نعيش حاليا زمن البلطجة, وفي هذا الزمن, تكون سمة الحياة الخروج عن كل قيمة ومعارضة كل مبدأ, وهدم كل القواعد, فلا صوت يعلو علي صوت الفتونة والبلطجة, والبقاء هنا ليس للأصلح ولكن للأقل أدبا, والأعلي صوتا, وعديم الأخلاق, ليس زمن الدولة والقانون, وإنما هو زمن اللادولة, وزمن الانحطاط. وفي زمن الانحطاط يسود اللا منطق, وهذا هو ما يحدث الآن في مصر, حيث تم تغييب الدولة وقتل القانون لصالح البلطجية, والبلطجية هنا هم كل من خرج من دائرة العمل لصالح الوطن, سواء أكان سياسيا أم إعلاميا, أم رجل أعمال بلطجيا, أم رجل بوليس فاسدا أم فنانا ينشر الفساد, ويتغني بالقبح. في ظل هذه البلطجة يكون من المقبول وبدلا من أن يدعو إلي التوافق والحوار بين القوي الوطنية أن يقول أحد الذين كان من الأولي به أن يدافع عن حقوق الصحفيين, الذين تتخلص منهم صحفهم وتطلق عليهم الرصاص كما خيل الحكومة, والذين لا يحصل معظمهم علي دخل يليق بمكانة الصحفي, راح في زمن البلطجة يسيس النقابة ويبحث عن دور, منصبا نفسه متحدثا سياسيا باسم الصحفيين, فارضا رأيه علي غيره من زملاء المهنة بكل ديكتاتورية, وها هو يخرج علينا ليقول, إن القوي السياسية المختلفة فكريا اتفقت علي الحلول الضرورية للخروج من الأزمة, وأضاف خلال برنامج القاهرة اليوم علي قناة اليوم, وهي القناة التي تتحدث دائما باسم القوي المضادة للثورة, أن هناك اتفاقا بين القوي السياسية المختلفة حتي لو كان بغير تنسيق بينها بخلاف الحزب الحاكم والذين يدورون في فلكه, علي الحلول الضرورية للخروج من الأزمة الحالية. وتتلخص حلول صاحبنا في أن هناك سوء إدارة للبلاد من قبل السلطة الحاكمة يحتاج إلي تصحيح, وأنه في حالة استمرار هذه الحالة يجب الدعوة لانتخابات سياسية مبكرة, كما اتفقوا علي نزول الجيش في حال ساءت الأوضاع أكثر من ذلك في مصر. كما لفت أيضا إلي أن جميع القوي السياسية التي تدعو إلي إسقاط حكم العسكر منذ ستة أشهر, الآن يطالبون الجيش بالنزول وتصحيح الأوضاع في مصر. هكذا وفي زمن البلطجة يخطط صاحبناقادة جبهة تدمير مصر لإسقاط الرئيس الشرعي ويستعدون الجيش علي الرئاسة ويطالبونه بالعودة, بعد أن كانوا يهتفون في كل مناسبة يسقط يسقط حكم العسكر, كما كانوا ينادون بطرد عبد المجيد محمود, وها هم الآن يطالبون بعودته نكاية في الإخوان المسلمين, يشغلون أنفسهم بقضايا لا طائل من ورائها, ويتناسون قضايا المواطن العادي. وفي زمن البلطجة أيضا اختفي الثوار الحقيقيون وطفا البلطجية علي السطح, وبعد أن كان شباب الثورة يهتفون: عيش, حرية, عدالة اجتماعية راحوا يرفعون شعارات قبيحة,. وفي زمن البلطجة أصبح التهجم علي الرئيس وإهانته وتشويه صورته بطولة يدعيها مأجورو الإعلام المصري من هواة الكذب والتضليل, في زمن البلطجة أصبح من حق الصحفي أن يقول للرئيس أقبح وأشنع الألفاظ وأن يضحك عليه طوب الأرض باسم الديمقراطية والحرية والثورية. ومن حق الصحفي أن يصفق ويدبج المقالات تحية لأي دولة أجنبية تسيء للرئيس, ومن حق الصحفي ألا يري ولا يركز علي افتتاح الرئيس لمشروع, بل يركز علي إغلاق وإفلاس مشروع, ومن حق الصحفي أن يؤلف ويلون ويشوه الأخبار.. طالما أن كل ذلك يتم لضرب الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين, ولتذهب مصر والمصريون إلي الجحيم. في زمن جبهة تدمير مصر راحوا يتباكون علي الديمقراطية ويجيشون كتائب البلطجة أمام مكتب النائب العام دفاعا عن الشتائم والألفاظ القبيحة, فهل هذه ديمقراطية؟ رابط دائم :