مع بداية عام جديد, رصد مجموعة من خبراء الإعلام أداءه بعد عام من قيام الثورة المصرية, فهل أصابته رياح التغييربنوعيه الحكومي والخاص؟يقول د.حسن عماد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة: كان الإعلام الحكومي سيئا قبل الثورة وأصبح أكثر سوءا بعدها بسبب استمرار تبعيته للحاكم وعدم تحوله ليكون صوتا للشعب بينما واصلت معظم الفضائيات الخاصة تنفيذ أجندات رجال الأعمال وتحقيق مصالح رأسمالية وحزبية في ظل غياب تام لوزارة الإعلام العاجزة عن وضع ضوابط تجعل للإعلام المصري هدفا محددا يتمثل في حماية الوطن من التجاوزات المستمرة ضد صالح المواطن ولم يجد من يعبر عنه كحق أساسي له. وتؤكد الناقدة ماجدة خيرالله: إن جميع وسائل الإعلام شهدت تغيرا للأفضل حيث أصبحت بشكل صريح( كاشفة) لمن كان المصريون يعتقدون أنهم يعملون لأجل الوطن ثم اتضح أن هدفهم الدفاع عن النظام السابق خاصة بعد إطلاق كثير من الفضائيات الخاصة لتحقيق أغراض غير المصلحة الوطنية ورغم ذلك سقط القناع عن وجوه مجموعة كبيرة من مقدمي برامجها وضيوفهم الذين قاموا بتوجيه الرأي العام إلي الفوضي التي نتجت عنها فائدة كبري تحول عندها المصري إلي القدرة علي تحليل الأحداث ذاتيا بعيدا عما تقدمه له بمقارنة ما يستمع إليه أو يشاهده والحقيقة علي أرض الواقع في وقت يعيش فيه الإعلام الحكومي أسوأ حالاته بإذاعاته وقنواته وكأنه مازال في فترة الستينيات من القرن الماضي عندما كان يغير الحقائق ويحول الهزيمة إلي إنتصار! أما د.نائلة عمارة أستاذ الإعلام بجامعة حلوان فتقول: لا يستطيع أحدا إنكار أن الإعلام الرسمي التليفزيوني قد تعرض لهجمة شرسة منظمة نتجت عن التغطية الخاطئة عن ثورة يناير ورغم محاولة إستعادة التوازن لتقديم خطاب إعلامي جديد إلا أنه ظل فاشلا بسبب انهيار ثقة المشاهد فيه خاصة بعد تفريغه من نجومه, بينما في معظم الفضائيات الخاصة فإن غالبية نجومها من( المتحولين) الذين كانوا جزءا من النظام السابق وبعده قادوا الإعلام عن قصد للإثارة والفوضي, ولذلك فإن كلا من الإعلام الحكومي والخاص يتحمل المسئولية عن إحداث الانقسام في مصر والإساءة لها خارجيا لعدم حرصهما علي أولويات المجتمع المصري بشكل حقيقي ونفاق تيار واحد علي حساب الشعب ومصلحة الوطن. ويضيف الناقد طارق الشناوي: إن الإعلام الحكومي مازال معبرا عن الحاكم لأنه من الصعب جدا حدوث تغيير لأسلوب عمل استمر60 عاما في سنة, ولم يعرف من يؤدونه غير أنهم صدي فقط لمن يحكم, أما الفضائيات الخاصة فمنها نسبة قليلة تلعب للثورة المضادة وأخري أكبر تخدم( مزرعة طرة) وثالثة أكبر كثيرا سوف يسقط عنها القناع في الفترة المقبلة وهي تسعي منذ إطلاق بثها إلي( تبييض) وجوه أصحابها ولذلك فإن المفاجآت تنتظرهم في العام الجديد. وفي النهاية يطرح السؤال نفسه بحثا عن إجابة: هل يسقط مزيد من الأقنعة عن وجوه إعلامية وإذاعات وقنوات تليفزيونية أرضية وفضائية حكومية وخاصة في العام الجديد؟ بالتأكيد سوف يحدث تطبيقا للقول المعروف( إذا استطعت أن تخدع بعض الناس بعض الوقت فلن تستطيع أن تخدع كل الناس في كل الوقت)!