - 2013

لا يكره أوباما الحروب, وإنما يكره الحرب الغبية حسبما قال عندما كان في مقاعد المعارضة في الكونجرس تعليقا علي حرب بوش ضد العراق.
كلمات سيناتور ألينوي في عام2002 التي انتقد فيها التدخل الأمريكي في العراق لا تنسي.. عندما وقف ليعلن أن غزو العراق بدون منطق نوع من التهور. لكن يبدو أن الرئيس نسي ما قاله السيناتور, أو ربما يتوقع أن تكون حربه في سوريا ذكية! ف الحرب استمرارا للدبلوماسية, كما أكد كارل فون كلوزويتز أشهر مفكر استراتيجي في العالم في كتابه من الحرب. وعلي الرغم من أن مبادرة بوتين, إلا أن الرئيس الأمريكي لم يستبعد الخيار العسكري, بل علي العكس مازال يلوح به حتي هذه اللحظة.
1- مطاردة أشباح أفغانستان والعراق علي خطي بوش..تبريرات غير مقنعة
مروي إبراهيم
في خضم الأزمة المالية والاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها الولايات المتحدة, وعلي الرغم من الغضب الشعبي المتزايد من التورط في المستنقع العراقي والأفغاني وغيرهما من الصراعات الخارجية التي تزج الإدارة الأمريكية نفسها فيها يوما بعد الآخر بدعوي حماية مصالحها الخارجية.. نجد الأصوات تتعالي في واشنطن للمطالبة بالتدخل العسكري الأمريكي في سوريا. وعلي الرغم من حالة الجدل الدولي وانقسام العالم بين مؤيد ومعارض لأي قصف أمريكي لنظام الرئيس بشار الأسد, إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أبدي خلال الفترة الماضية تصميما غير مسبوق لمواصلة الحشد- علي الصعيدين الدولي والمحلي- للوصول إلي هدفه ألا وهو توجيه ضربة قاصمة للنظام السوري. وهو ما يدفعنا للتساؤل حول الأسباب الحقيقية وراء المساعي الأمريكية للتدخل الآن في بلد يعاني من حرب أهلية. بالطبع الذريعة الرئيسية والمعلنة التي تبنتها الإدارة الأمريكية هي استخدام الأسد للسلاح الكيميائي والذي أودي بحياة1429 شخصا, من بينهم400 طفل, ولكن هل حماية حقوق الإنسان والتصدي للظلم والطغيان هم الدافع الحقيقي لضرب سوريا.. أم أن هناك لعبة مصالح خفية في المنطقة؟ ربما لم تفصح عنها واشنطن ولكنها سبب كافي للتحرك وبقوة للسيطرة علي المنطقة..ببساطة لأن سوريا تحولت إلي ميدان حرب بالوكالة بين أطراف النزاع في الغرب والشرق الأوسط
حرب بدون أهداف من الملفت للنظر, أن واشنطن بدت خلال الأسابيع الماضية كما لو كانت في صراع مع الزمن لقصف أهداف سورية لحماية المدنيين, إلا انها لم تتكبد مشقة الإعلان عن أهداف محددة أو حتي مدي زمني للعملية العسكرية التي تدعو جاهدة لشنها.فها هي واشنطن ترفع سوطها لمعاقبة النظام السوري لانتهاكه حقوق شعبه, ولكنها تتحرك بغموض لاستخدام القوة العشوائية مما يهدد بإهدار أرواح الآلاف من الأبرياء قد يفوق عددهم ضحايا الهجوم الكيميائي. لتدحض بذلك أولي ذرائعها لضرب سوريا
وبنظرة سريعة للمنطقة والتحالفات السياسية التي تسيطرعليها, نجد أن النظام السوري الحالي هو أهم حليف لطهران في المنطقة ولذلك فإن توجيه ضربة لدمشق يعتبر اعتداء غير مباشر علي إيران. وهو الأمر الذي سيسهم في إرضاء إسرائيل وتأمينها إلي حد كبير من خلال تقليم أظافر العدو الإيراني. وهو ما يحظي بدعم قوي من اللوبي اليهودي في واشنطن.
فقد أكد مايكل ماكوفسكي مدير المعهد اليهودي لشئون الأمن القومي علي ضرورة فهم القضية السورية من منظور الأزمة الإيرانية, وذلك في تقريره الذي حمل عنوان استراتيجية منع إيران نووية, حيث اعتبر أن السماح لسوريا يتجاوز الخط الأحمر الذي وضعته أمريكا بالنسبة لاستخدام السلاح الكيميائي, سيؤكد لإيران أن الولايات المتحدة عندما تضع خطوطا حمراء فإنها لا تلتزم بالتصدي لأي دولة أو جهة تتجاوزها, علي حد قوله. واعتبر أن الفشل في عقاب سوريا علي هذا التجاوز سيؤكد أن التحذيرات الأمريكية لإيران ما هي إلا تهديدات وهمية لا تحمل أي قدر من الواقعية. وشدد علي أن ضرب سوريا كفيل بتلقين الجانب الإيراني درسا هاما ورادعا في المستقبل.
ومن وجهة النظر الأمريكية, فيبدو أن أهم ما يميز قصف سوريا أنه يوجه لكمات متعددة لأعدائها في المنطقة. فهذه الضربة ستلقن درسا تاريخيا للغريم الروسي اللدود. فعلي خلفية تصاعد طبول الحرب الباردة بين الغريمين التاريخيين, أصبح من المنطقي أن تسعي امريكا لاستهداف حلفاء موسكو في المنطقة. لتظهر سوريا كهدف منطقي, خاصة في ظل توافر الذرائع المناسبة لمعاقبة دمشق وبالتالي معاقبة حليفها الجيو-استراتيجي: روسيا
إن لجوء أوباما لضرب سوريا في هذا الوقت بالتحديد يعيد للأذهان ملابسات قصف سلفه الديمقراطي بيل كلينتون للعراق في التسعينيات من القرن الماضي, حيث كان يواجه غضبا شعبيا واسعا بسبب فضيحة علاقته المشينة بالمتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي وكان ضرب العراق السبيل للفت الأنظار بعيدا عن هذه الفضيحة. ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه فها هو أوباما يعاني هو الآخر من إخفاقات متتالية بدءا بفشله في تمرير قانون للحد من انتشار السلاح ومرورا بإخفاقه في تمرير نظامه الجديدة للرعاية الصحية, وأخيرا فشل كل مبادراته لمواجهة التغيرات المناخية. وذلك بالإضافة إلي ارتفاع معدلات البطالة. كما أنه يسير أيضا علي خطي سلفه الجمهوري جورج بوش الذي ورط أمريكا في حروب منهكة في أفغانستان والعراقفبغض النظر عما إذا كانت واشنطن ستلجأ إلي ضرب سوريا أم لا, فإن الأكيد أن الدوافع الحقيقية وراء هذه الضربة لاتتعلق بحماية حقوق الإنسان أو حتي تفاصيل الأزمة السورية في حد ذاتها..ولكنها أسباب أمريكية بحتة لتؤكد للعالم أنها لازلت القوة العظمي الوحيدة في العالم.
.. وإقناع العالم للرأي العام حسابات أخري
مها صلاح الدين
عندما قرعت الولايات المتحدة طبول الحرب في العراق قبل عشرة أعوام, قامت الدنيا ولم تقعد وخرجت آلاف المظاهرات في عواصم العالم ومدنه ولا سيما في العالم العربي والإسلامي للتنديد بقرار الحرب وللضغط علي واشنطن للتراجع,أما الآن وبالرغم من تردد الإدارة الأمريكية في اتخاذ قرارها مرة أخري في سوريا نجد حالة من الصمت الرهيب تطبق علي الرأي العام العالمي وكأن الحديث عن بلد آخر ليس علي كوكبنا الأرضي.. فما الذي اختلف خلال المسافة الزمنية بين إعلان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الحرب علي العراق وصدام حسين وبين إعلان الرئيس باراك أوباما الحرب علي سوريا ؟
في الواقع ربما يكون ذلك أحد الأسباب التي تفسر ما أصبحنا عليه بعد نحو عقد كامل من حرب العراق, فمتابعة أخبار الصراعات والحروب بات جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي لكل مواطني العالم والتي تكون الولايات المتحدة عادة أحد أطرافها بدءا من الحرب الدائر رحاها في أفغانستان منذ12 عاما وحتي الحرب المستمرة ضد الإرهاب إلي الصومال واليمن وباكستان مرورا بحرب ليبيا الخاطفة
كذلك حرب ليبيا الأخيرة وطبيعة الصراع الدائر في سوريا نفسه لا يجعل الكثيرون ينهاضون بقوة الفعل الذي ترغب الولايات المتحدة في الإقدام عليه, فالثورة السورية التي قامت لنفس الأسباب التي قامت من أجلها ثورتا مصر وتونس أثارت التعاطف العالمي بضرورة تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري والإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد ولكن مع تعنت الأخير واستصراخ المعارضة للقوي الغربية للتدخل وقلب موازين الأمور لصالحها, أصبح المجتمع الدولي في موقف لا يحسد عليه انتهي إلي حالة الانسحاب الكامل علي النحو الذي نراه الآن,خاصة في ظل تجربة الحرب الليبية التي تمكنت من الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي ونظامه
سبب آخر, تحدث عنه صراحة عدد من الجماعات المناهضة للحروب في العالم,ولعل أشهرها' كود بينك' الأمريكية, حيث أكدت أن الأزمة المالية الطاحنة وتردي أوضاع الاقتصاد العالمي أضرت بشدة بطبيعة أنشطتها وقدرتها علي الحشد وتنظيم مظاهرات. وفي هذا الإطار,صرحت ميديا بينجامين مؤسسة كود بينك بأن عدد نشطاء جماعتها تراجع بفعل الأوضاع الاقتصادية العالمية إلي بضع عشرات بعدما كانت تدير أكثر من300 جماعة محلية داخل الولايات المتحدة وحدها.
2- مبادرة بوتين.. والكيماوي السوري لعبة الشطرنج الأمريكية...والبوكر الروسية
نهي مجاهد
باقي من الزمن يومان.. مهلة واشنطن لبشار الأسد لتقديم قائمة بما تتضمنه ترسانته من الأسلحة الكيمياوية. الشرط الأول والصعب في المبادرة الدبلوماسية الروسية الأمريكية والتي وصفت بالتاريخية, علي الرغم من تناقضها مع الواقع وما تحمله من تحديات وخلافات تمهد للحرب وليس للسلام. حجم الترسانة النووية السورية غير معروف لكن التقديرات تشير إلي أن سوريا تملك مخزونا يصل إلي ألف طن موزعة بين حوالي42 موقعا.
لكن كيف يمكن للأسد تقديم معلومات صحيحة حول ترسانة الأسلحة الكيميائية ولا يقوم بإخفائها علي خطي القذافي ؟ وكيف يمكن تطبيق بنود المبادرة الأمريكية الروسية في ظل اشتعال الحرب الأهلية في سوريا, فيما يعد سابقة لم تحدث في التاريخ؟ وما هو الضمان الذي لا يجعل أمريكا تضع الاتفاق تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة في حال فشل النظام السوري علي الوفاء بالتزاماته؟ ولماذا أعلنت واشنطن الحرب بعد مجزرة الغوطة تحديدا؟
والإجابة أنه لا توجد ضمانات لأي شيء. فأوباما لم يقصد يوما توريط امريكا في الحرب لكنه أوقع نفسه في الفخ عندما تعهد بالتحرك إذا تجاوزت سوريا الخطوط الحمراء, علي الرغم من أن الخط الأحمر قد تم تجاوزه بالفعل, وأدركت واشنطن فجأة أن عليها واجب التدخل من أجل حفظ الأمن والعمل علي وقف نزيف الدماء في سوريا.
أوباما حاول التملص من' عقدة' الخط الأحمر'- التي وضعها بنيامين نيتانياهو أيضا لإيران عندما لوح بشن عمل عسكري ضد منشآتها النووية وقال إن العالم هو من رسم الخط الاحمر وليس هو. لذا يبدو أن ما قاله جون كيري حول كل ما يدور من احاديث بشأن ضربة أمريكية وشيكة لسوريا إنه ليس' لعبة' ولكنه كانت بالفعل لعبة أبطالها كلا من اوباما وبوتين والأسد. ففي الوقت الذي يتصرف أوباما تجاه تلك اللعبة بروح لاعب الشطرنج, يلعب بوتين البوكر بوجه' خشبي' يخلو من التعبيرات. وعلي الرغم من موافقة النظام السوري الحالي علي مبادرة روسيا الدبلوماسية والتي قد تجنب البلاد طبول الحرب إلا أن جميع المؤشرات تؤكد أنه لا يوجد ضمان لسير الأمور بسلاسة حيث أكد عدد من خبراء التسليح الأمريكيين أن عملية تأمين ترسانة أسلحة سوريا الكيماوية تكاد تكون مستحيلة كما ستكون باهظة التكلفة وستستغرق سنوات, خاصة إذا تمحورت مهمة بعثة الامم المتحدة في سوريا حول مخزون أسلحة الدمار الشامل والذي يقدر بآلاف الرؤوس الحربية والصواريخ, فضلا عن مئات الأطنان من المواد السامة السائلة المخزنة في شتي أنحاء سوريا. واستدل خبراء التسليح علي ذلك بأن واشنطن نفسها التي صنعت31 ألف طن من الأسلحة الكيماوية خلال حقبة الحرب الباردة أطلقت برنامج بمليارات الدولارات للتخلص من مخزونها عام14997 ولم تنته من هذه المهمة حتي الآن. والجدير بالإهتمام ظهور انقسام جديد في الأسابيع القليلة الماضية بين خبراء المخابرات الأمريكية حول مواقع الأسلحة الكيماوية في سوريا, فيري بعض الخبراء أن الإدارة الأمريكية ربما تكون غير قادرة علي تحديد نسبة نصف مواقع الأسلحة الكيماوية السورية بينما يؤكد البعض الآخر علمهم بأغلبية مواقع تخزين هذه الأسلحة ومن أشهرها منطقة الفرقلس وقاعدة تخزين الأسلحة خان ابو الشامات ومركز البحوث العلمية بدمشق بينما تتم عمليات انتاجها في خمسة مواقع واقعة في عدة مدن متفرقة وهي السفيرة( حلب) وحماة وحمص واللاذقية وتضمر علي حد قولهم.
3- حماية إسرائيل وترهيب إيران مكاسب تل أبيب من تردد واشنطن
أكرم ألفي
السياسة ليس بها ثوابت مطلقة فالمصالح تتغير كل لحظة.. هكذا ترسم إسرائيل سياساتها تجاه التطورات في منطقة الشرق الأوسط. وبعد تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ضرب سوريا, خرجت التسريبات صحف لتتحدث عن غضب إسرائيلي عارم من القرار الأمريكي ومنح قبلة حياة جديدة لنظام بشار الأسد. بينما حذر دينيس روس المستشار السابق لأوباما من أن عدم توجيه ضربة عسكرية لسوريا قد يدفع الدولة العبرية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران بعد أن ظهر الحليف الأمريكي مترددا وغير قادر علي اتخاذ خطوة حاسمة في ملفات المنطقة. ولكن الواقع السياسي يدلل علي أن إسرائيل خرجت رابحة من نزع فتيل الحرب الأمريكية في سوريا علي عكس الصورة النمطية التي تجعل الدولة العبرية المستفيد الرئيسي من أي تدخل عسكري أمريكي في المنطقة. فسياسة المصالح تتطلب إعادة رسم الموزاييك الراهن بعيدا عن المواقف الأيديولوجية المسبقة التي لا تخرج من الصراع البسيط حول تحديد من هو العدو والصديق. فوفقا للمنطق فإن ضربة أمريكية لسوريا كانت ستدفع حلفاء نظام الأسد( وخاصة حزب الله) إلي الرد من خلال استهداف النقطة الأقرب وهي إسرائيل ويجبر الدولة الصهيونية علي خوض حرب أو مواجهة عسكرية في وقت' سلام فريد' وهدوء غير معتاد بسبب انشغال دول المنطقة بأزماتها الداخلية والصراعات علي السلطة. ومن ناحية ثانية, فإن الإشراف الدولي علي الأسلحة الكيماوية السورية له أولوية بالنسبة لتل أبيب عن اسقاط الأسد لآن تهديد وجود الكيماوي السوري يمثل أبرز التحديات الأمنية للدولة العبرية خلال العقود الثلاثة الماضية. كما أنه يحول دون تحقيق' السيناريو الكارثي' الذي تحدث عنه الخبراء الإسرائيليون الخاص باحتمال سقوط السلاح الكيماوي في يد مجموعات متشددة من المعارضة السورية. وثالثا, فإن إسرائيل تدرك جيدا أن إسقاط نظام البعث الدموي في دمشق بدون وجود معارضة منظمة وقوية وفي ظل تنامي نفوذ المتشددين داخل المعارضة المسلحة سيقود إلي تحول' الجارة' السورية إلي أرض مفتوحة لتنظيم' القاعدة' والتنظيمات المتشددة التي قد تستهدف إسرائيل. ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أقرب للرؤية الخاصة بأن' الشيطان الذي نعرف حقيقته' بشار الأسد- أفضل من' الشيطان الذي لا نعرفه' في منطقة تبدو فيها الدولة العبرية' مقهي وسط المذبح' ولا يعرف أحد إلي أين تسير المنطقة. ولكن في المقابل, فإن تل أبيب تعتبر أن تردد أوباما الدائم في التعامل مع ملفات الشرق الأوسط وظهوره بمظهر' الفاشل' يهدد مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة وهو ما يؤثر سلبا علي المصالح الاستراتيجية لإسرائيل باعتبارها الحليفة الرئيسية. في الوقت نفسه, فإن تراجع واشنطن عن ضرب سوريا قد يبعث برسالة' سلبية' إلي إيران بأن أمريكا غير جادة في التعامل مع قضايا المنطقة ومن بينها الملف النووي الإيراني.
4- بين الأسد و تنظيم القاعدة وهم الخروج الآمن
هند هاني:
خفتت أبواق الحرب مع إبرام الولايات المتحدة و روسيا اتفاق جنيف, لتفكيك الترسانة الكيميائية لسوريا. ورغم أجواء الارتياح التي جابت العالم بالتوصل لهذا الاتفاق, فان النوايا السيئة المحيطة بالمشهد لا تبشر بخير. وتبدو السيناريوهات التي تروج لها وسائل الإعلام هزلية, عند تناولها خيارات الرئيس الأمريكي باراك أوباما من منطلق الواجب الأخلاقي وتلافي حالة الحرج الدولي بسبب استخدام السلاح الكيميائي.. فالخطط تم وضعها وإحكامها لتحديد لحظة التدخل, و القضاء علي مقومات الدولة السورية.
ومن ينسي أنه منذ لجوء نظام بشار الدموي إلي الحل العسكري للتصدي لثورة شعبه الأعزل, ظل قادة الغرب يرددون أن لحظة التدخل لم تحن بعد! وهنا يطل التاريخ برأسه, مذكرا بما جري قبل نحو عقد من الزمن, مع صدام حسين, و ان كان الاختلاف بين الحالة العراقية آنذاك و الأزمة السورية كبيرا. فقد ضاعفت الولايات المتحدة من ضغوطها ضد بغداد منذ عام2002 في مشهد ابتزاز صريح. وادعت امتلاك صدام لأسلحة دمار شامل, في الوقت الذي بدأت فيه نشر أساطيلها و أسلحتها الثقيلة تمهيدا لاجتياح البلد العربي الشقيق. فما كان من الرئيس الراحل إلا أن فتح أبواب بلاده علي مصراعيها للمفتشين الدوليين. وحينما لم يجدوا أي أثر لاسلحة الدمار الشامل, قاموا بابتزازه لتفكيك صواريخه' صمود2'- غير المحرمة دوليا- بحجة أن مداها يتجاوز المدي المسموح به للعراق بحد أقصي50 كيلومترا. الإصرار نفسه تتبعه واشنطن إزاء سوريا حاليا.. فقد نشرت سفنها الحربية في المتوسط.. في الوقت الذي استخدمت فيه آلتها الاعلامية للترويج لاستخدام الأسد أسلحة كيميائية في ضرب منطقة الغوطة بريف دمشق. واذا كان الأسد ليس أقل اجراما عن هذه الوحشية.. فان الخبراء يؤكدون أنه حتي اللحظة لم يعثر علي الدليل المادي القاطع بتورط الأسد في هذه الجريمة. و يقول راي ماك جفرن, المحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية, أن التقييم الرسمي الذي أصدرته الادارة الأمريكية حول جريمة الغوطة, لم يشر الي أي دليل ملموس يدين الأسد علي المضمار نفسه, يؤكد تقرير للمعهد البحثي العالمي ومقره كندا- أن واشنطن وضعت سيناريو شيطاني لوقوع خسائر بشرية كبيرة مع إلقاء اللوم علي الحكومة السورية وحشد التأييد الشعبي للحرب من أجل أهداف انسانية, ومن ثم إثارة حرب إقليمية واسعة. وبحسب ورقة بحثية للمعهد أعدها البروفيسور مايكل شوسودوفيسكي, فان الهدف النهائي الذي تسعي اليه واشنطن هو تغيير النظام في سوريا بشكل يضمن تفككها بناء علي تقسيمها العرقي, أو اقامة نظام' إسلامي علي النموذج القطري أو السعودي. وربما يحوي سيناريو التقسيم المحتمل, ما يسترضي أطرافا ضالعة في الصراع مثل ايران وروسيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.