الشيخ " حازم أبو إسماعيل " السلفي، دفع مبالغ طائلة قبل رفض ترشيحه للرياسة، لنشر شعار " لازم حازم رئيسا لمصر "، وربما دفع مثلها للانتقام بعد رفضه لفساد أوراقه.. ولم يجد صعوبة في استقطاب اتباع ومريدين من أكوام العاطلين والساخطين والمهمشين من مختلف القري والنجوع .. مواطنين أغلبهم فاقدو الإرادة من شدة الفقر والحرمان واليأس، أسال لعابهم بكل وسائل الترغيب التقليدية والمبتكرة والمبهرة، شحنهم في أتوبيس دعاية أحمر مكشوف لف بهم شوارع مصر في فسحة مايحلموش بها شاملة وجبات ومصروفا وفرفشة .. وحفظهم كلاما إعلاميا تليفزيونيا كبيرا مفتخرا، أشعرهم بقيمتهم وأهميتهم لأول مرة مثل شعار " لنحيا كراما "، فأطاعوه بفرح لأن طاعة الشيخ من طاعة الله.. ورفض النعمة من إيده كفر.. فحشدوا بلدياتهم، وأعلنوا اعتصاما مفتوحا أمام اللجنة العليا للانتخابات بشارع العروبة ..وادوها بالروح بالدم نفديك يا إسلام!!.. وطبعا جريت عليهم الفضائيات العربية تسألهم وتذيع كلامهم علي الهوا .. فتضخمت الذات التي عاشت عمرها مقهورة عشوائية منبوذة، وأسرع المعلمون المحترفون لتلقينهم كتالوج الاعتصام الديني، وتدربيهم علي الحفظ وفنون الإلقاء، وجزاء طاعة أولي الأمر الأتقياء، وعقاب الله .. فناموا في حدائق العروبة، وتولت أتوبيسات حازم نقلهم لمواقع الاعتصام في التحرير، ثم إلي وزارة الدفاع .. وهنا تحولوا من بشر مفعول بجهلهم، إلي قنابل بشرية لتدمير الوطن. وشاهدنا أبشع وأتعس مشهد يوم "جمعة النهاية".. مشهد مصريين يحتلون أسطح جامعة عين شمس لقذف جيش مصر وحصنها بالحجارة، تفصلهم عنهم وتقطع جسد الشارع أسلاك شائكة.. يشعلون الحرائق.. والهدف اختراق وزارة الدفاع !!.. وكما صاح أحدهم في فيديو من عشرات الفيديوهات المحزنة " زي ما أسقطنا الداخلية سنسقط الدفاع".. فتحولوا إلي أعداء لوطنهم وأنصار لإسرائيل.. والعجيب في الرواية الحزينة هو هروب حازم بعد نجاح أنصاره في التخريب والحرق والترويع، تنصل منهم قائلا لا أعرفهم ولم أرسلهم واختفي !! في ساحة الرعب والحزن شاهدنا مسيرة يرأسها الشيخ محمد الظواهري، الأخ الأكبر للدكتور أيمن الظواهري القيادي بتنظيم القاعدة.. إخوانه عشرات الجهاديين كما وصفهم.. يرفعون شعار " نحن قوم لا نستسلم .. ننتصر أو نموت " .. ولكننا في مهمة للتهدئة !!.. والقيادي حسن أبو الأشبال وسط مجموعة في مهمة مزدوجة مماثلة .. ومجموعة من المسلحين بالأسلحة البيضاء قيل إنهم فراودة الأمن .. ورفعت الأعلام السوداء مثل لون أيامنا لكن عليها لفظ الجلالة!!..وأعلن ممدوح علي يوسف مسئول الجناح العسكري السابق للجماعة أنه أرسل وفودا من الأعضاء المنتمين للجناح العسكري المنحل للتهدئة أيضا.. وأن الأسلحة النارية التي رآها مع المعتصمين كانت بهدف الدفاع عن النفس في مواجهة البلطجة!. نحن لا نريد ولا نحتمل المزيد من العنف، ولا نريد إلا الاتفاق علي دستور، وانتخاب رئيس جمهورية نتعاون جميعا معه لاستعادة أمن الوطن وسلامته.. وأعتقد أن الأحداث الحزينة والمخيفة والضحايا والشهداء والخسائر أثمرت تغييرا في الإنسان المصري.. الغالبية أصبحوا يعرفون ويبصرون ويدركون، وقادرون علي الاختيار وعلي فرض إرادة حماية مصر من أبنائها الضالين والمضللين.. لذلك انتهي زمن الصمت والتغابي. فلن يرهبنا مثلا فيديو فضيلة الشيخ أحمد النقيب الذي انتشر علي اليوتيوب انتشارا واسعا ليصل إلي كل العالم، رغم أنه جاء تحت عنوان "حكم عقلك فيمن ستنتخبه رئيسا".. الفيديو يصور الشيخ عندما سئل "إيه اللي هايحصل لو اعترض الشعب علي سياسة الحكومة الإسلامية، هايبقي إيه الحكم في الشعب؟".. فأجاب بصوته: "خارجين علي طاعة ولاة الأمر.. دول خوارج.. طيب الخوارج دول يتعمل فيهم إيه.. يتم قتلهم وقتالهم.. ارجع ياواد انت وهو بلاش قلة أدب.. مرة واتنين وتلاتة.. مارجعوش نسلط عليهم شرطة إسلامية.. يعني عندما تضرب الناس أو تسحق الناس سحقا لن تأتي بالمحاظير الشرعية ".. فلم نعد نخاف كلنا إلا علي مصر.. ولن نسمح للماضي إلا بمساحة للفرجة فقط .. لأن الدين سلوك قائم علي المحبة والرحمة وإعمار الأرض وإعلاء الحق والضمير والمبادئ الإنسانية.. وبناء عليه أخبركم بأنكم أزعجتمونا لكنكم لن ترهبونا .. والحقيقة فوقتونا، ونبهتونا من غفوتنا.. وأكيد أكيد ربنا سوف يبارك بلادي.