اكثر من15 مليون عامل من جميع المحافظات يعيشون علي هامش الحياة دون رعاية صحية وطبية, فلا يوجد ضمان مادي ولا اجتماعي لهم فالعمالة العشوائية عمال اليومية أو التراحيل أ الارزاقية, كما يطلق عليهم أصبحت تشكل عبئا ثقيلا علي كاهل أسر لا ذنب لهاإلا أنها تعيش في مهب الريح, ولا يوجد لهم عمل غير ذلك فلا مكان في أجندات المسئولين, علي الرغم من كثرتهم, حيث يعاني عمال المباني والمحارة وعمال نقل البضائع ومن يعملون في الأراضي الزراعية والمحال التجارية بالأجرة وغيرهم كثير غياب سقف قانوني أو حماية اجتماعية تقيهم تقلبات الزمن هم وأسرهم, بالرغم من علم المسئولين بهذه المشكلة فهذه العمالة تجلس علي الرصيف ومعها شاكوش وأجنة او فأس ومقطف, أو طلوش ومحارة لا ينتظر سوي الفرج, وينهض مزاحما رفاقه علي أبواب السيارة التي تقف مهما يكن غرض صاحبها, لايفقد الأمل رغم قسوة الحياة, حتي يأتي من يبحث عن أحد يعاونه في قضاء حاجة له سواء كانت متعلقة بالبناء أو الأراضي, لأن ما يشغل باله هو الحصول علي قوت يومه ب الحلال, ويعاد هذا المشهد البغيض في حياة عامل التراحيل بشكل شبه يومي في القري. في البداية يقول أحمد عبد الناصر من الباجور23 سنة عامل محارة إنه يعمل في الصنعة منذ أكثر من12 عاما, وكان ابي يطلب مني العمل في أي مكان حكومي, ولكن كنت احب العمل في المحارة لأن دخلها كثير وكنت احصل علي اكثر من25 جنيه يوميا في حين ان اي عمل حكومي لا يزيد راتبه علي300 جنيه شهريا, فكنت انظر الي المال الأكثر ولكني, يحكي الماساة التي يعيشها الآن والتي تعرض لها من9 أشهر ويقول في يوم من الأيام طلب صاحب العمل( المعلم) أن اعمل علي الواجهة في الدور الرابع وبالفعل قمت بوضع السقالة والعمل وبعد ساعة من العمل رأيت نفسي علي الأرض ولم ادري بأي شيء الا بوجود دم علي وجهي ولم اقدر علي النهوض من الأرض وجاءت عربة الإسعاف وحملتني وبعد عملية جراحية اصبت بكسر في فقرتين واصبحت فاقد الحركة وطريح الفراش وليس لي مصدر رزق واطلب من الله ان يرزقي حتي اعيش مثل باقي الناس. وفي نفس السياق, يضيف أحمد نصر من القليوبية إن الأوضاع لن تتغير بعد الثورة, بل زادت قسوة ومرارة, فقد فات قطار العمل الحكومي الذي طال انتظاري له بعدما تقدمت كثيرا لشغل وظيفة مما أعلنت عنها الحكومات, إلا أن الرد كان دائما أن تلك الإجراءات صورية ويضيف أنه لديه خمسة أولاد يقيمون بالقرية والتي نزحت منها بحثا عن مصدر رزق لندرة الأعمال, ولا نجد في منازلنا سوي آهات الأوجاع وصورة الفقر التي تلازمنا في نهارنا وليلنا.
