دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما الي عدم التغاضي عن استخدام اسلحة كيميائية من قبل النظام السوري ودعم ضربة عسكرية ضد دمشق. وقال أوباما في كلمته الاذاعية الاسبوعية التي بثت أمس:لا يمكننا التغاضي عن الصور التي رأيناها عن سوريا لذلك ادعو اعضاء الكونجرس والحزبين الي الاتحاد والتحرك من أجل النهوض بالعالم الذي نريد العيش فيه, العالم الذي نريد تركه لاولادنا وللاجيال المستقبلية. وفي غضون ذلك, أجري وزير الخارجية الأمريكيجون كيريأمس في ليتوانيا محادثات مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي بشأن شن ضربة عسكرية محتملة ضد النظام السوري والذين ناشدوه عدم الشروع في القيام بعمل عسكري قبل صدور تقرير مفتشيالأسلحة الكيميائية, وهو ما أكد عليه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الذي أبلغ الصحفيين أن بلاده ستنتظر تقرير المفتشين قبل أن تشارك في أي عمل عسكري. وأفادت مصادر دبلوماسية أوروبية بأن الوزراء الأوروبيين ال28 أبدوا خلال لقائهم كيري الرغبة في تأجيل الضربة العسكرية المحتملة لحين نشر تقرير المفتشين. وذكرت أنالمسألة تكمن في معرفة ما إذا حصلت مجزرة كيميائية أم لا لكن الآن بات الجميع يقولونها, بمن فيهم من نفي في البدء هذا الهجوم الكيميائي, مشيرة إلي أن المفتشين سيجيبون عن هذا السؤال الذي يعرف العالم برمته جوابه. ولم يحدد موعد لنشر تقرير مفتشي الأممالمتحدة لكن الخبراء الذين أنهوا مهمتهم في30 أغسطس الماضي كانوا مصممين علي العمل سريعا علي العينات المأخوذة بحسب الأممالمتحدة, وقد أشارت مصادر في نيويوك إلي أن نتائج التحاليل قد تصدر بين أسبوعين وثلاثة أسابيع, ولفتت المصادر الي أن الخيار المثالي هو أن يعرف مضمون تقريرهم غدا, وهو اليوم المزمع لتصويت مجلس الشيوخ الأمريكي علي التدخل العسكري. وأكد بيان لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي, أنه لا توجد شكوك جدية في مسئولية نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه ووصفه بأنه خرق خطير للقانون الدولي يتطلب ردا مناسبا, وشدد البيان علي ضرورة أخذ تقرير مفتشي الأممالمتحدة بعين الاعتبار ودراسة الدعوة لإحالة الملف السوري للمحكمة الجنائية الدولية والدعوة إلي العودة إلي العملية السياسية, لافتا في الوقت نفسه الي أنه لا يمكن حل الصراع في سوريا إلا بالسبل السياسية مطالبا بالشروع في إجراء عملية سلام جادة. وفي تلك الأثناء, أعلن ايريك كانتور, زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب أن المجلس سيصوت علي مشروع قرار باستخدام القوة في سوريا خلال الأسبوعين المقبلين وفي هذا السياق قال في مذكرة داخلية نظرا الي وجود وجهات نظر مختلفة في الحزبين, فإنه يتعين علي الرئيس اوباما ان يشرح للكونجرس للأمريكيين أن الامر يتعلق بطريقة فضلي للتحرك داعيا أعضاء المجلس للمشاركة في لنقاش قوي ولتصويت حول السماح باللجوء الي القوة العسكرية في سوريا خلال الاسبوعين المقبلين.ولا يتضمن جدول الاعمال التشريعي للاسبوع المقبل الذي نشره كانتور أي إشارة الي سوريا ولكنه قد يتبدل حسب أولويات القادة. وفي هذا السياق, من المقرر أن يوجه أوباما كلمة إلي الشعب الأمريكي, حول الشأن السوري بعد غد- الثلاثاء- وهو اليوم التالي لعودة المشرعين الأمريكيين إلي مجلسي النواب والشيوخ, بعد فترة العطلة البرلمانية, التي من المقرر أن تنتهي غدا. وكان أوباما قد أقر بوجود انقسام بين دول مجموعة ال20, حول توجيه ضربة عسكرية إلي سوريا, دون قرار من مجلس الأمن الدولي لكنه أعلن أنه لمس تشجيعا, خلال مناقشاته مع قادة المجموعة, علي ضرورة عدم السكوت علي ما يجري في سوريا مجددا, خلال مؤتمر صحفي علي هامش قمة مجموعة ال20 التي اختتمت أعمالها مساء أمس الأول, في مدينة سان بطرسبرج الروسية, حيث اتهم نظام الرئيس السوري, بشار الأسد, بالمسئولية عن استخدام الأسلحة الكيميائية في الهجوم الذي وقع قرب دمشق, في وقت سابق من الشهر الماضي. ومن جهته, أكد سفير سوريا بالنمسا ومندوبها الدائم لدي منظمة الأممالمتحده بفيينا باسم الصباغ أن المسئولين في سوريا عازمون علي الدفاع عن البلاد ضد أي عدوان غاشم أو أي عملية عسكرية يشنها الغرب والولايات المتحدة, مؤكدا أن سوريا لديها جميع الدفاعات العسكرية اللازمة للدفاع عن الوطن وأن مزاعم فقدان الجيش السوري قوته وقدرته علي الدفاع ضد أي هجوم عسكري هي ليس لها أساس من الصحه لأن الجيش السوري علي أهبة الإستعداد للقيام بالرد القوي ليعلم العالم أجمع أن سوريا سوف تدافع عن نفسها بكل قوتها. وقد وصل الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إلي باريس أمس في زيارة لفرنسا تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها عددا من المسئولين لبحث الأزمة السورية علي ضوء التهديدات الأمريكية بشن هجوم علي نظام بشار الأسد إضافة لبحث الاستعدادات الخاصة بعقد مؤتمر جنيف2 وذلك علي هامش مشاركته في أعمال الوزاري العربي الأمريكي. وميدانيا, تجددت الاشتباكات العنيفة أمس بين مقاتلين سوريين معارضين والقوات النظامية عند اطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق, حسبما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان, وذلك بعد يومين من انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة. وفي السياق نفسه, أكد رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون أن هناك حالة من تقاطع المصالح في توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد وتحديدا بين مصالح أمريكية وفرنسية ومصالح الشعب السوري. وأوضح غليون أن مصالح الغرب واضحة وهي أن لا تصير سوريا محافظة إيرانية كما قال أحد المسئولين الإيرانيين من قبل.. وإذا صارت سوريا محافظة إيرانية ستهدد أمن الخليج مصدر الطاقة الرئيسي للغرب والعالم.