"النقيب": الدستور الجديد ظلم الفلاحين وعمال اليومية نظام مبارك خصص 3 جنيهات للضابط عن كل عامل تراحيل يتم القبض عليه جلس على الرصيف وأمامه "شاكوش" و"أجنة" و "أزميل"قام بلفها فى كيس من القماش أو البلاستيك لا ينتظر سوى "الفرج من عند الله " وعينه تراقب كل عابر سبيل يمر أمامه فى الشارع وينهض مزاحما رفاقه على أبواب السيارة التى تقف أمامه مهما كان غرض صاحبها من الانتظار لا يفقد الأمل رغم قسوة الحياة بل يبحث عن ظل شجرة أو عامود إنارة ليحميه من حرارة الشمس الحارقة حتى يأتى رجل يبحث عن أحد يعاونه فى قضاء حاجة له سواء كانت متعلقة بعمله فى البناء والتعمير أو أي شئ أخر لأن ما يشغل باله هو الحصول على قوت يومه، من عمل "حلال" ويتكرر هذا المشهد في حياة عامل التراحيل بشكل يومي. وقد حاولت "المشهد" الاقتراب من عمال التراحيل والتعرف على أوضاعهم الأجتماعية والاقتصادية عقب ثورة 25 يناير ،والتى ظن البعض أنها ستكون بمثابة طوق النجاة، للكثير من المصريين الذين عانوا الأمرين فى عهد الرئيس السابق ,وفى مقدمتهم عمال اليومية أو الأرزاقية ,إلا أنه أمالهم قد تحطمت بسبب الصراعات التي تشهدها البلاد حاليا. فى البداية يقول ب عيد يوسف مقيم فى عزبة الصعايدة 47 عاما : انا بعمل فى تلك المهنة منذ 18 عاما مع انى أعلم جيدا ان ليس لها مستقبل على الأطلاق لكننى كنت مضطرا للعمل بها بسبب عجز الدولة عن توفير فرص عمل نستطيع العيش من خلالها ، ان دخله قبل الثورة كان يصل الى 50 جنيه أسبوعيا بينما انعدم ذلك الدخل تماما بعد الثورة،قائلا كان في نظام مبارك شغل يكسب منه عمال التراحيل بينما يموت أطفالنا الأن في عهد الرئيس مرسي بسبب توقف عجلة البناء في عهد مرسي لما تشهده البلاد من صراعات وأزمات داخلية. ويقول عيد يوسف خدعنا مرسي ووعدنا بتوفير فرص عمل ومعاشات بينما لم يتم تنفيذ شيئا من هذه ا الوعود ،ويشير إلى أن الحكومة كانت قد وعدت بتوفير شقة لكل مواطن ، بينما لم تنفيذ ما تعهدت به. الحاج عبد الحميد محمد 65 عاما مقيم بالشرابية يقول أنا بعمل في تلك المهنة منذ حوالي 40 عاما وكنت عايش وراضى بما قسمه الله لى، سواء كان 10 أو 15 جنيه ،لكني الآن أشكو لله حالي وحال أسرتى فأنا لم أستطيع دفع ايجار شقتى ال 300 جنيه. ويقول الحاج عبد الحميد حينما قامت الثورة قلت في نفسي لقد أوشكت الدنيا أن تضحك لنا وأن الفرج قد أصبح قريبا مني وأسرتي بالعمل بمرتب ثابت بعد البهدلة التى عشتها أيام مبارك ،وحينما بدأ حزب الحرية والعدالة والنور السلفى فى دعايتهم الأنتخابية لترشيحهم فى مجلس الشعب ثم رئاسة الجمهورية كنت في أشد السعادة لانهم كانوا يساعدون الفقراء في ذلك التوقيت ويعطونهم شنط بها العديد من السلع الأساسية سكر وأرز وزيت وشاى ومكرونة وأحيانا يكون فيها لحمة ،إضافة إلى الوعود والأماني التي تعهدوا بها ومنها توفير شقة سكنية لكل مواطن،ويستطرد الحاج عبد الحميد للاسف بعد الانتخابات الرئاسية فوجئ الغلابة بتبخر وعود الرئيس كلها ولم يترك لنا سوى حزب وطنى ثانى وأبشع من الحزب الوطنى القديم، ويقول عبد الحميد أنه يأتي يوميا من الشرقية الى ميدان المطرية حتى يختاره مقاول محارة ليعمل معه باليومية لكن مع الأسف لم يأتى المقاولين كما كانوا ، مما يدفع إلى العودة إلى بلده بعض اقتراض ثمن المواصلات. ويلتقط خيوط الحديث أمجد توفيق 28 سنه مقيم بأسيوط ،ويقول انا ساكن فى غرفة بالقاهرة بصحبة سبعة من أصدقائى ب 100 جنيه فى الشهر للعمل بمجال المحارة مع المقاولين باليومية ، وبالفعل كنت أحصل يوميا على مصروفاتي من هذا العمل قبل الثورة ، ولما قامت الثورة دخلت أنا وأصداقائي في قائمة العاطلين لانعدام الشغل نهائيا ،وحاليا أصبحت عاجزا عن دفع إيجار الغرفة وغير قادر على العودة إلى أسيوط حتى لا أكون عبئا على أسرتي ، لذلك بناشد الرئيس أن يتقى الله فى شعبه ويعلم جيدا انه رئيس لكل المصريين وليس لفئة معينة فقط ويقول أمجد توفيق : لن انتخب الأخوان فى الأنتخابات المقبلة بعدما خداعهم لنا . أما علاء محمد محمود 35 سنة مقيم بالشرقية يقول أنا عندي 4 أولاد جميعهم فى مدارس ولا استطيع أستطيع الانفاق عليهم لعدم وجود عمل نتكسب منه ،ويستطرد علاء محمد محمود كلامه أنا بناشد الرئيس وحكومته ان ينظروا الى الشعب المقهور ويلبى أحتياجاته قبل ان يهيج الشعب على السلطة مرة أخرى ليخلع الرئيس مرسي مثلما فعلوا مع مبارك، ونقول له إننا لسنا ضعفاء وإنما نحذرك من ثورة الجياع ضدك أنت وأتباعك. ويلتقط جمعة أبراهيم عبد العاطي أطراف الحديث أن الأوضاع لم تتغير كثيرا عقب ثورة يناير قائلا أن فرصة التحاقى بعمل بإحدى المؤسسات الحكومية أصبح ضربا من الخيال بعد تجاوزى سن الأربعين،ويطالب جمعة الحكومة بالنظر إلى عمال التراحيل بعين الرحمة والبحث لهم عن حلول تعفيهم من حياة الذل والإهانة والغربة عن أسرهم التى تحرمهم من أبسط حقوقهم مطالبا بمشروع قومى لاستصلاح الصحراء قائلا"خلوا الحكومة توزع علينا أراضى وشوفوا هنعمل إيه فيها ولا الحكومة عايزة تعدم كل واحد عدى ال35 سنة" مستطردا كلامه "أنقذونا من البطالة وأعيدوا تشغيل الآلات التى تقف فى مخازنكم شاهدة على فسادكم. وفى نفس السياق قال فام برغوت إن أوضاع عمال اليومية زادت سوءا بعد الثورة ولا يوجد من يحاول حل مشاكلنا وما نسمعه دائما من المسئولين لا يتعدى سوى وعود براقة بمستقبل أفضل، إلا أن الواقع كما هو دون تغيير، حيث كانت أيام مبارك الشرطة تلقى القبض علينا وعلمنا من أحاديث بعض رجال الشرطة أن القبض على عامل التراحيل يتم بمقابل مادي من الحكومة قيمته 3 جنيهات لرجل الشرطة ، مشيرا إلى أن التجاهل أصبح ثمة التعامل مع المسئولين وأصبحت الحكومة "ودن من طين والتانية من عجين"
الحاج وفدى عبدالرازق السيد يقول أنه استأجر شق ب 150 جنيه شهريا ولا أدري من أين ندفع الإيجار كل شهر بعد توقف أعمال البناء متهما الرئيس بالمسئولية عما يحدث لهم. أما سيد محمد يشير إلى أن الثورة لم تغير شيئا والأمر ازداد سوءا عما كان عليه أيام مبارك ويوافقه في الكلام معروف رمضان قائلا كل ما أود قوله هوه منك لله يامرسى انت ومبارك . محمد عبدالعزيز يقول لا ندري ماذا تريد الحكومة من الشعب ، كافية ظلم فى الغلابة لأننا بنموت كل يوم ولم يشعر بنا أحد غير الله. شعبان غريب يقول أنا تارك أهلى فى أسيوط لكى أحصل على دخل أقوم بإرساله لهم ليأكلوا ويشربوا منه لكن مع الأسف فإنني أقترض عليه من معارفي حتى أعود إلى محافظتي بعد توقف العمل تماما . الحاج أحمد مصطفى قال انا عامل عملية قلب مفتوح ورغم هذا أحاول حاليا البحث عن عمل أخر لكي أنفق على نفسي و أسرتى ولكني لم أنجح حتى الأن في الحصول على أي عمل . من جانبه أكد" أحمد الدباح" رئيس النقابة المستقلة لعمال اليومية أن تلك الفئة لا تنحصر فى العاملين بالبناء والتعمير فقط بل تضم معهم كل من يعمل بأجر يومى سواء بمصنع أو شركة مشيرا إلى أن حل مشاكل هؤلاء العمال يستلزم تكاتف الجميع من كل الكيانات السياسية التى تعمل منفرده وتسببت في انهيار البلاد . ويضيف الدباح أن إقرار الحد الأدنى للأجور سيزيد من أعباء عامل اليومية لأن القوة الشرائية ستتضاعف فى السوق ،خاصة وأن الحد الأدنى لن يشمل سوى من يعمل بشركات ومؤسسات حكومية ،مؤكدا على ان الدستور الجديد أهدر حقوق العمال والفلاحين .