تتأثر صحة الإنسان خلال سنوات عمره تأثرا ايجابيا بمدي سلامته وهو نطفة ثم طفل في بداية حياته , حيث دلت دراسات حديثة علي أن النظام الغذائي الصحي والابتعاد عن المؤثرات البيئية التي تسبب تلفا في البويضة أو الحيوان المنوي أو الجنين تعد من أهم العوامل التي تؤثر بالإيجاب في صحة الإنسان خلال سنوات الشباب والكهولة والشيخوخة, وبينت دراسات أخري أن إصابة الإنسان بمرض من أمراض القلب قد تمتد جذورها إلي وجود خلل في تكوينه وهو جنين, وذلك بسبب افتقار طعام الأم الحامل إلي عناصر غذائية تساعد في بناء أعضاء جسم الجنين, وهو بسبب تعرض الأم وهي حامل لملوثات بيئية أو لدخان السجائر أو الشيشة. ويعتبر تلوث الماء والغذاء والهواء من أهم ما يسبب تأثيرات سلبية في تكون الحيوانات المنوية والبويضة والجنين والطفل الرضيع, حيث تشير بعض البحوث إلي أن ملوثات البيئة, مثل أول أكسيد الكربون الناتج عن احتراق التبغ أو عادم السيارات, والزئبق والرصاص والمبيدات الحشرية التي تلوث الهواء والماء والطعام, ومخلفات الانفجارات النووية كل هذه الملوثات ثبت أنها تسبب ضعف الخصوبة واعتلال الحيوانات المنوية اعتلالا قد يؤدي إلي حدوث تشوهات في الابناء واصابتهم بالسرطان في مرحلة الطفولة, وقد يسبب التعرض لبعض الملوثات في أثناء الحمل إصابة الأجنة بتشوهات وأمراض أو تنتقل ملوثات من طعام الأم التي ترضع أو الهواء الذي تتنفسه إلي اللبن حيث يترتب علي ذلك إصابة الرضيع بالأمراض. ويعتبر تدخين السجائر والشيشة من العوامل التي تؤثر تأثيرا سلبيا في الصحة الانجابية للمرأة والرجل, حيث تبين ان مواد ضارة في الدخان تسبب شيخوخة مبكرة للمبيض يترتب عليها حدوث سن اليأس وانقطاع التبويض وعدم القدرة علي الانجاب في سن تتراوح بين63 و83 سنة, بالإضافة إلي نقص في هرمون الأنوثة وزيادة احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم وهشاشة العظام وخشونة الصوت وظهور تجاعيد في جلد الوجه, وهناك احتمال اقبال البنات علي التدخين مستقبلا إذا كانت الأم تدخن في أثناء الحمل, وتفيد دراسات حديثة بأن المواد المسرطنة الموجودة في دخان السيجارة أو الشيشة تنتقل من دم الحامل إلي الجنين انتقالا قد تترتب عليه إصابته بالسرطان في مرحلتي الطفولة والشباب. وتشير بعض الدراسات التي أجريت علي أطفال المدارس إلي ان تدخين الأم في أثناء الحمل يزيد من احتمال ضعف ذاكرة طفلها وتدني مستوي ذكائه وقدرته علي التعلم واكتساب المعرفة وضعف مناعته ضد الأمراض. ومن المخدرات, مثل عقار الهلوسةLSD, ما يسبب تعاطيها تلفا في الكروموسومات الحاملة للجينات يترتب عليه إصابة أطفال المدمنين بالأمراض والتشوهات. ويترتب علي التدخين في اثناء الرضاعة إصابة الرضيع برعشات واسهال وتقليل افراز لبن الأم, وقد يؤدي تدخين الحامل البانجو أو الحشيش إلي عجز الطفل عن التفكير أو الكلام في سن أربع سنوات, وقد يترتب علي تعاطي الأم الحامل الكحوليات اصابة الجنين بأمراض عصبية وعقلية وتشوهات في أعضاء جسمه الظاهرية والداخلية. وحيث إن المشكلة تكمن في كثرة العوامل التي تؤدي إلي تزايد التلوث البيئي, وتتفاقم بانتشار تدخين السجائر والشيشة وتعاطي المخدرات, اقترح ان تتخذ الإجراءات التالية للحد من المشكلة وانتشار العوامل السلبية لها: { الاهتمام بالتوعية بمصادر التلوث البيئي واخطاره وضرورة تشديد الرقابة عليها والتوعية بالتأثيرات المدمرة للتدخين والمخدرات والمسكرات, خاصة فيما يتعلق بأضرارها علي الصحة الإنجابية, علي ان يشترك في حملات التوعية المدارس والجامعات والمعاهد التربوية, والمؤسسات الاجتماعية والثقافية, ويساعد في المكافحة تدريس مقررات عن أضرار التلوث البيئي والتدخين والمخدرات في المؤسسات التعليمية. { توعية الشباب بمضار الإدمان وذلك بعقد ندوات بالمدارس والجامعات والأندية الرياضية. { الاهتمام بالإجراءات الوقائية التي تحول دون تردي الشباب إلي هاوية الإدمان, وذلك بتنمية طاقات الإبداع الفني والأدبي والعلمي, والمهارات في الأطفال والشباب, بالإضافة إلي تطوير المناهج الدراسية التي ترسخ القيم والمثل والأخلاق الحميدة, والتشجيع علي ممارسة الرياضة البدنية والقراءة والأنشطة الاجتماعية والثقافية والبيئية. د. عزالدين الدنشاري