ذكرت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية أن الضرورات التي تفرضها الدبلوماسية في الشرق الأوسط سوف تفرض على الأطراف الدولية دعوة إيران، الحليف الرئيسي لسوريا، للجلوس على طاولة المفاوضات. ورأت الصحيفة –في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم السبت- أنه في ظل تنامي فرص التوصل إلى اتفاقية بشأن تأمين تفتيش ومراقبة ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، والتي تعد واحدة من أكبر الترسانات في العالم، بعد دخول المحادثات بين روسياوالولاياتالمتحدة يومها الثالث، فإن هذا يعني عدم تكرار استخدام هذه الأسلحة المروعة، التي حظرت في عام 1925 مستقبلا، خاصة أن سوريا اتخذت بالفعل الخطوة الأولى من خلال التوقيع على اتفاقية منع الأسلحة الكيميائية. وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من أن أي اتفاق في هذا الصدد هو موضع ترحيب، فإنه لن يحدث أي جديد بشأن الصراع السوري، كما أنه قد يعزز من الوضع الدبلوماسي والسياسي للرئيس السوري بشار الأسد، ويقلل أيضا من دور المجلس الوطني السوري المعارض، مشيرة إلى أن القضاء التام على الأسلحة الكيميائية لن يغير من الحسابات الاستراتيجية التي تصب في صالح النظام الحاكم في سوريا. ولفتت إلى أن اضطراب الدبلوماسية الغربية سلط الضوء على الضعف المقلق في مواجهة انحراف الصراع السوري؛ حيث أن الخسارة في التصويت البرلماني البريطاني ضاعفت من فشل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التصرف من تلقاء نفسه بشأن "الخط الأحمر" الذي أعلن عنه مسبقا بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية. وأشارت إلى أن ذلك أسهم في استبعاد بريطانيا وفرنسا من العملية الدبلوماسية اللاحقة في جنيف وتعزيز الموقف الروسي، مما أدى إلى زيادة ريادة روسيا في هذا الشأن وإضعاف الدور الغربي، وأنه حتى لو تم إقرار ناجح بشأن ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، فقد ظهرت عواقب استراتيجية أخرى في الشرق الأوسط؛ وأصبح الحلفاء الرئيسيون للولايات المتحدة في الشرق الأوسط يتخوفون من السياسة الأمريكية. وأوضحت أن الجزء الأكبر من القلق يقع على عاتق إسرائيل؛ حيث علق السفير الإسرائيلي للولايات المتحدة داني أيالون على الوضع الحالي قائلا "إن قدرة الردع الأمريكية قد تضررت من الوضع الحالي، مما أدى بالتالي إلى تضرر قدرة الردع الإسرائيلي"، منوهة بأن ثمة تخوف سائد في إسرائيل من أن أوباما لن يستطيع إصدار قرار بشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. واختتمت "ذي جارديان" تقريرها بأن هناك تساؤلا صعبا يثار هذه الأيام حول إمكانية دعوة إيران، الحليف الرئيسي لسوريا، للمشاركة في المحادثات، وأن واشنطن ستجد صعوبة في ذلك، ولكن عليها أن تستلهم من مؤتمر جنيف السابق في عام 1954، عندما أجبرت الولاياتالمتحدة على الجلوس على طاولة المفاوضات بجوار عدوها اللدود الصين الشعبية لأنه كان مستحيلا دون ذلك إبرام اتفاقية سلام تنهي التدخل الفرنسي في فيتنام.