شهر رمضان هو شهر يهدف إلي زيادة التقوي والإيمان فربما صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش وفي هذا تحدثنا الدكتورة سهير محمد طلب أستاذ الحديث وعلومه جامعة الأزهر( بنات القاهرة)، مؤكدة أن شهر رمضان يهدف إلي التقوي وهي الخوف من الله عز وجل- فربما يصوم المسلم ويقع في الخمس المفطرات وهي: الكذب, والغيبة, وشهادة الزور, واليمين الغموس, والنظرة, فليس الإفطار فقط بتناول الطعام, ولكن هناك من الأفعال ما يجعل الإنسان مفطرا, وهو لا يشعر بهذا( فالكذب) وهو الإخبار بالشئ علي خلاف ما هو عليه, مثلما حدث من إخوة يوسف عليه السلام وقالوا كذبا: يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب يوسف آية17, وجاءوا علي قميصه بدم كذب فجمعوا بين الكذب في القول والفعل, وهذا محرم فعله في رمضان وفي غير رمضان وأيضا الغيبة, وهي ذكرك أخاك بما يكره, سواء أكان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه, أو خلقه أو ماله, والغيبة من الكبائر, لقد قال النبي صلي الله عليه وسلم- في شأن الصائمتين المغتابتين صامتا عما أحل الله وأفطرتا علي ما حرم الله, وهذا بيان لعظم الغيبة وأنها تكون بمثابة التسبب في إفطار الصائم علي معصية الله, كما أن شهادة الزور من المفطرات, وهي الشهادة بالكذب ليتوصل بها إلي الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام, أو تحريم حلال, وحكمها أنها من الكبائر, عن أبي بكر رضي الله عنه- قال, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم-: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلي يارسول الله قال ثلاثا: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئنا فجلس فقال: ألا وقول الزور, شهادة الزور, ألا وقول الزور, شهادة الزور, فما زال يقولها حتي مكث لايسكت أخرجه البخاري ومسلم, فحرمه شهادة الزور, لأنه ارتكب عظائم أولها الكذب والافتراء, ثانيها, أنه ظلم غيره وشهد عليه, حتي أخذ بشهادته, ماله وعرضه وروحه( أحيانا) ثالثها: ظلم بشهادت الذي ساق إليه المال الحرام فأخذه بشهادته فوجب له النار, مصداقا لقوله- صلي الله عليه وسلم-: من قضيت له من مال أخيه بغير حق فلا يأخذها فإنما أقطع له قطعة من النار, رابعها, أنه أباح ما حرم الله تعالي, وعصمه من المال والدم والعرض, قال تعالي: واجتنبوا قول الزور سورة الحج, وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم- من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه أخرجه البخاري, فعلي الصائم أن يحظر من هذه المحرمات وخاصة ظلم الآخرين والتي يهضم بها الحقوق ويؤذي بها الناس وهي من الكبائر, وأنت تنسي ولا ينسي من هضم حقه, وماكان ربك نسيا. ويقول الداعية إبراهيم حافظ محمد أحد علماء الأزهر: خمس تجعلك صائما بلا أجر, فعلينا أن نحذر من خمس وعلينا أن نجتنبها خلال شهر رمضان, حتي لا تكون صائما بلا أجر, كما أن الصدق أساس قبول الصيام, وأن هناك خمسة يفطرن الصائم: الكذب والغيبة, وشهادة الزور, واليمين الغموس, والنظرة, ومن أخطر مايكون أن يكون المرء صائما بلا ثواب, مثل المسافر بلا دابة, ورب صائم لايناله من صيامه إلا الجوع والعطش, فالكذب أول هذه الكبائر وأخطرها, فالمؤمن لايكون كذابا, وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلي البر, وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلي الفجورس الزور, فعندما سئل الحبيب عن اكبر الكبائر قال الشرك بالله, وعقوق الوالدين, وكان متكئا فجلس, واخذ يقول ألا وشهادة الزور ألا وقول الزور حتي قالت الصحابة ليتنا ما سألناه شفقة به, شهادة الزور تقلب الحق باطلا والباطل حقا, واليمين الغموس يهتز لها عرش الرحمن جل جلاله, والأخيرة هي النظرة إلي النساء تضيع ثواب الصوم ولذلك قال تعالي في الحديث القدسي الجليل النظرة سهم من سهام إبليس, من تركها من أجلي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه, وقالها النبي الكريم إلي علي بن أبي طالب يا علي لا تتبع النظرة النظرة فالأولي لك والثانية عليك.