أغنية' بسم الله' كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدي هي من أول وأشهر أغاني نصر أكتوبر بعد سنوات ثقيلة وكئيبة من الهزيمة. والشاعر مصطفي الضمراني هو شاهد عيان علي هذه الحقبة التاريخية التي برزت فيها الأغنية الوطنية وخاصة أغاني النصر التي كانت صاحبة السبق الأول في التعبير عن مشاعر المصريين بفرحة النصر بعد سنوات الهزيمة. يروي الضمراني حكاية هذه الأغنية فيقول: استيقظت صباحا' صفية' شقيقة الملحن بليغ حمدي علي أصوات الزغاريد تأتي من سكان العمارة ومن البيوت المحيطة لهم ومن المارة بالشارع يهتفون' الله اكبر الله اكبر مصر انتصرت انتصارنا' عرفت أنها زغاريد نصر مصر فأيقظت' بليغ' الذي لفت انتباهه صوت فرحه أخته وهتافات المارة بالشارع وعرف من الإذاعة نجاح قواتنا المسلحة في عبور أكبر مانع مائي وتحطيم خط بارليف, وتمكنت بعد عملية اقتحام ناجحة بدأت الساعة الثانية ظهرا من الاستيلاء علي الجزء الأكبر من الشاطئ الشرقي لقناه السويس وسقطت في أيدي قواتنا وتم رفع علم مصر فوق سيناء وقد غطي دوي المدافع وانفجارات القنابل والجنود يكبرون' الله اكبر الله اكبر'. سمع بليغ البيان وانطلق مسرعا وفي يده العود وبعض الأوراق إلي مبني الإذاعة واتصل تليفونيا بالشاعر عبد الرحيم منصور ليلحق به وفي الطريق كان بليغ يسمع هتافات الناس في الشارع وهم يرددون الله اكبر الله اكبر بسم الله الله اكبر التقط بليغ هذه الكلمات وبدأ بها مقدمة الأغنية ووصل بليغ إلي الإذاعة ووجد إجراءات أمنية مشددة وتم منعه من دخول مبني الإذاعة والتليفزيون, ولكنه أصر علي دخول المبني بعد صراخ وتهديد بكسر زجاج الأبواب ورفض تهديدات مسئول الموسيقي والغناء وجدي الحكيم ورئيس الإذاعة وقتها بابا شارو, واستمرت محاولات بليغ لدخول مبني الإذاعة حتي الخامسة مساء وتم إبلاغ الدكتور عبد القادر حاتم وكان وزير الإعلام فقدر حماس بليغ وإحساسه كفنان بفرحة النصر وفرحه كل المصريين فسمح له بالدخول واندفع بليغ إلي الأستوديو ومن فرحته طلع مترجلا للدور السابع و لم ينتظر الأسانسير, وكان بابا شارو قد أعطي تعليماته إلي مهندس الصوت زكريا عامر لتجهيز أستوديو64 لبليغ بأمر من الوزير عبد القادر حاتم. وتابع الضمراني: أكمل الشاعر عبد الرحيم منصور المقدمة التي لحنها' بليغ' بحضور وجدي الحكيم وبابا شارو وأنا و زكريا عامر وبعض العاملين بالأستوديو., ولكن المشكلة من سيغني هذه الكلمات ويستطيع الحضور إلي المبني مع الإجراءات الأمنية المشددة في دخوله, فاقترح' بليغ' أن يغنييها العاملين الموجودين في المبني وانتقي منهم15 فردا' موظفين وعمال ورجال أمن' ليقوموا بالغناء بعد أن دربهم بشكل سريع وجيد, وامتلأ الأستوديو بهم وكانوا في سعادة بالغة لمشاركتهم بالغناء. واخذ المخرج محمد سالم' أول من أخرج فوازير رمضان للتليفزيون' نسخة من الأغنية وانطلق مسرعا ليعرضها بالتلفزيون مع لقطات حية مصورةمن عبور قواتنا المسلحة بالزوارق المطاطية لخط بارليف وهم يهتفون'الله أكب بسم الله بسم الله', ونجحت الأغنية ورددها الملايين في الشوارع. واستمر بليغ بالمبني لليوم التالي لتسجيل أغنية أخري للنصر سنتحدث عنها فيما بعد.