في هدوء شديد شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماعا هاما في إطار مشروع إفريقي طموح يستهدف كتابة تاريخ القارة الأفريقية .فقد استضافت العاصمة الإثيوبية مؤخرا أعمال إجتماع الخبراء لإعداد المجلد التاسع من التاريخ العام لأفريقيا. ومن المعروف أن التاريخ الأفريقي ظل يكتب حتي وقت قريب بأيادي المستعمر إلي أن أدرك الأفارقة أن الوقت قد حان لأن يكتب الأفارقة تاريخهم بأيديهم. وكان من المؤسف أن إستولي المستعمر الأجنبي علي التاريخ الإفريقي. فغالبية المراجع التاريخية لدول القارة الأفريقية كتبها أجانب من خارج القارة ينتمي أغلبهم الأعم لدول الاستعمار القديم والجديد علي حد سواء وبالتالي ظهرت الكثير من التحيزات والأخطاء التاريخية الناجمة عن الجهل بطبيعة القارة وشعوبها أو المتعمدة لإحداث آثار ترتبط بمصالح المستعمر علي المدي البعيد.وقد اعترض الأفارقة علي سيطرة' المركزية الأوروبية'علي غالبية مقررات التاريخ والكتب الدراسية الخاصة بمادة التاريخ في أنحاء القارة. وعقب عام من تدشين منظمة الوحدة الإفريقية في مايو عام1963 تم تدشين مشروع كتابة التاريخ العام لأفريقيا إستجابة لتطلعات الدول الأفريقية المستقلة حديثا لإنهاء إستعمار تاريخهم وتصحيح ما تمت إشاعته عن ماضيهم عبر دراسات وكتب ومقالات ومحاضرات كان مصدرها المستعمر الأجنبي. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تشكلت لجنة علمية دولية من39 عضوا كان نصيب الأفارقة منها الثلثين,هذا بالإضافة إلي350 من المؤلفين والمترجمين والمحررين من مختلف المناطق. وجاء المجلد التاسع الذي كان موضوع الإجتماع الأخير تلبية لمطالب الإتحاد الأفريقي والدول الأفريقية باستكمال المجموعة الكاملة للتاريخ العام لأفريقيا بإضافة كل ما يتعلق بالتحديات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية التي تواجهها القارة الأفريقية اليوم.وكان أعضاء اللجنة قد تعاونوا علي مدار35 سنة لإتمام مشروع تدوين التاريخ العام لأفريقيا.ونجحوا في إتمام8 مجلدات من النسخة الأصلية التي تمت كتابتها باللغات الإنجلزية والفرنسية والعربية.وفي وقت لاحق تمت ترجمة المجلدات إلي13 لغة إضافية من بينها ثلاث أفريقية هي الكيسواحيلي والفلفلدي والهاوسا.كما قدمت اللجنة12 دراسة ووثيقة و12مجلدا تتعلق بمصادر التاريخ الأفريقي. وفي عام2009 دخلت اليونسكو كشريك في مشروع تطوير وتحديث مقررات التاريخ وكتب التاريخ إستنادا لما قدمته لجنة مشروع تدوين التاريخ العام لأفريقيا.