ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء أن مصداقية الولاياتالمتحدة باتت علي المحك، وأن السبب في ذلك يرجع إلى تردد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في توجية ضربة عسكرية لسوريا. وأشارت الصحيفة – في تقرير لها بثته علي موقعها الإلكتروني – إلى تردد أوباما في توجيه ضربة عسكرية لسوريا بعد أن صرح منذ عامين بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد ووضع خط أحمر أمام نظام الأسد بالنسبة لأي استخدام للأسلحة الكيماوية في الحرب الأهلية في سوريا، حتى بعد اتضاح حقيقة استخدام هذه الأسلحة خلال الأيام الماضية، على أيدي قوات النظام على الأرجح، تراجع أوباما عن قراره لوزير خارجيته جون كيري بتجهيز العدة لضرب سوريا وأعلن أنه ينتظر موافقة الكونجرس على هذا الأمر. وأوضحت الصحيفة أن تصريحات أوباما حول سوريا – والتي قالها بغيرمبالاة حسب قول الصحيفة – أدت إلى تداعيات كارثية حول مصداقية الولاياتالمتحدة في دول العالم، وقالت:" إنه برغم استناد الجدل الداعم لشن هجوم عسكري على سوريا على مزاعم بأن رغبة الرئيس السوري بشار الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية تشكل تهديدا حقيقيا على حلفاء واشنطن، فضلا عن إمكانية تصاعد نجم الجمعات المتطرفة بشكل أكبر إذا ما فشلت الولاياتالمتحدة في اتخاذ رد فعل قوي، إلا أن ثمة حقيقة أخرى تفرض نفسها وتؤكد امكانية إزدياد خطر الارهاب في المنطقة إذا ما تم الإطاحة بنظام الأسد أو قامت الجماعات المتطرفة بوضع أيديها على الأسلحة الكيماوية لاستخدامها ضد الغرب". واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بسرد المفارقة بين قرار الإدارة الأمريكية في عام 1988 بعدم التدخل في العراق في ضوء قيام الرئيس الراحل صدام حسين بإضطهاد وقتل آلاف من العراقيين الأكراد، وبين رغبة واشنطن الآن بالتدخل في سوريا ، متسائلة عن أسباب تغير واختلاف السياسات الأمريكية تجاه قضايا المنطقة.