وسط مخاوف كبيرة من استمرار ظاهرة استهداف الأحياء والمؤسسات الرسمية بالصواريخ المجهولة يعيش لبنان الهاجس الأخطر. بعد أن أطلق مجهولون فجر الجمعة الماضية ثلاثة صواريخ علي مبني القصر الرئاسي في منطقة بعبدا في بيروت وهو القصر الذي يقيم فيه رئيس الجمهورية وتنتشر في محيطة مؤسسات سيادية ومبني الكلية الحربية. تجاوز الفرقاء في لبنان السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية وابتكروا طريقة الصواريخ العابرة والتي تحدث اضرارا دامية بأقل مجهود ودون خطورة علي الجناة. الصواريخ أطلقت عشية احتفال الجيش بعيده الثامن والستين وبعد كلمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اعتبرها البعض رسالة من جانبه ضد أطراف سياسية فاعلة وفي مقدمتها حزب الله. بعد أن جدد تأكيده علي شرعية سلاح الدولة وضرورة وضع إستراتيجية دفاعية يكون السلاح فيها تحت عهدة الجيش ولا سواه. الصواريخ الثلاثة هي العملية الثانية بعد صواريخ الكاتيوشا التي سقطت في الضاحية الجنوبية لبيروت, في منطقة الشياح واسفرت عن سقوط جرحي بعد أن اصاب أحد الصاروخين معرضا لبيع السيارات قرب تقاطع طرق مزدحم في حي الشياح وأصاب آخر شقة سكنية علي بعد300 متر مما أدي إلي إصابة خمسة أشخاص. ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم حتي الآن بعد مرور أربعة أشهر بينما أجتهد البعض وقال أنها ضلت طريقها إلي الضاحية وكانت إلي مكان آخر. و قتها قالت المصادر الأمنية أن الأجهزة المختصة عثرت علي قواعد الصواريخ في منطقة بليبل- بسابا, بمنطقة الجبل بالشوف وبسابا تعني المرأة العجوز وعثرت أيضا علي صاروخ ثالث معد للإطلاق, كان من المفترض أن يستهدف المنطقة. لبنان كان مسرحا من قبل للسيارات المفخخة التي طالت سياسيين ورموز ورؤساء دول وحكومات وشهدت مناطق عديدة تفجيرات دامية بالسيارات. الآن يتحول المشهد برمته من السيارات إلي الصواريخ المجهولة والمتنقلة التي يبدو أنها قادرة علي الوصل إلي كل مكان في لبنان بما في ذلك القصر الرئاسي المحصن الذي يحظي بتوافق كبير ويخرج خارج حسابات الطوائف والصراع السياسي. وفي رأي الخبراء ان استخدام الصواريخ بديلا للسيارات المفخخة لكونها تصل إلي مسافات بعيدة ودون أن يقترب الجاني من المكان, وبعيدا عن أعين الأمن. وعادة ما تكون هذه الصواريخ غير دقيقة في إصابة الهدف لكنها تحدث انفجارا هائلا في المكان وتثير الرعب والذعر وفي حالات الإصابة المباشر تكون مدمرة وفادحة الخسائر. وهناك تنظيمات عديدة داخل لبنان تمتلك منصات لإطلاق الصواريخ وهي منصات متحركة وفي حال استمرار هذه الظاهرة سيكون الوضع الأمني في لبنان مقلقا ويدعو للخوف. في حادث صواريخ القصر طالت الاتهامات حزب الله لكن الحزب سرعان ما نفي ذلك وسانده في ذلك رئيس الجمهورية الذي استبعد تورط الحزب في العملية. التي أدت إلي هلع بين المواطنين في المنطقة وإلي استنفار شديد من قبل الحرس الجمهوري لمعرفة نتائج القصف وأماكن إطلاق الصواريخ. وأصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه بيانا قالت فيه إنه علي إثر حصول انفجارات قبل منتصف ليل الجمعة الماضي في منطقة اليرزة باشرت قوي الجيش عملية بحث واستطلاع للمنطقة, إذ تبين أنها ناجمة عن سقوط صاروخين عيار107 ملم الأول في باحة فيللا فريحة قرب نادي الضباط, والآخر قرب قصر الخاشقجي في تلة اليرزة, وقد اقتصرت أضرارهما علي الماديات. وأعلنت قيادة الجيش أن عمليات المسح الميداني تستمر للأماكن المحتملة لإطلاق الصاروخين بغية تحديد مصدرهما بدقة إضافة الي جمع المعلومات والمعطيات المتعلقة بالحادث.