لماذا يؤثر قادة جماعة الاخوان المسلمين ان يحفروا بأيديهم قبر الجماعة, يستمطرون غضب الشعب المصري الي الحد الذي فقدت معه الجماعة كل مصداقيتها وشعبيتها. ويقامرون علي تاريخ الجماعة ووجودها, يصرون علي تصعيد اعمال العنف الي حد التهديد بحرق البلاد, ولا يريدون ان يتركوا لانفسهم او للجماعة مساحة للمراجعة تمكنهم من استعادة بعض الثقة ولو بعد حين!, حتي بات الاعتقاد السائد لدي عوام المصريين وخواصهم انها جماعة مغامرة لا تصدق القول ولا تضع مصالح البلاد في اعتبارها, وتصر علي استمرار عمليات استفزاز الشعب المصري, تقطع الطرق والكباري والمحاور وتعطل مصالح العباد, وتتحرش بالقوات المسلحة كي يتكرر ما حدث امام مقر الحرس الجمهوري, ويضطر الجنود لاستخدام حقهم في الدفاع عن النفس بعد تعرضهم لوابل لا ينقطع من الشتائم والاهانات والقصف العشوائي بالحجارة والخرطوش, وتجازف بتحريض جماعات السلفية الجهادية علي الهجوم علي مواقع الجيش والامن في سيناء. ومع الاسف يعرف قادة الجماعة انهم الخاسر الاكبر في هذه المعركة التي تم حسمها بصورة شبه نهائية في30 يونيو, عندما خرج طوفان الشعب المصري يؤكد رفضه القاطع والنهائي لحكم الرئيس المعزول.., وبرغم يقين قادة الجماعة بانهم سوف يساءلون في يوم قريب من قواعدهم عن قبح سياساتهم وتصرفاتهم التي افقدت الجماعة مصداقيتها وشعبيتها, كما سوف يساءلون امام القانون عن جرائم قتل وغدر وخيانة ارتكبوها في حق وطنهم, الا ان هؤلاء القادة يصرون علي استمرار التصعيد والتمادي في استخدام العنف حتي لا يكون امام الدولة حلا متاحا سوي ان تعود لسياسات الاعتقال الجماعي, تأخذ الحابل بالنابل وتلقي الالاف من الاعضاء والانصار والاصدقاء في المعتقلات.., هدف قادة الجماعة من ذلك سد الطريق امام ديمقراطية الحكم, واستعادة صورة الضحية. وأظن ان الدولة تأخذ الموقف الصحيح بإصرارها علي رفض سياسات الاعتقال الجماعي, وفتح ابواب المصالحة الوطنية علي مصاريعها لكل الذين لم يتورطوا في ارتكاب جرائم عنف ضد وطنهم, والتزامها بتطبيق احكام القانون علي الذين ارتكبوا جرائم الغدر والتحريض والخيانة مهما تكن مكانتهم داخل الجماعة. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد