الدعاية من أقوي أسلحة المتآمرين التي تشع الظلال والكراهية والنبذ والتكفير من خلال التكرار بشكل ميكانيكي وبلا وعي في عقول البسطاء بطرح الفكرة والالحاح عليها بالمزايدة والتكرار بالشعارات والأناشيد والصور والرسوم. فنجد عددا غير قليل من مجتمعنا ممسوح العقل مصدق انه يدافع عن دين الله ويري ان جيشه خائن ويصدق حفنة اللصوص الخونة الذين يبيعونه شرع الله ويستخدمونه دروعا بشرية للافلات من جرائمهم التي تصل إلي الخيانة العظمي. فنحن أمام فكر معاد للوطنية المصرية ولا يمكن التعامل معه علي أنه فكر معارض أو مظاهر غضب أو انفعال صدمة وإنما نحن أمام ايديولوجية معادية للوطنية تترسخ في قلوب أبنائنا وشبابنا بإلحاح ليل نهار. فنجد طبيبا أو صحفيا أو ممن يسمون أنفسهم رجال دين يضع علي الفيس بوك صورة قائد جيشه وعليها كلمة خائن ويسب ليل نهار في مصرنا ووطنيتنا وجيشنا تحت مسمي حرية الرأي, فهل الخيانة وجهة نظر؟ هل الخونة أصحاب رأي؟ إننا أمام جريمة خيانة مكتملة الأركان ولا يمكن التعامل معها بغير القانون, ولا مجال لحل سياسي مع أي فكر شاذ. ولا ننسي أن أي فكرة شاذة في الكون لها مريدوها ومؤيدوها, فمثلا عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه كان يدافع عن الشريعة, فعلها انتصارا لشرع الله بل ذهب وصلي صلاة شكر لله علي قتل الإمام الشهيد, وسنان بن أنس النخعي قاتل الإمام الحسين حفيد رسول الله كان يدافع عن شرعية يزيد بن معاوية. فإن عقيدتنا السمحاء تأمرنا بحب أوطاننا وتعد من مات دفاعا عن وطنه وأرضه بالشهيد, أما أصحاب الفكر المنحرف الذين يرون أن من الشرع مهاجمة الجيش ويستبيحون دماء أبناء المصريين من الضباط والجنود, ويبعثون برسائل للجيوش الأجنبية لتحتل بلادهم وتقضي علي جيشهم, ويتظاهرون أمام السفارات الأجنبية مرددين شعارات بطلب النجدة, ويرون تحية العلم وثنية وكفرا وإلحادا, وحرق الأرض دفاعا عن الشرعية بنشر الفوضي واستباحة الدماء وترويع الآمنين هو دفاع عن دين الله وشرعه, لستم منا لا نكفركم ولكن ديننا الحنيف غير ما تقولون وتفعلون. لمزيد من مقالات خالد الاصمعي