من يريد معرفة طبيعة المصريين, عليه أن يبتعد قليلا عن أصحاب وأبواق الدعاية السوداء, وينزل للشارع والحارات في أي مدينة أو قرية مصرية, ويكتشف بنفسه كم المخزون الحضاري والإنساني داخل كل مصري وكم الأصالة والفهم والإدراك الذي يتمتع بها المصريون علي اختلاف ثقافاتهم ومواقعهم . فقد أثبت شعبنا المصري عراقته وأصالته مثلما كان دائما وعلي مدي التاريخ وعند كل محطة أو مرحلة في عمره إنه شعب حضاري أصيل يعشق تراب وطنه بمقدار حبه وتعلقه حول رمزهم وقائدهم. لقد تابع المصريون كل المصريين بشغف واهتمام كبيرين, البيان الرئاسي الأول الذي أعلن أن رئيس مصر وكل المصريين, الرئيس محمد حسني مبارك, سيدخل المستشفي لإجراء بعض الفحوصات الطبية, ثم البيان الثاني الذي أوضح أن الرئيس سيجري عملية جراحية, ثم البيانات التي طمأنت المصريين والعالم علي نجاح العملية, وتحسن صحة الرئيس وفرحة المصريين بذلك وترقبهم لعودة رئيسهم سليما معافي إلي الوطن. لقد عكست متابعات المصريين للبيانات الصحية, مدي اهتمام المصريين من كل أبناء الشعب وطبقاته وفئاته بصحة رئيسهم وحجم الحب والود والتقدير الذي يكنه كل أبناء شعبنا لقائد وزعيم, قاد مسيرة الأمة كلها في رحلة عطاء وطني سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته, لقد كان هم المصريين الأول هو السؤال عن صحة الرئيس والدعوات له, ومتي يعود إلينا, بمفردات شعبية وإنسانية تعكس تلقائية الحب وبساطته, فالجميع يسأل, والجميع يدعون سلامتك ياريس, يارب ترجع لنا بالسلامة مبارك رمزنا, ورئيسنا, ووالدنا, مصر تحتاجك وهي في انتظارك, هذه كانت كلمات أبناء شعبنا الطيب, وهي كلمات ومفردات عكست التفافا واهتماما إنسانيا وشعبيا ووطنيا ورغبة في الاطمئنان علي الرئيس والقائد, وأكدت في نفس الوقت معدن هذا الشعب العريق بحضارته وتأييده والتفافه في الشدائد حول قيادته الوطنية, وبدورها كشفت هذه الشدائد بجلاء عن أن مصر وشعبها, هي دولة قانون واحترام الشرعية وهي دولة مؤسسات, فقد اجهضت البيانات الرئاسية التي أوضحت الأحوال الصحية للرئيس يوما بيوم جميع الشائعات التي كان يمكن أن يخترعها البعض ويروجها, للتأثير علي الأوضاع في البلاد, وجاء تعامل الرئاسة المصرية مع الحدث بهذه الشفافية والوضوح لإيمانها بأن صحة الرئيس تهم كل المصريين, أصالة المصريين واهتمامهم بمتابعة تطورات علاج رئيسهم, تحولت لحالة استفتاء شعبي وتأييد لرئيس وزعيم أمة قاد مسيرة البلاد نحو بر الأمان, في المقابل أثبت الحدث أن مصر محروسة بأبنائها وشعبها وقيادتها, فقد دار دولاب العمل والحياة بشكل طبيعي وأكدت مصر بكل أبنائها, أنها دولة نظام وقانون ومؤسسات تحترم الشرعية وتصون مبادئ الدستور, وجاء قرار الرئيس بإنابة رئيس مجلس الوزراء بتسيير العمل في البلاد بمثابة رسالة دستورية تؤكد احترام دستور وقوانين البلاد وترسخ مفهوم سيادة القانون, هكذا هي مصر دائما وستكون هكذا في المستقبل, فهذا هو تاريخها وهذا هو شعبها وقائدها. وأمس الأول, شعر المصريون بفرحة عارمة وصادقة وزاد اطمئنانهم عندما شاهدوا الرئيس يستعيد نشاطه ويزاول عمله وهو في فترة النقاهة, فلقد أصدر الرئيس قرارا جمهوريا بتعيين شيخ جديد للأزهر, وإنشاء كنيسة للمصريين الأقباط, وأحال إلي مجلسي الشعب والشوري مشروع قانون بتعديل الدوائر الانتخابية لمجلس الشوري في بعض المحافظات الجديدة, وقام بالتوقيع علي عدد من القرارات الجمهورية ووثائق التصديق علي عدة اتفاقيات دولية, وأجري الرئيس عدة اتصالات هاتفية لمتابعة الشأن المصري الداخلي كان أبرزها اتصاله بالدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء, الذي استمع المصريون من خلاله صوت الرئيس مبارك الذي بدا بصحة جيدة ومتفائلا كعادته, ومحتفظا بطريقته المعتادة في الدعابة, حينما وصف الأزمة الصحية بأنها كانت علقة, الرئيس مبارك اتصل أيضا بعدد من قيادات الدولة وعدد من الملوك والرؤساء. ووفقا لما قاله الرئيس فإنه من المقرر أن يعود لسلامة الله خلال الأيام القليلة المقبلة, وينتظر المصريون ويترقبون عودة الرئيس, بل ينتظر العالم بأسره هذه العودة, من جانبنا, نحن المصريين ندعو للخالق عز وجل, أن يعود لنا وللوطن شافيا ومعافي, ليواصل عطاءه الوطني وليستكمل رحلة عطائه ويواصل قيادته لسفينة البلاد نحو الاصلاح والتنمية, أما العالم فهو يترقب عودة زعيم ورجل دولة وداعية للسلام والأمن في المنطقة ومفتاح الاستقرار فيها. سيادة الرئيس.. أيها القائد والإنسان نحن ننتظر عودتك بسلامة الله لأرض الوطن, ودمت لنا زعيما وقائدا, ومصر وشعبها تدعو لك وتلتف حولك, وكم من الشدائد والصعاب, واجهتها, أيها المقاتل, بالصبر والعزيمة والإصرار, ونحن نعلم قدر إيمانك وقدرتك علي تحمل الصعاب والشدائد في الداخل والخارج وفي الحرب والسلام, عد إلينا ونحن معك, فقد أرسيت طوال مشوارك الوطني وتحملك للمسئولية كل المبادئ والقيم النبيلة فينا, وانت ابن بار لهذه الأمة وهذا الشعب المكافح, الطيب, الصبور الذي بادلك حبا بحب, وأعطيته الكثير من فكرك وعملك ودورك, الوطني والقومي والعالمي, فكان خير سند لك في الأفراح والشدائد. سيادة الرئيس حمدالله علي السلامة وشكرا لرب هذا الكون, علي شفائك ونحمد الله علي أنكم بخير, ومادمت بخير فنحن جميعنا بخير ولا ينقصنا إلا عودتك, ونحن معك لكي تستكمل مشروعك الحضاري ومواصلة بناء مصر القوية الناهضة, مصر الذي أعلم جيدا أنك وهبت كل شيء من أجله, والذي أعلم أن تحلم بأن تظل عنوانا كبيرا وبلدا عظيما يواصل عطاءه الحضاري ويتمسك بالقانون والدستور, وتظل كما نعرفها دولة مؤسسات, تسود فيها قيم العدل والحرية والإخاء والمواطنة وحقوق الإنسان والعدل الاجتماعي. سيادة الرئيس, لقد علمتنا أن مصر وشعبها سيظلان بخير دائما وهما كذلك وننتظر قائدها رمز هذا الخير. المزيد من مقالات مجدي الدقاق