عشرات الأغانى المحفورة فى ذاكرة المصريين ارتبطت فى أذهانهم بلحظات العبور المجيدة، ورددوها وراء كبار المطربين دون أن يعرفوا بالضرورة مَنْ أبدعوا كلماتها وألحانها. من بين هذه الأغنيات «أحلف بسماها وبترابها» من كلمات عبدالرحمن الأبنودى وألحان كمال الطويل، و«بالأحضان يا سينا» من كلمات عبد الفتاح مصطفى وألحان بليغ حمدى، و«حلوة بلادى السمرا بلادى» من كلمات عبدالرحيم منصور وألحان بليغ حمدى، و«لفى البلاد يا صبية» من كلمات محسن الخياط وألحان محمد الموجى، و«عاش» من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدى، و«خلى السلاح صاحى» من كلمات أحمد شفيق كامل وألحان كمال الطويل، و«رايحين شايلين فى إيدنا سلاح» من كلمات نبيلة قنديل وألحان على إسماعيل، و«بسم الله» من كلمات عبدالرحيم منصور وألحان بليغ حمدى. ورغم أن معظم هذه الأغنيات ولدت فى وقت قياسى ولم تستغرق كتابتها وتلحينها وغناؤها بضع ساعات، إلا أنها حققت نجاحاً كبيراً وظلت عالقة فى ذاكرة الجمهور حتى الآن لأنها نابعة من مشاعر حقيقية لمست الانتصار. الشاعر صلاح فايز، الذى قدم عدداً من الأغنيات الوطنية فى فترة الحرب التى شارك فيها، قال ل«المصرى اليوم»: «مرت الأغنية الوطنية بثلاث مراحل أساسية منذ نكسة 67، مروراً بحرب الاستنزاف، وانتصار أكتوبر العظيم، وكل مرحلة لها خصوصيتها وطابعها الخاص فى الغناء»، مضيفاً أن الجمهور أصيب بعد حرب 67 بالصدمة من الأغانى الوطنية التى أكدت قبلها عظمة الجندى المصرى، وقدرته على قهر الصعاب، وتأثر الشعراء فى ذلك الوقت بالتصريحات الإعلامية الكاذبة التى أكدت انتصار مصر وتكبيد العدو خسائر فادحة، لذلك تراجعت حدة الأغانى بعد النكسة واتسمت بالهدوء كأغنية «على الربابة». وأضاف فايز: «نظرا لأننى شاركت فى حرب أكتوبر المجيدة لم أتمكن من الكتابة أثناء الحرب، ولم أستطع الإمساك بالقلم فى ظل هذه الظروف الصعبة، لأن همى الأول كان المعركة، لكن بعد أيام قليلة من انتهائها، استأنفت الكتابة وتناولت أغانى الانتصار بطريقة مختلفة عن الآخرين وركزت على الجانب العاطفى». وأشار الشاعر صلاح فايز إلى أنه رفض تناول الشعر كأنه تقرير عسكرى، وبحث عن مفهوم الانتصار وعلاقته بالمشاعر الإنسانية، فكتب لشادية 4 أغنيات منها «أنا وحبيبى» التى تحكى قصة حبيبها الذى «عدى فى ضى القمر» وعاد منتصراً، و«يا بلدنا يا حياتنا» و«البحر الأبيض بيهنى». وعن أفضل الأغانى التى تعبر عن نصر 73 من وجهة نظره، قال فايز: «يا حبيتى يا مصر» ستظل أغنية كل عصر، وتصلح فى الحالات الصعبة والانتصارات، وهذه الأغنية العبقرية أبدع مؤلفها محمد حمزة وملحنها بليغ حمدى وتألقت شادية فى غنائها.
