مصر اليوم تمر بواحدة من أخطر فترات تاريخها, بعد أن كشف الإرهاب الأسود عن وجهه القبيح, وكشر عن فم ذي أسنان مشتاقة لمص الدماء. ولا شك في أن جيش مصر الباسل, وقوات الأمن الشريفة, قادران علي التصدي لهؤلاء المجرمين المتربصين بأمن مصر وأهلها الطيبين. غير أن هذين الجهازين الجيش والشرطة لن يمكنهما النجاح في مهمتهما بسرعة بدون مساندة شعبية واعية ومستعدة لبذل التضحيات. وهنا فإن المطلوب من المواطنين الالتفاف حول جيشهم الوطني, الذي هو منهم وهم منه, ومساعدة رجال الأمن الشرفاء, علي أداء مهامهم في تعقب المجرمين الإرهابيين الذين أكدت جرائمهم الأخيرة أنهم لا ضمير لهم ولا أخلاق ولا دين, وإلا فما معني أن يستوقف هؤلاء المتوحشون شبابا صغير السن, لا ذنب لهم في أي شيء, ثم يطلقون النار علي رؤوسهم بدم بارد؟ هل هذه رأفة الإسلام؟ هل أمرك الإسلام بقتل الأبرياء بمنتهي الوحشية هكذا؟ الموضوع إذن لا علاقة له بالدين أبدا. لا يا من امتلأت قلوبهم بالحقد الأسود, لستم مسلمين, بل مجرمون وآثمون وملعونون.. وسيظل الدم البريء لهؤلاء المجندين المقتولين غدرا يلعنكم حتي آخر الزمان. والمساندة الشعبية تقتضي من المواطنين أولا أن يدركوا حقيقة هؤلاء الإرهابيين, ثم ثانيا التعاون مع قواتنا المسلحة والشرطة في تنفيذ التعليمات المتعلقة بإعادة الأمن بكل دقة, ثم ثالثا الإبلاغ عن كل المشتبه فيهم, حتي يمكن حصار هؤلاء الغاشمين, واستئصال شأفتهم بسرعة. ولعل في موقف السعودية الشقيقة ما يؤكد لنا أن الأشقاء السعوديين فهموا حقيقة هؤلاء الإرهابيين, فسارعوا إلي نجدة مصر في أزمتها.. فهل يمكن أن يشكك أحد في إسلام السعوديين؟ مصر ستبقي, وستنهض, وستمسح عن وجهها غبار هؤلاء القتلة الأفاقين, لكن الله تعالي لا يساعد من لا يساعد نفسه, ونحن الآن في حرب ضروس ضد موجة عاتية من الإرهاب, فلا تتركوا الجيش يخوضها وحده. إن الذين يقتلهم هؤلاء المجرمون هم أبناؤكم.. ومصر لن تفرط في دماء أبنائها أبدا. لمزيد من مقالات راى الاهرام