لا اعتراض لي علي حق د محمد البرادعي في ان يغرد خارج السرب, ويفاجئ الجميع بمواقف وآراء ربما لا تحظي بإجماع شامل, لكنها تدعونا الي المزيد من التريث والتأمل والتفكر. وسط أزمة صعبة تحتمل اختلاف وجهات النظر املا في الوصول الي حل صحيح.., فهكذا كانت دائما مواقف د البرادعي, يغرد منفردا منذ اصبح ناشطا سياسيا يهتم بقضايا وطنه.., لكن السؤال المهم هنا, هل من حق د البرادعي ان يستمر في تغريده المنفرد بعد ان اصبح نائبا لرئيس الجمهورية يسهم في تشكيل سياسات الدولة ويلتزم بخطوطها العريضة, وتحتم عليه مسئولياته ان يسعي لإقناع مؤسسات الحكم بأفكاره ورؤاه قبل ان يحاول تسويقها في العلن ؟! لقد فاجأ د البرادعي المصريين بإعلان قبوله لإسقاط كل التهم الموجهة للرئيس المعزول محمد مرسي إن لم تكن تهما خطيرة, كما عبر عن حماسه لضرورة العمل علي دمج جماعة الاخوان المسلمين في الحياة السياسية المصرية, دون إلزامها بالتعبير عن اسفها للأخطاء الفادحة التي ارتكبتها في حق المصريين, خاصة ان الغالبية العظمي من الشعب المصري ترفض العفو المسبق عن قادة الجماعة وتصر علي استكمال التحقيقات ومحاكمة المتهمين الي ان تظهر الحقيقة, و ربما لا تمانع بعد ذلك في ان يصدر قرار العفو في مرحلة تالية لبعض من قادة الجماعة ايا كانت مبرراته واسبابه, لان ماجري علي الرئيس المخلوع مبارك ينبغي ان يتم مع الرئيس المعزول مرسي, توحيدا لمعايير العدالة واحتراما لشروط الدولة المدنية القانونية. والواضح ان د البرادعي كان حريصا في تصريحاته علي ان يربط قضية العفو عن الرئيس المعزول بمدي خطورة الاتهامات الموجهة إليه, خاصة اذا كان العفو سوف يساعد علي تحقيق المصالحة الوطنية و ويوفر المزيد من سفك الدم المصري.., وأظن ان تصريحات البرادعي لا تتصادم مع حق المجتمع في استمرار التحقيقات مع الرئيس المعزول الي ان تظهر الحقيقة, لكن غير الواضح في تصريحات البرادعي اصراره علي سرعة دمج جماعة الاخوان في الحياة السياسية المصرية وكأن شيئا لم يكن, وهو امر جد خطير يستحق المراجعة حتي لو كان الجميع يعتقدون ان مراجعة جماعة الاخوان لبرامجها وافكارها سوف تحدث لا محالة بسبب اعصار الغضب الذي سوف يشنه شباب الجماعة غضبا من قادتها. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد