في عهود سابقة ليست ببعيدة, كانت هناك خانة في شهادة التقويم الشهري للتلاميذ والطلاب تحت عنوان( السير والسلوك), وكانت هذه الخانة تصيبنا بالرعب عند استلام الشهادة لعرضها علي الوالدين رحمهما الله وتوالت الأيام وأصبحت تلك الخانة لا قيمة لها وتكتب كتحصيل حاصل دون النظر لأداء التلميذ أو الطالب, خاصة عند التخرج.. ومع هبوط واضمحلال العملية التعليمية علي مر السنين, أصبحنا نري التلميذ البلطجي والمنحرف وحامل المطاوي والسنج والعدواني تجاه زملائه ومدرسيه ومدرسته وجامعته, ومع هذا نجد أن شهادته الدراسية تمنح له وفي ذيلها العبارة المفجعة( وكان حسن السير والسلوك).. كيف هذا لا أدري؟ ومن هنا انطلق المنحرفون منهم في تهديد أساتذة الجامعات وحرق المنشآت غير مبالين بالنتائج.. واقترح أن أي تلميذ أو طالب في أي مرحلة تعليمية يثبت انحرافه عن النهج السليم والقويم, أن يحرم من درجات تخص مادة الأخلاق, وأن يذكر هذا في تقويمه العام عند التقدم للمراحل المختلفة وعند التخرج, أي أننا في احتياج لصحيفة أخلاقية تصاحب شهادة النقل أو التخرج ليفكر كل منحرف عن تلق العلم في محراب العلم ألف مرة قبل أن يخرج عن نطاق الأخلاق, فنحن في حاجة لإنسان محترم قويم يسمو بالمجتمع لا أن يدخل محاريب العلم حاملا زجاجات المولوتوف ومسلحا بالمطاوي والسنج والبذاءة.. من هنا يجب أن نبدأ قبل فوات الأوان. د. محمد يسري الفرشوطي - زميل الكلية الملكية لندن