لكل صاحب بصر وبصيرة كان يوم 26 يوليو حسما وتأكيدا ان المصريين لفظوا حكم الأخوان، وكرهوا فاشيتهم وتسلطهم وأكدوا على ذلك بالملايين يوم 30 يونيو ويوم 3 يوليو من قبل، ولكنكم ظللتم تراوغوا وتنشروا الشائعات والأكاذيب وتجنوا الكثير من الغضب والمزيد من الكراهية، فهل ستواصلون الكذب وتشويه الحقائق؟ وهل ستواصلون المطالبة بعودة الرئيس المعزول؟ وهل سيبقى موقفكم من مساندة الجيش لمطالب ملايين المصريين بأنه إنقلاب عسكرى؟ وترمون القائد الشريف عبدالفتاح السيسى بالخيانة؟ والخائن الحقيقى تراه أعينكم وهو يلعق الحذاء الأمريكى ويدفع بالأرهابيين فى سيناء لضرب أهلكم وإخوانكم من الجنود والضباط فى الجيش؟ وهل ستظلون تحملون السلاح وتحولوا مكان الإعتصام السلمى الى وكر للسلاح والجريمة والتعذيب؟ والدم المصرى الذى يسيل مع كل حراك أو مسيرة لكم؟ وهل سيبقى الشباب المصرى المغرر به فى رابعة والنهضة يصدق ان مصيره الى النار اذا غادر رابعة؟ وهل ستفكرون فيما قاله شيمون بيريز عن مرسى بأنه رجل دولة محب للسلام وحريص على أمن جيرانه؟ أم سيترجم لكم كلام بيريز مثل كل مرة بأنه تأييد للسيسى على عزل مرسى الذى كان يؤرق نومهم فى تل أبيب وانتم تصدقون قيادات تحتمى بأجسادكم للهروب من جرائم دم وخيانة عظمى؟ وتسوق لكم الأمر على انه جهاد فى سبيل شرع الله، ومرشد خائن يصور خلع مرسى مثل هدم الكعبة كيف ترضوا لعقولكم ان تتقبل هذا اللغط، الصف الوطنى ينتظركم لتتحللوا من الفكر التكفيرى ومن عمليات مسح العقول التى تمارسها عليكم القيادات الشاذة التى سقطت فى هوة التاريخ بالغباء السياسى المفرط الملتصق بعقولهم كالوشم . فأبواب التاريخ لا تزال مفتوحة على مصراعيها، لمن يمتلك الحكمة واتخاذ الموقف السليم في الوقت المناسب، والوقوف على التقييم الموضوعي السليم لطبيعة مصر بعد يوم 30 ، وحجم هذا اليوم وآثاره القريبة والبعيدة . مصر التي أرغمت الولاياتالمتحدة الأميركية، وأوروبا الغربية، على تغيير استراتيجيتيها وسياساتها ومواقفها التي اعتمدت على دعم وجود الإسلام السياسي في السلطة، مصر التي تقتحم بقوة السياسات الإسرائيلية وتوقع فيها الكثير من الارتباك، فإما أن تتخذوا منهجاً تكيفياً وتعودوا بقوة إلى المشهد السياسي المصرى، وإما أن تنكفئوا وتعودوا إلى العمل السري. فما حصل ويحصل في مصر لا راد له، لا بالعنف ولا بالتظاهر ولا بالمسيرات ولا بالصلاة فى منزل الكبارى، المواطن المصري لم يعد يحتمل المزيد من الإرهاق والقلق والفوضى والفلتان الأمنى وإزهاق الإرواح وبث الرعب والترويع، فإذا ما استمرت جماعات الإسلام السياسى تقدم نفسها للشارع المصري على أنها المسئولة عن إطالة أمد معاناته وتستهين بدمائه، فإنه سيعاقبها أيما عقاب ليس فقط حين تصل الأوضاع إلى صناديق الاقتراع, وإنما سيمتد العقاب الى عشرات السنوات فى كل مناحى الحياة . لمزيد من مقالات خالد الاصمعي