بعد المذبحة الدامية في أغسطس الماضي لشهدائنا الأبرار من جنودنا الأبطال علي الحدود المصرية الإسرائيلية, والتي اقترفها أوغاد قتلة تحت راية الجهاد والتكفير, برز اسم جبل الحلال الذي هو الحرام بعينه مأوي لهؤلاء القتلة, ومركزا لتجمعاتهم ومخزن لأسلحتهم وذخيرتهم المهربة لهم عبر حدود مكشوفة ومفتوحة, وعيون مغمضة وغير ساهرة, لكننا فوجئنا كشعب ومشاهدين ببرامج تليفزيونية في عدة فضائيات خلال العهد الإخواني, وبعد المذبحة مباشرة, وكأنها إعلانات مدفوعة الأجر عن مشاهد ومناظر حية لجبل الحلال, ومقابلات وأحاديث مع أعداد قليلة من سكانه من رعاة الأغنام, يتحدثون في هدوء وسكينة الجبل وضآلة أعداد ساكنيه, وإخلائه من أي أسلحة أو جماعات إجرامية تكفيرية, وأن العشب والأغنام والرعاة البسطاء هم أسياد الجبل, والمشهد التليفزيوني, أقصد الإعلان المزيف المشوه والمدفوع أجره. والآن بعد إزاحة الغمة الضلالية التي استباحت دماء الأبرياء في شهر الصوم, وبعد تحديد مواقع البؤر الإجرامية في سيناء, تأكد لجيشنا البطل خطورة هذا الجبل الحرام كمأوي ومخزن ومرتع لهؤلاء الإرهابيين وأسلحتهم الخفيفة والثقيلة, يقتلون بها ويصيبون يوميا أعز وأشرف الأبناء من شبابنا الأبطال جنود وضباط الشرطة والجيش, وها هم أبطالنا بعد أن تحررت أيديهم وإرادتهم وقرارهم يدكون هذا الجبل حاليا ودون إعلان تليفزيوني مزيف حتي يحترق رمله, ويئن حجره, ويصرخ عشبه, وكلما استمع وعلم ذيولهم ومحرضوهم في القاهرة, حيث اعتصامهم في بعض ميادينها, وبعض العواصم الأخري المحرضة والمخططة والممولة, أكرر كلما استمع هؤلاء لصراخ الإرهابيين القتلة, واستوعبوا حقيقة المشهد ونهايته الحاسمة, فقدوا الصواب, وتحركوا تحركات عشوائية ولو كانت نهايتهم, ولو كانت حلاوة روح, ولكن أي حلاوة, وهي روح شريرة.. لا تتذوق طعم أي حلاوة؟!! مجدي جورج دميان