انبهر العالم بثورة شباب مصر في 25 يناير، بعد نجاح الثوار الانقياء المسالمين بحماسهم وصدقهم وصفاء قلوبهم في اسقاط نظام مبارك الفاسد خلال اسبوعين فقط، لكن راكبي الموجة من السياسيين وعشاق السلطة نجحوا في التسلل الي صفوف الثوار واستطاعوا لما لديهم من خبرات انتهازية في السيطرة فكريا علي فئة مؤثرة من الثوار. لذا لم يكن غريبا بعد ان قام الثوار الشبان بتنظيف ميدان التحرير وانصرفوا الي جامعاتهم ومدارسهم واعمالهم ووضعوا ثقتهم في المجلس الاعلي للقوات المسلحة لتنفيذ اهداف ومطالب الثورة ان يعبروا من خلال الفيس بوك عن اعجابهم بأفكار وخبرات وعبقرية الاوصياء الجدد، ومع اول فرصة للعودة الي الميدان بدأنا نسمع عن مداخلات تليفزيونية من الشباب يكررون فيها نفس الانتقادات التي يوجهها الاوصياء للمجلس العسكري عبر الفضائيات التي تتلقف كل مايثير الانتباه، ومع استمرار الحملات المنظمة وبعد رحيل المشاركين في مليونية الجمعة 18 نوفمير ومع الخطأ الجسيم لقوات الامن صبيحة اليوم التالي في التعامل الغاشم مع عدد محدود من مصابي الثورة تحركت مشاعر الثوار الشبان وهرعوا الي الميدان من جديد ليعيدوا سيناريو 25 يناير لكن الاختلاف هذه المرة انهم يتحركون بما حملوا من مواقف وآراء الاوصياء ليصل الامر الي حد مطالبتهم برحيل المجلس العسكري ونقل السلطة إلي مجلس مدني يضم بالطبع أسماء من سيطروا عليهم نفسيا وفكريا لنجد انفسنا في أزمة خانقة لامخرج منها إلا بعودة الثوار الشبان الي نقائهم والتخلص من سيطرة الاوصياء الانتهازيين ، من أجل صالح مصر وشعبها.