عن أبي هريرة( رضي الله عنه) قال: قال رسول الله( صلي الله عليه وسلم) إن الله تعالي قال:( من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب, وماتقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه). رواه البخاري في هذا الحديث يروي لنا رسولنا( صلي الله عليه وسلم) قول رب العزة سبحانه وتعالي في الحديث القدسي الذي يبين فيه رب العزة مكانة أوليائه الصالحين, والولي هو القريب من ربه سبحانه بفعل ماأمر واجتناب مانهي وإلي ربه بالعبادة فوالاه ربه سبحانه وتعالي بالفضل والاحسان فالولي هو المؤمن التقي الذي يستمر ويداوم علي تقوي الله سبحانه وتعالي. (ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم). فبين القرآن الكريم أن أولياء الله سبحانه وتعالي لاخوف عليهم في الدنيا ولاخوف عليهم في الآخرة ولاهم يحزنون في الدنيا ولاهم يحزنون في الآخرة فهم في معية ربهم. ماهم وما سمتهم؟ الذين آمنوا وكانوا يتقون, حققوا الإيمان بكل أركانه وبكل شروطه وبكل مقتضياته وكانوا يتقون أي يلازمون علي تقوي الله سبحانه وتعالي, ويستمرون عليها ويزيدون ولاينقصون في عبادتهم. لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة أما البشري في الحياة الدنيا فإن الله تعالي بشر الصالحين بالجنة والرضوان: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لايبغون عنها حولا). وعند وفاتهم تتنزل عليهم الملائكة.( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكن فيها ماتدعون نزلا من غفور رحيم). فالله سبحانه وتعالي بشرهم في الدنيا, لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة لاتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم, هؤلاء الأولياء يعلن رب العزة سبحانه وتعالي الحرب علي من عادي أولياء الله. من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب. أي أعلنته بأني محارب له. ثم يقول بعد ذلك وماتقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه, لأن الفريضة لها الأولوية وثوابها عظيم. ثم بعد ذلك ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه والتعبير بالفعل المضارع يعني المداومة والاستمرار, التقرب إلي الله سبحانه وتعالي بالنوافل فإذا أحببته وكنت سمعه الذي يسمع به فلا يسمع إلا الخير يكون مصونا عما يغضب الله, بعيدا عن كل مايخالف تعاليم الإسلام كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها, إنه سبحانه يصون جوارحه عن المحرمات, يصون جوارحه عما يغضب الله يوفق جوارحه إلي السعي في طاعة الله, يحميها رب العزة لأنه أصبح في معيته, وإن سألني أعطيته, أو كما في الرواية الأخري ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه, وفي قوله لأعيذنه, أي أن رب العزة سبحانه وتعالي يجيب دعوة وليه ويكون في عونه ورعايته.