الدكتور مصطفي الفقي, أحد المفكرين البارزين علي الساحة المصرية والعربية وله تاريخه الطويل في العمل السياسي, ويتميز بأنه يتمتع بالاستقلال وعدم الانتماء الحزبي, وبالتالي غالبا ما تأتي أفكاره معبرة عن التوجه القومي الوطني ولذلك يكتسب الحوار معه عن الأوضاع في مصر أو حول الأزمة السورية أهمية كبري. في حواره مع الأهرام أكد الدكتور الفقي أن أمريكا ستخطئ بشدة إذا تصورت أنها تستطيع حل القضية السورية عن طريق عملية عسكرية خاطفة وسريعة, وقال الفقي إن روسيا غير مستعدة الآن للتورط في أي عمل عسكري ولكنها قد تدفع بالفيتو ضد القرار الأمريكي, وقال إن التدخل الإيراني عسكريا سيورطها إلي مالا نهاية. وأشار إلي أنه يجب علي العقلاء في الجماعة الإسلامية أن يقوموا بمراجعات جديدة, وإقامة أحزاب بمفهوم الوطنية لا الأممية. وأضاف أن النظام الفردي في الانتخابات البرلمانية هو الأفضل وأن صندوق الانتخابات لا يكون معبرا إلا والشعب مستقر نفسيا وماديا بخلاف ذلك يكون الصندوق ظالما. وقال الفقي إن الفريق السيسي هو الأكثر شعبية, ولكنه ليس مرشحا للرئاسة, أما عن باقي المرشحين السابقين ففرصهم تبدو ضعيفة جدا خصوصا بعد 30 يونيو التي غيرت كل المفاهيم. وفيما يلي نص الحوار: كيف تري عزم الولاياتالمتحدةالأمريكية علي توجيه ضربة عسكرية لسوريا؟ تتصور الولاياتالمتحدةالأمريكية دائما أنها شرطي العالم كله, وتدس أنفها في كل منطقة, وساعدها علي ذلك مفهوم أن العالم أصبح قرية كونية واحدة, واعتمدت في ذلك علي أن القانون الدولي الإنساني أصبح يضرب سيادة الدولة القومية, وأن فكرة الدولة كانت قدسا من الأقداس, ولم يعد ذلك الأمر قائما, وأصبح في مقدور الولاياتالمتحدة منفردة أو مجتمعة مع آخرين ومن خلال مجلس الأمن أو من خارجه أن تتدخل بعمل عسكري بمنطقة ما, مثلما حدث في أفغانستان والعراق وصربيا من قبل, ولكن من الملاحظ أن أمريكا تتصرف بعجرفة القوة وجبروت الثروة, ولذلك لم تتمكن من تحقيق نتائج منذ الحربين الكورية والفيتنامية والتدخل في أفغانستان والعراق والبلقان, ورغم ذلك تواصل عملها بلا خبرة سياسية طويلة وبلا قدرة علي فهم ودراسة نفسية الشعوب, وأمريكا قد تتورط في سوريا علي نحو يقلب موازين القوي بالمنطقة وتحويله إلي صراع إقليمي قد يطول. هل معني ذلك أنك ضد التدخل العسكري في سوريا؟ ليس معني حديثي السابق هو الدفاع عن المذابح التي تحدث في سوريا, بل كنت أود لو أن ذلك البلد العربي الشقيق لا يتعرض لهذا الموقف, لأن خروج سوريا من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي بعد خروج العراق من قبل وانشغال مصر علي الجانب الآخر يؤدي إلي إتاحة الفرصة لإسرائيل للعربدة في المنطقة, كما أن التدخل العسكري بسوريا قد يستدعي تدخلا إيرانيا ويستدعي تحركا من حزب الله ضد إسرائيل, وهذا التدخل المحتمل قد تكون له عواقب وخيمة ولو أن واشنطن تتصور أنه يمكنها أن تقوم بعملية عسكرية خاطفة علي مراكز وأعصاب الجيش السوري ومنشآته المهمة ومراكز توزيع السلاح التقليدي والكيماوي, ولكن الأمر ليس بهذه السهولة, فقد ينقلب السحر علي الساحر وتتحول سوريا لمستنقع جديد يستنزف القدرات الأمريكية وحلفاءها مثلما حدث بالعراق. ونحن في مصر لا نرحب بعمل عسكري ضد سوريا رغم إدانتنا المذابح التي تحدث في حق الشعب السوري, وذلك لأننا ندرك أن العبث بالمنطقة في هذه الظروف الحساسة قد يخدم بعض الأطراف مثل تركيا وإسرائيل وقد يحرك إيران في اتجاهات معينة, وكل ذلك الأمر سيضر في مجمله الوضع العربي داخل الصراع العربي الإسرائيلي. الا تخشي أمريكا من الموقف الروسي الرافض للتدخل العسكري بسوريا؟ لا أظن أن الروس مستعدون للتورط في أي عمل عسكري قادم ولكنهم قد يتخذون مواقف سياسية معادية ومضادة للموقف الأمريكي ولو أن الأمر يحتاج لقرار من مجلس الأمن, فإن روسيا قد تدفع بالفيتو, ولكني اعتقد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد تسعي إلي مغامرة عسكرية من خارج مجلس الأمن ذاته وليس هذا جديدا عليها. وماذا عن إيران وموقفها من التدخل العسكري الأمريكي بسوريا؟ موقف إيران هو الأصعب ولها خيارات إما أن تتدخل وتتورط إلي مالا نهاية, أو تمتنع عن التدخل وبهذا تعتبر حليفا ضعيفا لسوريا, ويدرك كل من هو بإقليم الشرق الأوسط أن إيران باتت غير قادرة علي تنفيذ سياسات علي أرض الواقع, وأنها تخلت عن حليفها عند اللزوم لذلك. قرر الفريق عبدالفتاح السيسي عدم دخول السفن الحربية الأمريكية من قناة السويس لمنع ضرب سوريا فما هو رد الفعل الأمريكي من وجهة نظرك تجاه الموقف المصري؟ يجب أن ندرك أن السيسي هو ابن الوطنية العسكرية المصرية ويجمع بين مزايا عبدالناصر في الانتماء الوطني, وحكمة الرئيس السادات وحكمته علي المناورة الهادئة وهو لا ينفذ تعليمات أمريكا مثلما كان يفعل سابقوه, وأظن أن المرشد العام للإخوان المسلمين, قال في محبسه إنهم لم يكن يتصورا أن السيسي لا يخاف من الولاياتالمتحدةالأمريكية.وفي رأيي أن السيسي لم يكن منصاعا أيضا للدول الأخري, فالسيسي رجل يعبر عن الإرادة المصرية الوطنية, وهذا أمر يدعونا للاعتزاز. لكن أمريكا تعودت دائما علي الانصياع للأوامر.. ألا يستفزها ذلك الموقف؟ لابد أن يتعود الأمريكيون أن مصر قد تغيرت بالفعل, وأن المصريين لديهم سلاح جديد أقوي من السلاح النووي, وهو سلاح حشد الشوارع بالملايين علي نحو غير مسبوق, والذين تمكنوا به من تغيير نظامين في عامين فقط. لقد أصبحت رءوسنا مرفوعة رغم ما نعانيه من متاعب سواء من عمليات إرهابية أو عنف أو أزمات اقتصادية, ولكن أظن أننا علي الطريق الصحيح, ولذلك أدعو أشقاءنا من جماعة الإخوان المسلمين من غير من مارسوا العنف بالمشاركة ويندمجون في العملية السياسية, ويشاركون بإيجابية في الانتخابات وفقا لآليات الديمقراطية الغربية, وهو أن الأمة مصدر السلطات. مع سعي الولاياتالمتحدةالأمريكية للتدخل العسكري بسوريا حاليا.. هل تعتقد أنها ستسعي إلي التدخل في مصر أيضا؟ بالتأكيد لا, والفارق كبير, والوضع في مصر مختلف عن سوريا نهائيا, ومصر لن تكون هدفا أبدا للتدخل الخارجي, فلدينا قوات مسلحة متماسكة, والشعب يقف معها, لأن الجيش جزء لا يتجزأ من الشعب المصري, كما أن الأمريكيين يدركون تلك الحقائق رغم غضبهم الشديد, لأن مخططهم الطويل المدي تحطم علي صخرة الإرادة المصرية والملايين التي خرجت ب30 يونيو, وجسد ذلك في بيان3 يوليو, ومع كل هذا يدرك الأمريكان أن المصريين حالة خاصة, إلا أنهم كانوا يتصورون أنه يمكنهم تطبيق النموذج الباكستاني بمصر, وتكون القوات المسلحة في مواجهة التيار الإسلامي, ولكن علي مايبدو أن لعبتهم فشلت, ولم يبق إلا أن ننفذ خارطة الطريق. مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تسعي إليه أمريكا.. هل تراه يسير بنجاح أم ضرب بالصميم بعد ثورة 30 يونيو؟ كان هذا المشروع محققا لبعض النتائج, حتي اكتشف الأمريكان والغرب أن الدولة العثمانية كانت مظلة تغطي المنطقة, وتحمي الغرب من شرورها, مما جعلهم ينأون بجنودهم وأسلحتهم من الدخول في حروب بالمنطقة كالتي مروا بها في العراق وأفغانستان, وسعوا إلي أن يحققوا مساعيهم إلي أن يجعلوا العالم الإسلامي هو الذي يحارب في داخله ويواجه التطرف به, وأن تصبح أرضه ساحة للمعارك, ولذلك دعم الأمريكان والغرب الاتجاه التركي الذي يقوده رجب أردوغان من أجل أن يروا شرق أوسط جديدا يقوم به التيار الإسلامي بالقيادة متحالفا مع أمريكا, ولذلك راهن الأمريكان علي الجواد الإسلامي, واعتمدوا علي شعبيتهم في الشارع دون أن يدركوا أن قدرات ذلك التيار سياسيا علي إدارة البلاد ليست بنفس الدرجة علي إدارة جمعيات أو تنظيمات, وأن الأمر يختلف كثيرا, ولذلك كانت تجربة حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر علي امتداد عام كامل فاشلة, ولو حقق الرئيس المعزول محمد مرسي معدلات للدخل الفردي مثلما حدث بتركيا, والذي ارتفع من ثلاثة آلاف دولار إلي 11 ألف دولار, لأغلق الجميع أفواههم, ولكن كان الفشل, ومحاولة إقصاء الآخرين, وعدم الرغبة في الاستماع لنصائح الغير, كانت متعتهم في إدارة البلاد, وهو ما أدي إلي النتائج التي ظهرت بعد ذلك. وهل بهذا الإخفاق الأمريكي في دعمهم لنظام الإخوان في مصر يعتبر انتهاء لمشروع الشرق الأوسط الكبير؟ لا يمكننا القول إن ذلك المشروع انتهي بالكامل ومازالت جيوب المقاومة والرفض موجودة, بالإضافة إلي استمرار محاولات التآمر, رغم يقينهم بالإرادة المصرية, كما أن ذلك المشروع يسعي في نواح عدة بهدف تقسيم البلاد إلي دويلات, ومساعيهم مازالت مستمرة. هناك محاولات تآمر مستمرة, وهذا ما انفرد به الأهرام منذ أيام.. واعلن عن مجموعة تضم صحفيين وسياسيين ورجال أعمال تخطط لزعزعة النظام وأمن البلاد.. فما تعليقك علي ذلك ومن هم من وجهة نظرك؟ الواقع أن مصر تعرضت في العام الماضي لمحاولات خطيرة ومشبوهة, وبعضها يتصل بالسيادة المصرية نفسها في سيناء وأخري تتعلق بأزمة حوض النيل وأخري تحاول العبث في صعيد مصر, جميعهم يلعبون علي وتر واحد, وهو الفقر, والذي يجب أن يدرك الجميع في مصر بوجود ملايين بالكفور بالوجه البحري والنجوع بالوجه القبلي دون تناول وجبة العشاء كل يوم, وهذا الشعب استثمرت حاجاته وظروفه الاقتصادية الصعبة ووضعوه أمام صندوق الانتخابات في اختبار, ربما لا يكون من الضرورة هو الأوفق لمصالحهم, ولكن يكفي أن في قلب المناطق السياحية كان يفوز المرشح السلفي الذي يناصب السباحة العداء حيث ان المواطن لم يعد يدرك من يمثله, ولكن أصبح اختيارا محكوما بعواطف دينية ومصالح مادية قصيرة المدي, ولهذا لم يعد الصندوق تعبيرا دقيقا عن الإرادة المصرية, لأن الجائع لا إرادة له, والفقير لا يملك حرية السيادة, ولذلك يجب أن نكافح الفقر, وينتشر التعليم بجهود من رجال الأعمال في بلادهم, بإقامة مشروعات للمواطن. من هم الأشخاص الذين يشاركون في تلك المخططات من وجهة نظرك؟ ليس لدي معلومات من هم هؤلاء الشخصيات, لكن من المؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين والتي ظلت ثمانين عاما تحلم بالسلطة وأتت لهم بعد شوق طويل, ثم لا يمكثون فيها إلا عاما واحدا, فمن المؤكد لن يكون ذلك بالأمر اليسير عليهم قبوله. وهناك جناح اقتصادي كبير لجماعة الإخوان كان يسعي للسيطرة علي كثير من مراكز الاستثمار في مصر, وكان يعرض الشراكة علي كثير من المشروعات بقوة السلطة, وأعرف نماذج كثيرة ومباشرة. ما تعليقك علي استقالة البرادعي.. والتي صرح أخيرا بأحد المواقع الالكترونية اليمنية بأنه استقال لأن مرسي كان علي حق؟ أشك في هذه التصريحات من الأساس, كما أن اليمن هو مركز للإخوان, ويخرجون أخبارا مضحكة, ولا تمس للواقع بصلة, كما أن البرادعي حدث تشويه له في عهدي مبارك ومرسي, ورغم أني لا أدافع عنه, ولكني لست من هواة جلد الدكتور البرادعي, رغم أني أري أن قرار استقالته قرار خاطئ, وجاء في وقت صعب أساء إلينا, إلا أنني أري أن الرجل قدم أكثر ما يستطيع في حدود إمكاناته, وهو ليس رجلا جماهيريا وله شخصية شعبوية, فهو رجل دولي يستطيع أن يدير منظمة. كيف تري الموقف التركي تجاه مصر الآن؟ هو موقف يعبر عن حزب العدالة والتنمية, وهو موقف حزبي وليس تركيا. وهو موقف يحمل كثير من الغضب والغيظ من فشل المخطط وانهياره, خصوصا أن رجب طيب أردوغان هو مركز الثقل في التنظيم العالمي للاخوان المسلمين والذي يتطلع لمصر لان تكون القوة الداعمةة باعتبار أن الإسلام السياسي ولد في مصر وأن الإمام حسن البنا مصري, فبالتالي مصر بالنسبة له هي الداعم والقلب للمشروع الجديد الذي يريده أردوغان وتباركه أمريكا, بحيث يتبع الاسلام المعتدل من وجهة نظرهم المتطرف منه علي اعتبار أن جماعة الاخوان المسلمين هي الأم لكل التيارات الاسلامية التي جاء بعض منها متشددا مثل القاعدة والجماعة الإسلامية أو الجهادية والبعض الآخر معتدل مثل حزب التحرير الإسلامي, فالجماعة هي الأم الشرعية للاسلام السياسي في القرن العشرين في كل الأماكن, وقد أخذ عنها أبوالأعلي المودودي بباكستان, وأبوالحسن النبوي في الهند ثم طورها سيد قطب علي نحو أدخل فيها البعد العنيف ويجب ألا ننسي أن قيادات الإخوان المسلمين الحالية هم من القطبيين. هل تعتقد أن القبض علي كثير من قيادات الإخوان المسلمين سينهي العنف أم سيؤججه؟ أعتقد أن ما يحدث هو اعتقال تحفظي, وأري أن توسيع دائرة الاشتباه أمر غير مستحب ولا يجب أن نقع في الخطأ الذي وقع فيه الاخوان من قبل بأخذ الناس بالشبهات, أو نطبق العزل السياسي عليهم, فكل من تورط في جريمة يخضع للقضاء فاذا برأه يعود للحياة السياسية مستردا جميع حقوقه بغير استثناء, فلا توجد فلول لنظام مبارك ولا فلول للاخوان, فالكل مصريون ولا يجب أن نخضع لتلك التصنيفات المشينة الا من حرض وتورط في العنف ولوثت يده بالدماء المصرية. إذن أنت لست مع من يطالب بحل جماعة الاخوان أو المطالبة بعزلهم؟ مع اني لا أتحمس لقيام أحزاب دينية لكن لا أمانع أن تقوم أحزاب علي مخزون حضاري وثقافي واسلامي, فلا يجوز أن نطبق نصوص الدين علي الحياة العادية وخصوصا أنه يوجد البعض الذي لا يتفق معنا, فهناك قواعد للحوار السياسي الذي لا يغلفه بنص ديني, فالدين مقدس, فالدين مثل الماء والسياسة كالزيت ولا يجب أن نمزج الماء بالزيت أبدا. هل تري أن الشعب المصري سيقبل دخول الاخوان مرة أخري للحياة السياسية من جديد؟ اذا قام الاخوان بمراجعة أمنية وشجاعة يستقبلهم الشعب المصري من جديد, فكثير من الحركات الكبري راجعت أخطائها وقامت بالتصحيح ونطالب الاخوان بذلك, خصوصا الشباب والعقلاء منهم أمثال الدكتور محمد علي بشر, فنحن نريد تلك الأصوات أن ترتفع وتقوم بمراجعة لاقامة حزب سياسي يقوم علي أسس المصالحة والانفتاح مع الآخرين في ظل الايمان بالوطنية المصرية قبل مفهوم الأممية, وقبل أن يؤمنوا بأن الجماعة جزء من تنظيم عالمي عليهم بأن يؤمنوا أنهم جزء من الكيان المصري. ما رأيك في التعديلات الدستورية التي أعدتها لجنة العشرة مؤخرا؟ كنت أتمني أن تضم اللجنة المصغرة التي اتجهت لتعديل بعض مواد الدستور الي أن يكون هناك بها قدر من التنوع بحيث لا تقتصر علي القانونيين والدستوريين فهم ليس المنوط بهم وحدهم صناعة الدساتير كما يتصور البعض, فالدساتير تحتاج لكل الخبرات في الشعب وأتمني أن يكون دستور غير طائفي ويكرس شخصية مصر الاسلامية باعتدال لان جزء من تكوينها الحضاري اسلامي ولا يجادل في ذلك أشقاؤنا المسيحيون والذين وافقوا علي المادتين الثانية والثالثة بالدستور ولكن الاعتراض كان علي المادة 219 وسبب القلق فيها هو احتمالات سوء التأويل فيما بعد, كما أري ضرورة رفع المادة الخاصة بالحظر في المواد الانتقالية, واعفاءنا من المادة 219 لما فيها من لغط واعتراض عليها من الكثيرين, وتطالب الاحزاب الاسلامية والسلفية في مقدمتها حزب النور علي قدر من المرونة وفهم أمور مصر, وان الدستور لا يجب أن يدخل فيه تفاصيل كثيرة كما حدث بالدستور الموقوف, كما اني متحمس لفكرة الانتخاب بالنظام الفردي لأنه أمر حتمي في ظل النظام شبه الرئاسية. أما نظام الانتخاب بالقائمة هو الأقرب للدولة البرلمانية, فعندما تقوم أحزاب سياسي قوية في ذلك الوقت نستطيع أن نتحدث عن النظام بالقوائم بكل مزاياها والتي تتيح دخول الفئات المهمشة للحياة السياسية سواء كانوا الشباب أو المرأة أو الأقباط. ذكر البعض الشخصيات التي سترشح للرئاسة ستكون بها مفاجآت وسيكون من بينها شخصيات عسكرية, فماذا تتوقع في ذلك الشأن؟ لأكون واضحا معك, فإذا كنت تتحدثين عن الفريق عبدالفتاح السيسي فهو أكثر المرشحين شعبيا ولكنه ليس مرشحا, وأبدي عزوفا عن المنصب, حتي لا يساء تفسيره, ويقال إنه قام بما يدعوا أنه انقلاب عسكري من أجل الوصول للسلطة. ولكني لا أري مانعا أبدا من دخول الفريق عبدالفتاح السيسي للانتخابات وأيزنهاور عاد بعد قيادة جيوش الحلفاء ليصبح رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية. شعبية الفريق السيسي بالشارع المصري جارفة ألا تري أنه من الممكن أن تخرج دعوات من الجماهير تطالبه بالترشح؟ أنا مقتنع بما قاله حمدين صباحي أن السيسي هو أكثر المرشحين بشعبية وكون أنه مرشح أولا فأعتقد أنه عازف عن ذلك. ومع ذلك لو خرجت الجماهير تطالبه بالترشح فهي إرادة لو خرجت الجماهير تطالبه بالترشح فهي إرادة الجماهير والإرادة هي صانعة الشرعية وليس العكس فالرئيس مرسي وقع في خطأ كبير عندما كرر كلمة الشرعية, فالشرعية أداة للحكم متطلعة من الإرادة وهي الأصل والغاية أما الشرعية فهي الوسيلة. هل تري أن الشخصيات التي رشحت الفترة السابقة أمثال عمرو موسي وحمدين صباحي ستكون لهم شعبية كبيرة في الانتخابات القادمة؟ أعتقد أن فرصهم تضاءلت لحد كبير وربما يكون أفضلهم حاليا هو حمدين صباحي ولكن بالتأكيد ما جري في 30 يونيو انتقص من شعبيتهم لحساب أي مرشح من القوات المسلحة فالناس عندما تفتقد الأمن تحتاج للحاكم القوي والمصريون يدركون بعمق أن القوات المسلحة هي الظهير الحقيقي والسند القوي لهم عند اللزوم, كما أني لا أعتقد أن عمرو موسي لن يرشح مرة ثانية أعلن ذلك أكثر من مرة, وهو من الممكن أن ترسله مصر كمبعوث دولي بالتنسيق مع الخارجية لتوضيح المواقف فهو رجل معروف دوليا ومسموع الكلمة ولديه قدرات في ذلك المجال والتي تسمح له بأن يكون خبير إعلامي خارجي ومؤثرا. ما النظام الذي تفضله لمصر؟ كنت أفضل النظام البرلماني ولكن نظرا لظروف مصر الحالية وفي ظل ضعف النظام الحربي الموجود حاليا فلا يجدي هذا النظام في الوقت الراهن. وأظن أن الزظام البرلماني هو الأوفق لمصر ولقد كنا في الفترة من 1919 إلي 1954 كنت أقرب منا يكون للنظام البرلماني. نريد أن نلغي فكرة الرئيس الفرعون وبحيث يصبح رئيس مراسيمي في مقابل رئيس وزراء يحرك دولاب العمل. هل تخشي من دعوات في بعض محافظات الصعيد بالانفصال؟ هذه دعوات لا نستغرب خروجها من جماعة الإخوان المسلمين لسعيهم بالقيام بأي حركات تمرد في محافظة أو اثنتين رغم أني لا أخشي من تلك الحركات لأنه لن تنجح أي جماعة أو تنظيم في تغيير نظام دولة لأن الدولة دائما هي القوي بما تملكه من جيش قوي وهم أنفسهم يعلمون ذلك ولكن علينا ألا نترك لهم مناخا لذلك ولابد الاتجاه لتنمية الصعيد في أقرب وقت ممكن ونقلل من هموم أهالي الصعيد ونكافح الفقر الموجود هناك ونشر التعليم الجيد فنحن مع الغرب عندما يقول أن الصندوق هو الفيصل ولكن هذا الصندوق لا يكون معبرا في ظل شعب مستقر نفسيا ويشعر بالشبع أم بخلاف ذلك فيكون الصندوق ظالما.