هل ما رأيناه وشاهدناه وعشناه اعتبارا من30 يونيو وكذا الثلاثة أيام التالية هو فوتو شوب ؟ إنني أعود للوراء واتذكر تلك الأفواج, في عرابي وتقاطع فؤاد. والتقاء عبد الحميد سعيد مع سليمان باشا, وشريف وشامبليون والشورابي وميدان طلعت حرب الذي كان يستقبل الأصوات الصاخبة الزاحفة من مصطفي كامل, والآتية بدورها من عابدين وبورسعيد, والكل في طريقه إلي الساحة المقدسة بالتحرير, ليلتئموا مع أقرانهم الذين سبقوهم قادمين غير عابئين بأشعة الشمس اللافحة من كل اركان المحروسة نساء ورجالا واطفالا وشيوخا وفتيات وفتيانا, بشر كالامواج الهادرة يبحثون عن ضالتهم المنشودة الحرية والدولة المدنية الديمقراطية ومرجعيتها المواطنة, التي تستند إلي الحق والعدل والمساواة الكاملة غير المنقوصة. هؤلاء لم يهتفوا تحيا مصر بل برحيل مرسي, ونقلت شبكات التلفاز بكل اللغات واللهجات مشاهد الآلاف في أقاليم الكنانة, دون استثناء حتي سيناء الذي يريد التكفير ابتلاعها وضمها عنوة إلي الظلام لم تكن استثناء, المذهل أن كل هذا كان من فعل الشيطان الرجيم, واختراعه الملعون والمعنون بالمصطلح الأجنبي الكافر فوتو شوب.وحتي يكتمل الهزل الإلكتروني, انبري كتاب كبار, كانوا هامات, قبل أن يسقطوا في أتون النفاق الرخيص, عندما سخروا من روعة المصريين, يصفونها بزمن الفرجة, هل هناك انحطاط أكثر من ذلك؟ ففي اليوم الذي فاجأت فيه مصر أرجاء المعمورة, رفضها المدوي للفاشية الدينية إجمالا, ولحكم الاخوان المسلمين تحديدا, كان هناك من كتب داعيا ممثل الارشاد في القصر الجمهوري, إلي فرض حالة إعلان الطورائ, والضرب بيد من حديد ضد دعاة الفتنة وكلهم بلطجية( في إشارة إلي حملة تمرد ودعوتها للاحتشاد). لكن جاء انفجار بركان الأحد العظيم, بصورة فضحت النيات الشريرة, وبدلا من الاعتراف بالخطأ راحوا يكابرون, وينثرون الاكاذيب وهم الصائمون, ومن فرط التكرار باتوا علي يقين لا ينازعه الشك في أن ما يقولونه هو الصدق كله. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد