بالرغم من ساعات الحظر التي فرضت علينا, بسبب الحالة الأمنية في البلاد, إلا أنها كانت فرصة جيدة للم شمل الأسرة المصريةمرة أخري وأصبحت الفرصة متاحة للتجمع حول مائدة الطعام. وفرض علي الجميع التواصل الذي كان منقطعا والذي لم يعكر صفوه في أحيان كثيرة سوي الحديث حول السياسة والأحداث المتلاحقة الذي يصل إلي حد الشجار بين أفراد الأسرة الواحدة, فمن الأبناء من يؤيد وجهة نظر معينة والآخر يرفضها تماما, وهناك الأب الذي يريد أن يفرض رؤيته للأحداث علي الزوجة والأبناء في حين قد تنحاز الزوجة لاتجاه مخالف.. جدل طويل, وأحيانا مجهد,أرجعته د.سامية قدري أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس إلي ما أسمته شوشرة الإعلام وخاصة برامج التوك شو التي كثيرا ما تقوم بعرض شخصية سياسية علي الساحة وتمجد فيها ثم تتغير الرؤية السياسية لهذه الشخصية وتتحول بين ليلة وضحها فيغير الإعلام هو الآخرتوجهه تجاهها, مما يؤدي إلي تشتت الأفكار, والحال لا يختلف أيضا في الصحافة, فهناك من يكتب لصالح تيار بعينه ويمتدحة ويسانده ثم نفاجأ فيما بعد برؤية مغايرة تمام لما كتبه من قبل, بالإضافةإلي عدم مصداقية كثير من الأخبارخاصة تلك التي تتداولها مواقع الإنترنت, وظهور نخب جديدة ليس لديها رؤية واضحة عبر وسائل الإعلام وإعطائها مساحات كبيرة من الوقت.. كل ذلك أحدث انشقاقا وتخبطا في الرؤي لدينا جميعا وليس الأبناء فقط. وتضيف أستاذ علم الإجتماع أنه لا يمكن إنكار أن مصر تمر بمرحلة يطلق عليها حديثي أو محدثي ديمقراطية, فأغلبية الشعب يمارس السياسة وكل يدلي برأيه فيما يفهمه ولا يفهمه ويؤثر ويتأثر بالغير, مما جعلنا نشعر بالإحباط والتخبط في الآراء, وهو ما يدعوأفراد الأسرة المصرية إلي ضرورة إعادة ترتيب أوراقها والعمل علي بناء الوطن. وضربت د.سامية مثالا بأسرتها فقالت: إننا نجتمع الآن بعد أن كان كل فرد منا له اهتماماته الخاصة ولا يكاد يجمعنا شئ أصبحنا نتحدث في كل الأمور بدون تعصب ونقوم بتحليل كثير من المواقف لكثير من الأحداث للخروج بنتيجة متوازنة في الرأي, بالإضافة إلي أهمية وجودنا الجسدي سويا, وهو مالم يكن يحدث إلا نادرا. وتري د.سامية أنه علي كل الأسر المصرية إستثمار الوقت وتناول قضايا جديدة للتحدث فيها مثل القيم, ومنها المشاركة الاجتماعية- بناء الوطن- الانتماء والوطنية.. وغيرها كما يجب أن يكون لكل مواطن دور فعال في المجتمع بجانب عمله الأساسي علي قدر استطاعته المادية أو الجسدية لبناء مصر العظيمة. وقالت هالة عبد القادر المدير التنفيذي للمؤسسة المصرية لتنمية الأسرة: علي المجتمع واجب وطني لعبور هذه المرحلة بدون خسائر, والأسرة من ضمن فئات المجتمع وهي التي نراها تتعامل مع الحظر بالتزام شديد, مما يوضح للدولة والأمن من هم الخارجين عن القانون ومن يمارس العنف ضد أبناءها. وأكدت هالة ضرورة توعية الأبناء وخاصة الشباب والفتيات بأن الالتزام في تنفيذ الحظر الذي فرضته الدولة هو واجب وطني ويجب الالتزام به حتي لا نقع تحت طائلة القانون, وهو مسئولية كبيرة تجاه مصر الوطن ونحو الأهل والمصريين جميعا, كما يمكن للأسرة المصرية أن تنتهز فرصة وجود الأبناء فترة طويلة والجلوس معهم لتوعيتهم بكيفية الاختلاف في وجهات النظر وأن الاختلاف لا يفسد للود قضية, وحتي إذا اختلفنا علينا أن نحكم العقل ونعمل به وخاصة في هذه الظروف حتي لا يتطرق أولادنا للعنف الذي يحدث بالمجتمع الآن, فلكل منا الحق في طرح وجهه نظره بطريقة سلمية, وحتي لا يحدث انشقاق علي المستوي الأسري ومنه إلي مستوي الدولة.