علي مدي أكثر من ثمانين عاما والأحلام تراود جماعة الإخوان للوصول إلي السلطة, وعقب انطلاق ثورة25 يناير2011 والتحاق الجماعة بها لإسقاط النظام الحاكم بعد ثمانية عشر يوما تسلق الإخوان قطار الثورة.. الذين منحوا أنفسهم لقب المسلمين بينما تصرفاتهم وسلوكياتهم تنأي بهم عن شرف هذا الانتماء إليه, يعتنقه غالبية المصريين دون مزايدة علي من يخالفونهم حتي في الدين والعقيدة, وانتهزت تلك الجماعة انتصار الثورة وتصدرت مشاهدها ورفعت شعارات إسقاط حكم العسكر, وتطهير القضاء والشرطة والإعلام, دون مبررات مادية وقانونية, وعندما تسلطت الجماعة علي مقاعد السلطة واحتل أحد أعضائها منصب رئيس الجمهورية بعد تسخير الدين ترغيبا وترهيبا للمواطنين, وتخويف أجهزة الدولة بنشر العنف والقتل والتخريب, اتخذت الجماعة والرئيس من الإجراءات والتشريعات ما يخدم أهداف الجماعة, ومصالح أفرادها, ولم يتحقق لمصر وشعبها أي إنجاز في مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.لقد كشفت الجماعة والرئيس عن مخططاتهم الحقيقية في ممارسة الديكتاتورية والاستبداد بالسلطة تحت شعار الشرعية الدستورية التي استخدموها سلاح إرهاب وتهديد, ونشر عوامل الفتن بين طوائف الشعب مسلميه ومسيحييه, وطفت علي السطح ملامح القتل علي الهوية, وساءت حالة المصريين الاجتماعية والاقتصادية.وبدا توجه الجماعة وأطيافها بعيدا عن الوطن بحثا عما سموه دولة الخلافة, واحتضنوا نظراءهم خارج مصر في سوريا وأسهمت سياستهم في توتير العلاقات مع السعودية والإمارات والكويت وأغمضوا أعينهم عن تأمين مصر وحدودها, والتفريط في حقوق مصر في مياه النيل. وتزايد الشعور بالكراهية والرفض لحكم الجماعة والرئيس, ولأن الشعب عرف طريق الخلاص من الطاغية والديكتاتور الجديد الذي منحه الشرعية ليتغني بها, فقرر توحيد كفاحه في ميادين التحرير والحرية بأنحاء مصر تلبية لدعوة شبابه, طالبا الحماية من قواته المسلحة لاسترداد شرعيته بثورة30 يونيو, وبذلك يكون الإخوان قد ساروا في طريقهم بالفشل المحتوم, وحفروا قبور جماعتهم بأيديهم ليضعوا نهاية أسطورتها في العالم كله, لأن دعوات التحريض بالقتل والاعتداء علي قوات الجيش والشرطة والمصريين المسالمين لن تعيد عقارب الساعة إلي الوراء. لمزيد من مقالات بقلم : عبدالمجيد الشوادفي