شهدت نهايات كثير من مسلسلات رمضان نهايات غير منطقية تسببت في صدمة للمشاهدين, نتج عنها تقييمهم لها علي أنها الأسوأ, وفقد الثقة في قدرات صناعها علي تقديم الإبداع القادر علي حصد إعجابهم حتي النهاية, فهل تهدد النهايات' غير المنطقية' عرش الدراما الرمضانية عندما يقدمون مسلسلات جديدة في العام المقبل؟ يقول الناقد طارق الشناوي: تتعدد الأسباب التي تؤدي لنهايات غير منطقية لبعض المسلسلات, في مقدمتها' استخفاف' المؤلف بعقول المشاهدين, وعدم قدرته علي وضع نهاية جاذبة لكل شخصية تتفق مع التصاعد المقبول للأحداث, ثم عدم( حرفية) المخرج التي في غيابها يخسر العمل الفني قيمته, فمثلا عندما ينتهي مسلسل( حكاية حياة) بأحداث ساذجة ويكتشف المشاهد في الحلقة الأخيرة بأن الشخصية المحورية( حياة) مريضة نفسيا بالفعل وأن أسرتها لم تسجنها في أحد المستشفيات ولم تدع إصابتها بالجنون, فإن المشاهد لا يقبلها بسبب فشل المؤلف في كتابة نهاية منطقية تحترم عقله, وقد تكرر الأمر نفسه في مسلسلات( الزوجة الثانية) و(آسيا) و(العراف) و(الداعية) التي انتهت أيضا بنهايات أقل وصف لها أنها ساذجة, ورغما عن ذلك فإنني أتفاءل خيرا بمستوي الدراما في العام المقبل, حيث تفوقت مجموعة من المسلسلات قبل أيام علي ما قدمته الشاشات في رمضان من العام الماضي. بينما تؤكد الناقدة ماجدة موريس أن نهايات المسلسلات الرمضانية يختلف مضمونها تبعا لعمق فكر مؤلفيها, وتقول: تميزت الأحداث الأخيرة لمسلسلي( بدون ذكر أسماء) و(موجة حارة) برسالة أمل موجهة للمشاهدين, بينما انتهي مسلسل( الداعية) بمشهدين مختلفين لأن مؤلفه د.مدحت العدل أصابته الحيرة بينهما نظرا لحساسية النص, حيث حرص علي رصد الواقع وترقب المستقبل, فقرر التجريب الذي لا يعتبر غريبا علي الدراما وقدمه قبله كثير من المبدعين في أعمالهم, أما( العراف) فقد كانت نهايته تتسم بطابع( الفانتازيا) رغم منطقية أحداثه, بينما تجسدت النهايات اللامعقولة في مسلسلي( الزوجة الثانية) و(حكاية حياة) الخاليان من القيم والمضمون الجيد, ولا شك أن كل مؤلف ينتهي مسلسله بأحداث غير منطقية يتحمل وحده المسئولية, وأن رفض المشاهد لها يكشف عن ضعف موهبته وعدم قدرته علي وضع معالجة درامية كاملة مترابطة للأحداث التي يتحقق بها التصاعد السريع الذي تنتج عنه نهاية مقبولة تنال إعجاب المشاهد وتقديره, وإنني علي يقين تام أن قلة من المسلسلات ضعيفة المستوي لن تهدد عرش الدراما الرمضانية علي الإطلاق, فهي تتنوع دائما بين الممتاز والردئ.