صورة المشهد الحالي في ساحات وميادين اعتصامات جماعة الإخوان, وأنصارهم, واللجوء إلي سباق المليونيات, وتهديد منشآت ومعسكرات القوات المسلحة, وقطع الطرق والجسور. يشير إلي أن التفاهم مع هذه الجماعات من المستحيلات, ولن تجلب في أي لحظة الاستقرار الذي ننشده بعد أن دخل هذا البلد دائرة الانقسام والاستقطاب النهائي, وبالتالي لن يفلح أي خطاب عقلاني في تهدئة وإقناع هؤلاء الذين يريدون تحويل البلاد إلي حمامات دم أشبه بالسيناريو السوري. وبالتالي أكاد أري اقتراب تكرار المشهد الجزائري والانتحار السياسي والإرهابي لجبهة الإنقاذ يتحقق في هذه اللحظة علي يد جماعة الإخوان هنا, وفرق التهديد والوعيد بالاغتيالات والانفجارات كما يفضح ذلك خطاب الموت والتكفير علي منصات رابعة والنهضة حاليا, التي لا تعدو أن تكون محاولات تهجم أو حملات كراهية يومية للغالبية من المصريين. حاضر الإخوان ليس أفضل من ماضيهم, فهم لن يتراجعوا عن مشروعهم وهدفهم الأسمي حاليا بشأن استهداف وتخريب الدولة المصرية, بعد أن تولدت لديهم قناعة باستحالة عودة مرسي, وزمن حكم الفشل الإخواني لعقود طويلة, وبالتالي لن يتركوا مصر إلا وقد تحولت إلي دولة وافتها المنية. ولذا فإنه أمام هذا المشهد المروع الذي ينتظر مصر والمصريين, لا يوجد سوي خيارين في الأفق لإنقاذ هذا الوطن, وهو الإسراع إلي تحقيق خريطة المستقبل والولوج سريعا إلي المرحلة الانتقالية, عبر اعتماد حكومة الببلاوي المسار المدني وسرعة إنجاز الدستور بتعديلاته والتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية, حتي لو قاطعها الإخوان, وأتباعهم من الفرق الظلامية, وفي المقابل أيضا, الاستعداد والجهوزية من قبل الجيش وقوات الشرطة لسيناريو القبضة القوية في وجه هؤلاء المتأسلمين, ترقبا للحظة المواجهة, لأنها قادمة وواقعة لا محالة, والاستعداد دوما لاستدعاء سيناريو القضاء علي جبهة الإنقاذ والذي سيكون حاضرا بقوة في المشهد المصري قريبا, وتكرار كتابة المشهد الأخير في فصل جماعة الإخوان, كما حدث للإنقاذ الجزائرية, ما لم يتبصروا ويعودوا إلي الرشد والعقلانية. لمزيد من مقالات أشرف العشري