الشاعر مصطفي الضمراني قدم العديد من الأغاني الوطنية والعاطفية التي حفرت في قلوب ووجدان المصريين أهمها «ما تقولشي ايه ادتنا مصر قول هاندي ايه لمصر» والآن انتهي من كتابة أغنية « نعم نعم نعم للي يحبك يا مصر» التي ستقدم ضمن مجموعة من الأغنيات في انتصارات أكتوبر المجيدة وعند حوارنا معه قال: جيلنا أفضل من قدم الأغاني الوطنية وأتمني عبور سفينة مصر إلي بر الأمان وأشياء أخري في السطور التالية . في البداية أنت الشاعر الوحيد الذي شاركت في احتفالات أكتوبر 1973 والآن 2011 ما الاختلاف بينهما؟ في انتصارات أكتوبر 1973 كان الشعراء والملحنون والمطربون يتسابقون لتسجيل أحاسيسهم بهذا النصر العظيم دون أي مقابل مادي وكان أي مبدع منهما يمضي 10 ساعات علي سلالم الإذاعة حتي يأتي دوره لتسجيل أغنية وطنية تعبر عن هذا النصر ويشهد علي ذلك الإعلامي وجدي الحكيم الذي كان مراقبا للموسيقي والغناء في هذه الفترة وعلي يديه تم تسجيل هذه الكنوز الغنائية العظيمة لكل مطربي هذا الجيل والتي تزخر بها مكتبات الإذاعة والتليفزيون ويبثها الجهازان كل عام في هذه المناسبة وكان فارس الأغنية الوطنية في هذه المرحلة الراحل بليغ حمدي الذي سمع بيان العبور في الراديو فجاء مسرعا للإذاعة لتسجيل أغاني النصر وكانت اجراءات الأمن مشددة تنص علي عدم دخول أي فنان لمبني ماسبيرو فلم يكن أمامه إلا أن هدد رجال الأمن بأنه سيطلب بوليس النجدة إذا لم يسمح له بالدخول وحدثت مشادة بينهما إلا أن وصل الأمر الي وجدي الحكيم الذي قال لبليغ: هناك تعليمات بعدم الدخول حتي تتضح معالم النصر. ورد عليه بليغ: النصر تم والزغاريد تملأ الشوارع. مما اضطر وجدي لابلاغ بابا شارو وكان وقتها رئيس الإذاعة الذي أبلغ بدوره عبدالقادر حاتم وزير الإعلام بموقف بليغ حمدي وتصميمه علي الدخول وبالفعل فتح الاستديو لبليغ الذي سجل في نفس التوقيت واللحظة أغنية «علي الربابة بغني » للفنانة وردة ، و«بسم الله» لمجموعة كلمات عبدالرحيم منصور، وفي اليوم التالي سجل أغنية «عبرنا الهزيمة » ثم توالي المؤلفون والمطربون يسجلون أغانيهم بالمجان طوال الليل والنهار مؤكدين أنهم جاءوا ليشاركوا فرحة مصر بالنصر حتي الفرق الموسيقية نفسها ومنها الفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن والذهبية لصلاح عرام وغيرهما من الفرق الأخري، حيث لم يطلب أي عازف أجرا من الإذاعة أما ثورة 25 يناير 2011 فقد اختلف الأمر ولم تبادر الإذاعة والتليفزيون بتسجيل أغنياتها لهذه المناسبة ومضي أكثر من شهر أو شهرين دون أن نجد أغنية واحدة من مختارات الاذاعة بهذه المناسبة باستثناء بعض المطربين الهواة الذين كانوا يتغنون بكلماتهم في ميدان التحرير ولم تكن تتضمن تركيبة الاغنية الإذاعية ومضمونها الذي يعبر عن هذا النصر العظيم . كيف تري الواقع السياسي الآن في مصر؟ إن المجلس العسكري يسعي جاهدا للانتقال بمصر إلي مرحلة جديدة تتحقق فيها مبادئ ثورة يناير في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، بالإضافة إلي وقفته الشامخة لحماية أمن مصر الخارجي وسوف يظهر ذلك بوضوح بعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بمجلسي الشعب والشوري ثم اختيار رئيس جديد للبلاد وأري أن المطلوب في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها أن تتكاتف كل القوي السياسية والأحزاب ورجال الفكر والثقافة لكي يقفوا وقفة رجل واحد ليساندوا فيه الجيش المصري لكي يعبر بالسفينة إلي بر الأمان وما يقلقني ويكاد أن يؤثر بالسلب علي هذا التوجه يتمثل في ظاهرة المليونيات والاعتصامات والمطالب الفئوية المتعددة التي لا يمكن حصرها كظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الكفاح الوطني. أين دور المثقفين بعد الثورة؟ لابد أن يركزوا جهودهم في الدعوة الي توحيد الشعب المصري نحو الإنتاج والعمل المضاعف لإنقاذ الاقتصاد المصري الذي يعاني مشاكل عديدة في الوقت الحالي وأن تكون دعوتهم لجموع الشعب من خلال المقالات والندوات الثقافية للوقوف بجانب الجيش المصري لعبور هذه المرحلة بسلام، وأيضا عن طريق شبكات وقنوات التليفزيون وأتمني مشاركة رجال الدين الإسلامي والمسيحي بصفة دورية لتحقيق هذه المهمة الوطنية الخالصة خاصة أن رجال الدين لهم مكانتهم في قلوب المصريين. هل الأغاني الوطنية الجديدة كان لها نفس تأثير الأغاني القديمة؟ بالطبع لا، لأن أغاني ثورة يناير مجرد إرهاصات وكلماتها مكررة وليس فيها مضمون للأغاني الوطنية، ولأن المطربين والمؤلفين والملحنين الجدد كانوا يجلسون معا في ميدان التحرير ويقدمون أحاسيسهم المخلصة، لكن ليس فيها تكنيك أغاني الرواد والتي لا تزال تعيش في وجدان الشعب المصري بدليل أن الإذاعة والتليفزيون يذيعان منذ قيام ثورة 23 يوليو أغنية «صورة» لعبدالحليم حافظ تأليف صلاح جاهين تلحين كمال الطويل، و«يا حبيبتي يا مصر» لشادية وبليغ حمدي ومحمد حمزة، ورائعة أم كلثوم «وقف الخلق ينظرون جميعا كيف ابني قواعد المجد وحدي» تلحين رياض السنباطي وغيرها من الأغاني وهو ما جعل أسامة هيكل وزير الإعلام يتبني مبادرة تسجيل أغنيات إذاعية جديدة تعبر عن ثورة يناير ويصورها التليفزيون. ما أفضل أغنية عبّرت عن ثورة يناير من وجهة نظرك؟ أغنية شادية «يا حبيبتي يا مصر». ما رأيك في شعر هشام الجخ؟ رغم أنني لم أره وهو صعيدي وبلدياتي لكنه شاعر متمكن غزير الإنتاج واستطاع أن ينتصر علي عدد كبير من شعراء المنطقة العربية، حيث إن لديه قدرة بارعة في الإلقاء الشعري الذي يحفظه عن ظهر قلب وهو ما يميزه عن العديد من الشعراء من أبناء جيله، كما أنه يتميز أيضا بكتابة الشعر بالفصحي والعامية في وقت واحد. متي يعود الشباب لسماع الشعر؟ عن طريق الإذاعة والتليفزيون ومن خلال برامج تبث فيها نوعيات من الشعر الجميل وليس المقعر وكذلك تبني هيئة الكتاب نشر دواوين من الأشعار الراقية التي تجذب الشباب. لماذا تركت كتابة الأغاني؟ لأنها أصبحت تجارة للقطاع الخاص والكاسيت والفيديو كليب وساعد ذلك توقف الجهازين الإذاعة والتليفزيون عن إنتاج أغان مختارة وكذلك حفلات أضواء المدينة وليالي التليفزيون التي كانت تجذب كبار الشعراء والملحنين. نعرف أنك الصديق الحميم للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي حدثنا عن الانسجام الفكري بينكما؟ تربطني بعبدالرحمن الأبنودي زمالة الصبا عندما كنا في سن الثامنة والعاشرة حيث كنا ندرس في مدرسة واحدة وكان والده الشيخ الأبنودي هو معلمنا الأول الذي تعلمنا علي يديه أصول اللغة العربية وكتابة الشعر واستمرت العلاقة إلي المرحلة الجامعية فلا يكاد يمر أسبوع إلا واتصل به لأننا أشقاء منذ طفولتنا حتي الآن وكان ثالثنا السيناريست محمد صفاء عامر الذي كان يدرس معنا في نفس المدرسة إلا أنه التحق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية واتجه إلي كتابة السيناريو ليصبح واحدا من أبرز كتاب السيناريو في الوقت الحاضر. من وجهة نظرك ما القوي التي تستطيع أن تقود البلاد في المرحلة المقبلة؟ ليس هناك أقوي من وحدة الشعب المصري لقيادة البلاد. من المرشح الذي ستختاره ليكون رئيسا للجمهورية؟ أري أن عمرو موسي هو الأصلح لرئاسة مصر في المرحلة المقبلة.