في ظل حواراتنا حول ماذا يحب الله وماذا يبغض ؟ تكون الاجابة من أحب العمل الي الله بر الوالدين, فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلي الله عليه وسلم: أي العمل أحب الي الله عز وجل ؟ قال: الصلاة علي وقتها قال: ثم أي ؟ قال: ثم بر الوالدين حيث أخبر صلي الله عليه وسلم أن بر الوالدين أحب الأعمال الي الله بعد الصلاة التي هي أعظم دعائم الاسلام بعد الشهادتين ورتب ذلك ب ثم التي تعطي الترتيب والمهلة. قال الله تعالي: وقضي ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما, واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا وقضي أي أمر والزم وأوجب, أمر الله سبحانه بعبادته وتوحيده وجعل بر الوالدين مقرونا بذلك, كما قرن شكرهما بشكره فقال: أن اشكر لي ولولديك إلي المصير والمعني: قلنا له أن أشكر لي ولوالديك قيل: الشكر علي نعمة الايمان وللوالدين علي نعمة التربية وقال سفيان بن حينية: من صلي الخمس فقد شكر الله تعالي, ومن دعا لوالديه في أدبار الصلوات فقد شكرهما قال العلماء: فأحق الناس بعد الخالق المنان بالشكر والاحسان والتزام البر والطاعة له والاذهان من قرن الله الاحسان إليه بعبادته وطاعته وشكره بشكره وهما الوالدان. ومن البر لهما والاحسان إليهما الا يتعرض لسبهما ولا يعقهما فان ذلك من الكبائر بلا خلاف وبذلك وردت السنة الثابتة قال صلي الله عليه وسلم: ان من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل: يارسول الله, وكيف يلعن الرجل والديه, قال: يسب الرجل أباه, ويسب أمه فيسب أمه ومن الاحسان إليهما والبر بهما اذا لم يتعين الجهاد الا يجاهد إلا باذنهما فقد قال رجل للنبي صلي الله عليه وسلم: أجاهد ؟ قال: لك ابوان ؟ قال: نعم قال: ففيهما فجاهد ومن برهما أن ينفق عليهما اذا احتاجا, ومن البر بالوالدين أن يقابلهما بالقول الموصوف بالكرامة, فالعبد الذي يبادر اغتنام فرصة برهما لئلا تفوته بموتهما فيندم علي ذلك, والشقي من عقهما, لاسيما من بلغه الأمر ببرهما. ومن البر بهما أن لا ينهرهما بل يخاطبهما بالقول اللين اللطيف. واذا كان الله عز وجل قد أمر ببر الوالدين والاحسان إليهما فقد نهي في الوقت نفسه عن طاعتهما اذا كانا مشركين وأمرا ولدهما بالشرك أو بمعصية الله.