التدخين والمرأة الحامل

انتشرت ظاهرة في مجتمعنا بصورة كبيرة وملحوظة وهي تدخين السيدات؛ حيث أكدت الدراسات التي أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن نسبة السيدات المدخنات في مصر تزيد بشكل فج وملحوظ؛ حيث إنها وصلت نسبة السيدات المدخنات إلى 15 % من إجمالي عدد السيدات؛ وللتدخين أثره المفزع على الرجال.. فما تكون تلك الآثار على السيدات اللاتي يحملن ويلدن ويرضعن أطفالهن فضلًا أن التدخين هو عدو جمال البشرة ونضارتها.
وترى استشاري أمراض النساء والعقم الدكتورة «علا شريف» أن هناك سيدات كثيرات يدخن السجائر وغيرها من أنوع التدخين دون أن يعلمن خطورة التدخين على حياتهن وعلى حياة أطفالهن، ففي بعض الأحيان التدخين قد يؤدي إلى العقم والبرود الجنسي عند الرجال والنساء أو تأخر الحمل لفترات، فالمواد السامة المتواجدة في السيجارة تؤثر على البويضات عند المرأة والحيوانات المنوية عند الرجل بشكل كبير يجعلها لا تقوم بوظيفتها الطبيعية، وهناك حالات عديدة من سيدات مدخنات تأخذ فترة كبيرة من العلاج حتى تستطيع الإنجاب..
أما تأثير التدخين على المرأة أثناء الحمل فهو أخطر على المرأة والجنين معًا، فدخان السجائر أو الشيشة يصل إلى الجنين من خلال المشيمة داخل رحم الأم، ويؤدي ذلك إلى بعض الأمور؛ منها الإجهاض المفاجئ أو نقص ملحوظ في وزن الجنين نتيجة انكماش الأوعية الدموية التي تحمل الأغذية والأكسجين الضروريين لنمو الطفل وهذا يؤدي إلى حدوث أمراض للطفل خطيرة بعد الولادة وكذلك حدوث تشوهات خلقية للطفل في الوجه أو الجهاز التنفسي أو القلب، ويكون الطفل عرضة إلى الأمراض التنفسية مثل «الربو وحساسية الصدر» وتوضح الدكتورة «علا» أن هناك ما هو أخطر من ذلك وهو الموت المفاجئ للطفل عقب الولادة دون أي أسباب، ويرجع سبب الوفاة إلى أن كميات الدخان التي وصلت للقلب جعلته لا يتحمل، وعقب استنشاق المولود للهواء يتوفى على الفور، وكذلك الأم فهي عرضة للموت المفاجئ وصعوبة الولادة نتيجة تعرضها للأزمات التنفسية ومن الممكن أيضا حدوث نزيف أثناء الحمل، وفي العموم السيدات المدخنات هن أكثر عرضة للأمراض السرطانية خاصة سرطان الثدي والرحم، فعلى السيدات أن يحرصن على صحة طفلها وصحتها فالتدخين عادة سيئة يجب الإقلاع عنها.