ألف.. باء الديمقراطية والدولة المدنية التي يطالب بها الليبراليون هو احترام اختيار رأي الأغلبة من خلال صندوق الاقتراع في انتخاب ممثلي الشعب في المجالس التشريعية والانتخابات الرئاسية. وبالرغم من البداية الطيبة والمشجعة بما جري في الجولة الأولي للانتخابات التشريعية التي اعتبرها الخطوة الأولي في مشوار الميل نحو الديمقراطية التي ينتظرها الجميع في مصر. مازال من يتمسكون بشرعية ديكتاتورية الميدان! لقد جرت الجولة الأولي من الانتخابات التشريعية وسط اجواء ديمقراطية, وإن شابها بعض التجاوزات البسيطة هنا وهناك, ولكن للأسف الشديد مازال من يجلسون امام الفضائيات وفي ميدان التحرير يواصلون نفس كلمات التحريض للاستمرار في الاعتصامات والتظاهر رافضين مبدأ الاعتراف بشرعية الانتخابات الجارية حاليا ومتمسكين ب ديكتاتورية الميدان وكأنهم يريدون فرض رأيهم علي الشعب المصري ويكونون أوصياء عليه في اختيار من يمثلهم بعيدا عن الشرعية الديمقراطية من خلال الانتخابات, بالإصرار علي تسليم السلطة واختيارها من بينهم هم في التحرير ضاربين عرض الحائط برأي غالبية الشعب المصري التي خرجت لممارسة حقها الدستوري في الادلاء بصوتها في الانتخابات الأخيرة لتقول كلمتها إمام الله والوطن, لقد تناسي هولاء الشباب ومن يروجون لأفكارهم ويسلطون عليهم الأضواء في الفضائيات ان للديكتاتورية ألوانا كثيرة, وماكنا نعانيه في ظل النظام السابق يتكرر مجددا ولكن بفكر شباب الثورة ودكتاتورية الميدان! لقد افقد هؤلاء الثوار ميدان التحرير مكانته في نفوس الشعب المصري بالاستمرار في الاعتصامات والدعوات لمليونيات لاطائل منها تحت مسميات وهمية لزيادة الفرقة والانقسام بين الشعب الواحد دون وجه حق أو مبرر بعد ان وضع المجلس العسكري حدا للمزايدة عليه بالاعلان عن الجدول الزمني لتسلم السلطة لحكومة مدنية بدات بالانتخابات التشريعة ثم الرئاسية لقد اشاد العالم اجمع وكل مراقبي المجتمع المدني والحريات العامة بالانتخابات التي جرت مؤخرا, ولكن للاسف الشديد مازال هناك القائمون علي الفضائيات الماجورة يواصلون يواصلون هجومهم لتشوية الصورة الجميلة بهدف اثارة الفوضي وبث سموم الفتنة بين فئات الشعب بالتشكيك في نزاهة وسلامة الانتخابات لضرب الاستقرار في البلاد! وإذا كان ألف باء الديمقراطية يدعونا إلي احترام رأي الغالبية لماذا يحاول بعض الاعلاميين وضيوفهم ممن يطلقون علي انفسهم اهل النخبة من الليبرليين تشوية صورة المواطن المصري, واتهامه بالعمالة وبالجهل وعدم النضج الديمقراطي وهي اتهامات كان دائما مايرددها النظام السابق لمجرد انحيازه للتيار الاسلامي الاخوان والسلفيين في انتخابات الجولة الأولي, برغم انها شملت محافظتي القاهرة والاسكندرية الاكثر انفتاحا ومدنية! انه لمن المؤسف حقا ان الكثيرين ممن يدعون انهم ليبراليون وديمقراطيون لايريدون تقبل نتائج الجولة الأولي بصدر رحب, ويرفضونها من داخلهم ويريدون ان يكونون اوصياء علي الشعب حتي في اختيار ممثليه, بينما تجد وجوهم تستبشر وتهلل فرحا لمجرد علمهم بتقدم وتفوق احد المرشحين من التيار الليبرالي واليسار انها قمة التناقض! لقد جمعتني جلسة مطولة مع مجموعة الشباب لمنافسة مايحدث في ميداني التحرير والعباسية ومن يجلسون في الفضائيات يحرضون الشباب علي التظاهر والاعتصامات ولقد كانت المفاجاة بان كل من يجلسون الفضائيات ويطلقون علي انفسهم الثوار لم تري احدا منهم قد اصيب بحرطوش أو حتي طوبة في رأسه بينما يقولو دائما انهم عائدون للتو من الميدان, وأنهم شاهد زميله لهم يسقط شهيدا ومن كان يسارهم أصيب في عينه, بينما هو خرج من المعركة سليما دون ان يصاب بخدش أو حتي زرة تراب ولم نتسخ ملابسه, وكأنه رامبو أو شواز يختر في الأفلام الأمريكية!! رحم الله شهدائنا الذين سقطوا في التحرير..هم الذين دفعوا دماءهم الغالية ثمنا للحرية بينما الثوار الجدد يجلسون للتنظير امام الفضائيات بحثا عن النجومية من أجل احتلال منصب سياسي أو مقعد برلماني. المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد