هو أحد أعضاء فرقة ابي ايوب الأنصاري للإنشاد الديني في سوريا, وايضا يطلق عليها فرقة الاخوة ابو شعر, إنه عبد الرحمن ابوشعر اصغر اخوته من اعضاء الفرقة,قدم الي مصر معهم في ظل الأحداث الجارية في سوريا حيث أكد في حواره مع الأهرام ان المدرسة المصرية للابتهالات الدينية لها الايادي البيضاء علي جميع المبتهلين في العالم. في البداية, سألناه: كيف نشأت فرقة أبي أيوب الانصاري للانشاد الديني, وماسبب تسميتها باسم أبوشعر؟ قال: بدأت فرقة ابي ايوب للانشاد الديني في عام1983 بانشاد القصائد والمديح في خير البرية,بالاضافة الي دروس وحلقات العلم, وسميت بهذا الاسم لانها انطلقت من مسجد ابي ايوب الانصاري الصحابي الجليل الكائن في مدينة دمشق بسوريا, وعدد افراد الفرقة ستة اشقاء هم: ماجد ومحمد خير وزياد وبهاء الدين وأنس وعبدالرحمن,وهم ابناء الشيخ موفق احمد ابوشعر, ولقب ابوشعر يرجع الي اسم العائلة, واتخذنا شكل نعل الحبيب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لوجو اي علامة وشعارا ووساما للفرقة حبا وتشريفا لمقام النبي صلي الله عليه وسلم,حيث إنه من المعلوم ان النبي الكريم قد عرج به الي السماوات العلا بنعله الشريف بخلاف ماحدث مع سيدنا موسي عليه السلام حين قال له رب العزة سبحانه وتعالي... فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوي, لذا نحن اتخذناه شعارنا حتي نسمو ونعلو. هل تأثرتم بالمدرسة المصرية في الابتهالات, وهل ترون انها اندثرت الآن,ومن أكثر الذين أخذتم عنهم من المبتهلين المصريين؟ المدرسة المصرية هي الاولي في العالم سواء في تلاوة القرآن الكريم او الابتهالات الدينية ولها يد بيضاء علي كل من قرأ القران او تعلمه او مدح وانشد في اي مكان في العالم, ومن المعلوم ان هذا الفن وغيره من الفنون ولد في مصر وكبر وترعرع في بلاد الشام, ولايوجد منشد علي وجه الأرض الا تجده وقد تأثر بأعلام المبتهلين والمنشدين في مصر, ومن بينهم الشيخ علي محمود, وابراهيم الفران, والشيخ طه الفشني رائد اداء التلاوة والاناشيد الدينية, والشيخ محمد عمران, ولاننسي الشيخ الفذ سيد النقشبندي الذي لايزال صوته يصدح بالابتهالات في كل اذاعات العالم الي الآن, وايضا الشيخ نصر الدين طوبار, ومن اعلام قراء القرآن الكريم, الشيخ محمد رفعت ومصطفي اسماعيل,ومحمد صديق المنشاوي, وشيخ المقرئين الشيخ محمود خليل الحصري, والشيخ عبد الباسط عبد الصمد, ومحمود علي البنا, وغيرهم الكثير الذين اثروا هذا الفن بعجائب لانزال نتعلم منها حتي الآن, ولقد وجدنا في ماليزيا واندونيسيا والهند والصين مدارس تعلم الانشاد علي الطريقة المصرية,لذلك فإن المدرسة المصرية في هذا المجال لم ولن تندثر, لانه من المعلوم ان الفن لايموت وإن مات اهله فهو حي, وان اللحن الجميل هو لغة الحياة ومدرسة الحب, ومن العجيب ان اي انسان اذا سمع اي لحن جميل او انشاد بصوت جميل فإنه يطرب ويتمايل لان الروح تتذكر وتحن الي خطاب رب العزة سبحانه وتعالي حين خاطب الارواح في عالم الذر قائلا واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي انفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا..., ولذا نسأل الله ان يهيئ الله لهذا المجال رجالا صالحين حتي يستمر ولايندثر. ما هي رسالة المديح والإنشاد؟ المديح أو الانشاد هو رسالة ودعوة, إذ انه يحرك موجودا ولايوجد مفقودا, وذلك ان كل انسان به مسحة روحية,ومهمة المنشد والمبتهل ان يسمو بالروح إلي الله والي الحق, فهو بلاشك دعوة الي الله, لكن بذرة الايمان يضعها الكتاب والسنة, والمدح والانشاد عليه رعاية هذه البذرة, ونجد هذه الايام ان الشباب يميل الي النغم والكلمة الجيدة, وبهذه الوسيلة قد يدخلون المساجد وترق قلوبهم وتنصلح أحوالهم,ولذلك يجب علي كل منشد ومبتهل ان يضع في مدحه كلمات ينتفع بها الانسان في دينه ودنياه, وبهذا يكون الانشاد فيه رسالة ودعوة الي الله تعالي, والحمد لله ان سلفنا الصالح رحمهم الله ورضي عنهم, تركوا لنا من التراث مايستمد منه الحكمة والدعوة, ونحن إن فعلنا ذلك نكون قد اوصلنا رسالة المدح والانشاد التي هي في الاصل الدعوة الي الله تعالي. من وجهة نظركم كيف ترون الشروط الواجب توافرها في المبتهل والمنشد,وهل من بينها حفظ القرآن الكريم؟ توجد قاعدة لابد ان نعلمها جيدا اولا وهي: ماخرج من اللسان لايتجاوز الآذان, أما مايخرج من القلب فيصل الي القلب, فيجب علي كل منشد ان يكون مخلصا,حيث إن الاخلاص هو مفتاح النجاح والتوفيق في كل الامور, والتوفيق اسبابه كثيرة منها ان يكون مؤمنا وموقنا بما يقول عاملا به حتي لايكون من الذين يأمرون الناس بالبر وينسي نفسه, قال تعالي أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون, كما يجب ان يكون المنشد طيب السلوك, وان تكون أخلاقه محمدية قولا وفعلا, ولابد ان يكون قلبه مملوءا بالمحبة والشوق لله تعالي ولرسوله صلي الله عليه وسلم, وآل بيته الأطهار والصحابة الأبرار والتابعين الأخيارولكل المؤمنين والمسلمين, بل لجميع الناس, إذ ان كل إناء بما فيه ينضح كما يقولون. كما يشترط في المنشد والمبتهل ان يكون حافظا للقرآن الكريم, وبالتالي متقنا لأحكام التجويد حتي تكون مخارجه للحروف سليمة لغة ونطقا في اثناء مدحه, ثم يجب عليه ان يكون متعلما لقواعد النغم حتي لايزعج الناس بصوته, ظنا منه ان صوته مطرب,مع الاستعانة بخبراء في ذلك,كما يشترط ان يعرف علم الايقاع, وان تكون لديه ملكة في الحفظ للقصائد والأشعار, وان يعمل بقاعدة لكل مقام مقال حتي لاتختلط عليه الأمور, ويكون اقرب الي قلوب الناس, وان تكون لديه معلومات بقدر المستطاع عن كل العلوم حتي لايكون منفصلا عن واقع الناس, وألايفرق بين الناس مسلمين كانوا او مسيحيين, وليعلم ان رسالته لجميع الناس, لأن النغم هو لغة الروح والمعراج الي الله تعالي, كما قال الامام محيي الدين بن عربي: أدين بدين الحب اني توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني, ونحن في فرقتنا نمشي علي هذا النهج والحمد لله. ما نوعية الكلمات والأشعار التي تختارونها في انشادكم,وهل تنتمي الي جيل معين؟ نحن نأخذ من جميع الأشعار قديمها وحديثها,ولكن للأشعار القديمة مذاقها الخاص لدينا ولدي الناس, ونأخذ من الشعر المعاصر الكلمة الهادفة, وأيضا من الشعر الصوفي القديم العميق من كلام الحلاج وعبد القادر الجيلاني, وعمر بن الفارض, والامام البوصيري, والامام الرواس وغيرهم من اعلام التصوف.