مروة البشير يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ في جامعة الأزهر الشريف, الدليل علي أن الصدقة أفضل العبادات أن الله تعالي جعل عاقبة المتصدقين كعاقبة الشهداء. وبيان ذلك أن الله تعالي يقول فيآية من سورة آل عمران في الشهداء: ألا خوف عليهم ولاهم يحزنونويقول في المتصدقين من سورة البقرة: ا الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون, وإذا كان ختام الآية في الشهداء هو نفسه ختام الآية في المتصدقين كان المتصدقون كالشهداء وفي الحديث الذي رواه ابن عبد البر في موسوعته التمهيد يقول الرسول صلي الله عليه وسلم:( المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة حتي يحكم الله بين العباد) ولو علم الناس ذلك وتدبروه لبادروا بالصدقة وهرعوا إليها وما من سياق في كتاب ربنا تعالي تذكر فيه الجنة ويذكر فيه الفضل إلا وتذكر فيه الصدقات الأمر الذي يدل علي أنها من عزم الأمور ألا تري إلي قول الله تعالي وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين, ومما نعت الله تعالي به رسله وأنبياءه أنهم كانوا يزكون ويتصدقون جاء في سورة مريم قول الله تعالي: وأذكر في الكتاب إسماعيل إأنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا وقال الله تعالي لأمهات المؤمنين: وأقمن الصلاة وآتين الزكاة, وقد قال العلماء في سر اقتران الصدقة والزكاة بالصلاة في الأعم الأغلب من آيات القرآن الكريم لأن الصدقة لا يؤديها في الغالب إلا المصلون فمن ثمرة الصلاة ظهور روحها في أصحابها أن أيديهم سخية ندية بالصدقة والزكاة فهم لا يعرفون الصلاة مجرد قيام وقراءة وتكبير وتعفير للوجه بغبار السجود فقط ثم يخرجون منه بخلاء ممسكين, والله عز وجل يقول في سورة سبأ: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين, والله عز وجل لا يخلف إلا بخير مما أخرج من يخلف عليه لأنه الواسع الكريم, وفي الحديث اما نقص مال من صدقة وقد ورد في السير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لعدي بن حاتم: ااول صدقة بيضت وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم صدقة طيء التي جئت بها فمن سره ان يبيض وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم-فليتصدق ووالله ان المسلمين ليحبون ذلك فقط ينقصهم الخطاب الديني الصحيح ومن يرد أن يصلح لا يفسد ويبني لا يدمر ويجمع لا يفرق وهو أمين علي صدقات الناس يأخذها كما قال النبي صلي الله عليه وسلم من الغني ويردها علي الفقير والفقر أسوأ وأخطر والصدقة التي تعالجه هي الصدقة غير المتبوعة بالمن والأذي قال الله تعالي: ز يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذي ز, فانظر إلي توجيه القرآن الكريم إلي معالجة البدن الجائع باللقمة الطيبة وإلي علاج النفس الضعيفة بالكلمة الطيبة.