منذ أيام أعلنت القائمة القصيرة لجائزة زمان بوكرس العالمية حيث أتت الروايات الست غاية في التنوع والابتكار إلي الحد الذي سيجعل مهمة لجنة التحكيم صعبة للغاية حيث تعكس الروايات الستة تيمات وألوان أدبية وثقافية متنوعة ويبرز فيها الحضور النسائي هذا العام عبر أربع كاتبات وكاتبان من ستة بلدان وأربع قارات وبين أصغرهم وأكبرهم أربعة عقود. الرواية الأولي في تلك القائمة هي ز نحتاج أسماء جديدة ز لبولاوايو نوفيوليت زيمبابوي تروي خلالها مأساة أفريقيا وأبنائها بلغة مرحة بطلتها دارلنغ في نحو العاشرة, تلعب في شوارع البلدة الخيالية بارادايز التي يسخر اسمها من حالها ويعيش أهلها في أكواخ علي حدود بلدة يقطنها أثرياء بيض وسود, ولا يجرؤون حتي علي الحلم بالخروج من بؤسهم. يجول عمال الإغاثة الأجانب البلدة, ويلتقطون الصور للأطفال بملابس وزعوها عليهم, ويؤمنون حقا بأنهم أتوا لينقذوا البلاد من فقرها, وفي الوقت الذي تلهو زمرة الأطفال, نفقد براءتها, حيث يعتدي عليها, وتحاول دارلنغ مساعدتها علي الإجهاض. يهاجر والد الأخيرة لجنوب أفريقيا, ولا يعود بالثروة بل بالإيدز الذي يلزمه البيت عارا. تطرد الأسرة من كوخها, يضرب الجهاز الطبي, ويزدهر عمل السحرة والشافين المشعوذين. تنجو دارلنغ حين تلتحق بخالتها لكنها تكتشف زيف الحلم الأميركي. وتجري أحداث االشخصيات المهمةب لإليانور كوتون نيوزيلندا في عام1866 بنيوزلندا وتصور عالما من الأشباح والتهريب والتآمر والتكالب علي الذهب خلال الفترة الفيكتورية فهي قصة خيانة ولصوصية وقتل وإدمان وتهريب وابتزاز, حيث يقصد وولتر مودي بلدة هوكتيكا, التي بنيت منذ خمسة أعوام, بحثا عن الذهب ينزل في فندق كراون, ويدخل غرفة التدخين فيقطع اجتماعا لاثني عشر رجلا شاءت الكاتبة أن يمثلوا الأبراج الفلكية. كانوا يناقشون سلسلة من الجرائم التي بقي مرتكبوها مجهولين, وعرف وولتر أمرا يساعدهم في مسعاهم. ليجد القاريء نفسه في مواجهة شبكة من المصائر والثروات المتشابكة المرتبطة بجرائم صعبة الحل. وتتناول االحصادب لجيم كريس بريطانيا يوتوبيا قرية من القرن الثامن عشر يسكنها ثمانية وخمسون شخصا فقط. يعيشون من الزراعة والماشية, يقصدها الراوي وولتر ثرسك, ويبقي دخيلا علي رغم معيشته فيها اثني عشر عاما. ويخطط إدموند جوردان, للاستيلاء علي الأرض المشاع وتحويلها مرعي للغنم, ويستغل إيمان الأهالي بالغيب ليقبض علي الساحرات اللواتي يشملن ليزي عشيقة الراوي و ملكة جمع بقايا الحصاد حيث يبدأ نذير الشؤم لأهالي القرية عبر ظهور اثنان من أعمدة الدخان وعلي الفور يسعي القرويون إلي إلقاء اللوم علي الوافدين الجدد للتسبب في الحريق الأخير فيدفع الغرباء الأبرياء ثمن الخوف, وحتي الراوي يبدو فجأة بشعره الأسود بين السكان الشقر نذير شؤم. بينما يتقاطع الخاص والعام في االأرض المنخفضةب لجومبا لاهيري الهند التي تبدأ بتمرد ناكساليت وتتابع نصف قرن من تاريخي الهند وأميركا عبر عائلة واحدة. يدرس الشقيقان سوباش وأودايان ميترا في جامعة في كلكوتا حيث تجذبهما الشيوعية والنضال العملي, و يدرك سوباش الحذر خطر الانتماء إليها, وينسحب ويهاجر لأمريكا لمتابعة دراسته. ويزداد أودايان تطرفا ويبرر العنف ضد الدولة بضرورة الثورة عليها فيعتقل ويعدم خلف منزل ذويه في الأرض المنخفضة تاركا خلفه والدين مفجوعين وأرملة شابة حاملا. ومنذ تلك اللحظة يتشكل مصير سوباش وحياته الذي يحصد أعمال أخيه في إطار من المثالية العاطفي يجد نفسه ملزما بواجب تجاه شقيقه فيتزوج اجوريب أرملته لينقذها, ويستقدمها لأميركا حيث يدعي أنه والد الطفلة, غير أن الكذبة تؤثر سلبا في زواجهما الهش أصلا حيث تفشل جوري في أن تحبه برغم تقديرها لجميل صنعه وتأتي الطفلة وتهملها والدتها لتهرب من وضعها إلي الانكباب علي الدراسة لتعاني من الرفض والعزلة والشعور بالذنب. وفي احكاية للوقت الراهنب لروث أوزيكي اليابان تفاجيء روث خلال نزهتها علي الشاطيء بجزيرة كولومبيا البريطانية بكيس به صندوق غذاء لطفلة صغيرة يتضمن مذكرات مراهقة يابانية تدعي اناوب16 عام تضم الأوراق آمالها وأحلامها وترجح روث أنها وصلت إليها عبر موجات المد والجذر التي تزامنت مع كارثة تسونامي2011 فتبدأ رحلة للبحث عن اناوب وتنسج روايتها علي ماجاء في مذكراتها التي تروي فيها أسرار جدتها الراهبة البوذية ذات104 عاما وتحديات الحياة التي تواجهها وشعورها بالاغتراب ولحظات فرحها وحزنها ومحاولة انتحار والدها الفاشلة نتيجة لاكتئابه بسبب البطالة والطقوس الجنائزية اليابانية. وأخيرا تأتي اوصية ماريب لكولوم تويبين تروي حدث مأسوي يقود لمحاولة للتغلب علي الحزن; فماري فقدت ابنها تعيش كل مراحل الحزن وتحاول جمع ذكرياتها معه لتوثيق الأحداث التي أدت إلي وفاة ابنها الذي كان بالنسبة لها ذو شخصية ضعيفة محاط بالرجال الذين لا يمكن الوثوق بهم وتبدأ معاناتها في محاولتها للنضال من أجل كسر حاجز الصمت الذي يحيط بوفاة ابنها لتشهد محاولاتها لنشر الحقيقة بكل تعقيداتها صراعا أخلاقيا يحمل اسقاطات دينية تربطها بالسيدة مريم والمسيح عليه السلام لذا لم يكن اختيار اسم البطلة الأم اماري ا التي تمثل الترجمة الانجليزية لمريم مصادفة لتفجر الرواية بجرأتها جدلا لكونها تتعارض مع العديد من معتقدات الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.